#أكاديميون_وباحثون_وقيادات_تربوية :#المناهج_الدارسية_التربوية الحالية لا تخدم جيل ولا تبنى أمة “تقرير ميداني شامل”
يمني برس- محسن الجمال*
أكدت نخبة من القيادات التربوية والتعليمية والمفكرين والأكاديميين أن القطاع التربوي والتعليمي في اليمن يعاني من شلل شبه تام وينحدر إلى الأسوأ..حيث عمدت أياد إجرامية منذ وقت مبكر إلى استهداف القطاع التربوي والتعليمي وخلخلته وفق منهجية تدميرية وعبث مؤدلج طوال الفترة الماضية وتلويثها بسموم وأفكار دخيلة منافية لعقيدتنا وهويتنا وقيمنا وعلى رأسها المناهج الدراسية الحالية التي بين يدي أبنائنا الطلاب والطالبات في جميع المراحل التي تم حشوها بثقافات مغلوطة وأفكارا سامة بأياد يمنية عملية وعقولا مشوهة فكريا وثقافيا وفي نفس الوقت مؤدلجة سياسيا وتتحرك حسب ما يرسمه لها اعداء الدين والوطن والأمة وأعداء رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله الطاهرين لتصبح حجرة عثرة امام الطلاب والمعلمين أيضا وأولياء الأمور ولتقود الطلاب نحو المجهول.
26″ سبتمبر” نزلت جولة ميدانية للاستقصاء.. وأخذ عدد من الانطباعات والرؤى مع عدد من الخبراء والباحثين والأكاديميين والمختصين عن وضعية هذه المناهج وأهدفها وتماشيها مع الطلاب والمعلمين وموقف أولياء أمور الطلاب..وخرجت بهذه الحصيلة:
استطلاع : محسن علي الجمال
.بداية يقول الباحث الأكاديمي عبد الكريم الحاضري:
..في الحقيقة إن مناهجنا التعليمية ملعوب بها منذ تولى حزب الإصلاح على كل مفاصل التعليم في اليمن وقد حاولوا منذ أمد بعيد خلخلة التعليم وفق منهجية تدميرية وعبث مؤدلج طوال الفترة الماضية وخاصة جانب التربية الدينية حيث انتهجوا نهج المذهب الوهابي لكن بطرق ملتوية, أما الجوانب العلمية فلم تعطى حقها وهي الأولى بالرعاية. لذلك ظلت المناهج الدراسية هزيلة وغير ذات جدوى لأن المطلوب حينها هو التدمير.
ونحن نناشد قيادة وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها الجديد أن يعمل على دعوة كل التربويين المخلصين الوطنيين ومن كافة الأطياف لعمل تصور متكامل وموضوعي لتصحيح الاختلال التي أصابت المناهج الدراسية, وعلي أن تشكل لجان متخصصة في كل العلوم والفنون الدراسية والاستفادة من مناهج بعض الدول المتقدمة للقيام بوضع مناهج تربوية وتعليمية حديثه هذا ما تحتاجه البلد.
.وعن ما يخص مضامين كتب التربية الإسلامية فرأى الحاضري:
..اقترح تشكيل لجنه من العلمأ الأجلاء من المذهبين السائدين في اليمن منذ القدم لدراسة كل ما يخص هذا الجانب وعدم فرض أي رؤية أحاديه لأن الغرض التصحيح لا الإقصاء.
شلل شبه تام
.أما الموجه التربوي بمديرية سنحان الأستاذ عبد الرحمن الغويدي فيقول:
..يجب أن تكون المناهج ملبية طموحات المستقبل للوطن ككل لأن المنهج لأي مادة يعتمد علي1/خبرات مباشرة وهي أثناء الأداء المعلم 2/خبرات غ مباشرة وهي التي بكسبها المتعلم من غيره من خلال وسائل الإعلام الأسرة البيئة بما فيها المسجد الخ.
وعن أهداف المناهج يقول الغويدي : انها هي لتنشئة جيل يمتلك جوانب المهارة والمعرفة والإيمانية بالله الخالق القادر علي كل شيء, جيل يتحمل مسؤولياته ببناء الوطن وازدهاره بما اكتسبه من خبرات ومهارات بما تساعد على تحقيق الطموحات وتلبي الاحتياجات بكافة المجالات وأسواق العمل, جيل معتزا بإنسانية وتراثه وموروثة التاريخي المشرق ومعتزا بعروبته وقيمه محصنا من أي اختراق او غزو فكري قيمي حيل لديه القيم الدينية السمحاء في تعاملاته مع المجتمع بدءا من أفراد الأسرة.
ويسترسل الغويدي قائلا: أما مناهج ما بعد التسعينيات من القرن الحالي للأسف لم تلبي او تحقق ادني شيئ الا السعي للوصول الى أهدف وغايات عظمى, لأنها تعاني من كثرة الحشو بالموضوعات وكثرة الدروس وقلة عدد أيام العام الدراسي سواء الفصل الأول ام الثاني مما يضطرالمعلم إلى السرعة وعدم إعطاء الدرس حقه من الشرح والتوضيح والممارسة والتطبيق, إضافة الى عدم وجود مساحة للتعليم , وانعدام ادني مقومات التعليم التطبيقي من معامل وسائل رحلات علمية…الخ.
.ويشرح الغويدي سبب التعقيدات في المناهج قائلا : اقتصر الأمر علي الطريقة الإلقائية بالتدريس والطالب مجرد مستمع ويحفظ فقط وعند الامتحان التقليدي يطلب منه كتابة ما حفظه فقط وهنا مربط الفرس والمصيبة العظمي أنه لا يقاس الجانب المهاري ( مما تم اكتسابه من مهارات لغوية وفكرية ويدوية وفكريا وكذا ما اكتسبه الطالب ايضا من سلوكيات واجتماعية ودينية ووطنية وهنا الهدف الأكثر أهمية لاننا نلاحظ خريجي الثانوية والجامعات متعصبون غير متفاهمون مع المجتمع وهذا م يلمسه الجميع بغالبية مخرجات التعليم الا من ندر والنادر لاحكم له
أما عن مقررات التربية الإسلامية فيرى الأستاذ عبد الرحمن : أنها لم تلبي وتحقق ادني الأهداف المنشودة منها علي الإطلاق وينقصها الجانب التطبيقي وموضوعات تدعم الروح الإيمانية وحب النبي واله وأصحابه الأطهار,إضافة إلى فقرها موضوعات تتحدث عنهم وعن عظماء الأمتين الإسلامية والعربية الإسلامية , توضح سماحة الإسلام وعالمية الدين الإسلامي التي تغرس بنفوس الأجيال مسؤولية نشر الإسلام بالعمل قبل الخطاب وبالقدوة قبل الدعوة.
وعن مقررات العربية فيقول: أنها همشت منها النحو والصرف والبلاغة بدءا من الصفوف الأولية إضافة إلى ركاكة موضوعاتها والحشو وكتابان غير مراعين العدد الفعلي لأيام الدراسة, كذلك ضعف وغموض واقتضاب القواعد الإملائية امتحانات التاسع ونهاية الثانوية طلاب.
واختتم بندائه : ياقومنا الطلاب والطالبات لا يستطيعون الكتابة فلأخطاء الإملائية مخيفه فماذا حققتم ؟ وأنتم ترون المجتمع يساهم ويدعم القضاء علي لغة القران اللغة.
مناهج ليست عقلانية
.من جهته تحدث الدكتور يوسف الحاضري بقوله:
..يهتم العالم أجمع خاصة الدول ذات الفكر والمنهجية الدينية والتاريخية على التعليم الأساسي والثانوي بشكل عام في تنشئة أبناءها وفقا لما تريده وتخطط له ، لذا فإن هناك ثلاث محاور هامة يهتم بها من قبل هؤلاء وهي (مضمون المنهج – مقدم المنهج – أسلوب تقديم وتقييم المنهج) …
هذه الفترة عندما نجد أن اليمن بكثير من أبناءها يسقطون في فخ العدوان والإعلام المضلل ومنهجيته الخاصة يجب علينا أن نراجع ومباشرة الثلاث الأمور المذكورة أعلاه ونصحح كل الأخطاء … فعندما نتكلم عن مكامين الخلل في المنهج نجدها في التربية الإسلامية والتي للأسف الشديد ارتكزت أغلبها على ثقافة دينية ماسونية باطلة لا أساس لها في دين الله الحقيقي, بل إن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأخلاقه وحركته ليست ضمن المنهجية بقدر ماهو موجود من فكر تطرفي سواء عملي أو منهجي وهذه عملية تسهل للأعداء تطويع الشعب كيفما يريدون …وكذلك الأمر في الفكر التاريخي والذي أيضا استند على فكر تاريخي منحرف ومحرف وهذا بحد ذاته يجد له صعوبة كبرى في قابلية الطلاب في الاستفادة منها استفادة عملية وعلمية وليس فقط معلومات للحصول على الشهادة.
ويواصل الحاضري قائلا: هذه المناهج أبعد من أن تواكب الماضي وليس فقط على مستوى الحاضر عوضا عن المستقبل ومتطلبات المرحلة وأهمية بناء وإعادة الثقة بالذات البشرية الإنسانية …
وعن شكوى الطلاب والمدرسين من تعقيدات المناهج وصعوبتها يرى أنها ناتجة عن خلل في طريقة تقديم المنهج الذي يرتكز على مقدمي المنهاج والذي كلاهما يجب أن يحصل هناك تأهيل مستمر لمقدمي المنهج (المدرسين) وتطور مستمر في اسلوب تقديم المنهاج عوضا عن ان المنهاج اساسا ليس عقلانيا ومواكبا للعقلية البشرية حيث انها خارج نطاق الإستيعاب والتصديق للفكر والمعلومة.
وأشار الدكتور يوسف الى ان المعالجة : تكمن في إعادة تصحيح الثلاث الأركان الهامة تصحيحا تدريجيا ومواكبا للضروف والأخطار والمجتمع المحيط .. علينا أن نضع في أعيننا رؤية (السعي لتصحيح ثقافتنا وتاريخنا الاسلامي).
يؤلمني الوضع
.وتقول صباح الضبياني مدرسة في حسان بن ثابت في مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء :
..أن مناهجنا الدراسية بصفة عامة عقيمة والدليل أن هو يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية بل وحتى الجامعية ولا يوجد لديه أي حصيلة سواء أكانت ثقافية أو دينية أو حتى أيضا لغوية. وبصراحة قطاع التعليم يحتاج الى اقتلاع الفساد من جذوره, فالمناهج فقط تحصيل وحفظ ودرجات وشهادات لكن أنها تستطيع النهضة بالطلاب طبعا لا والدليل اسأل طالب في الثانوية العامة ماذا تعرف عن العصور الوسطي في التاريخ الإسلامي.. سوف تصدمك الإجابة ولن ترى منه إلا السكوت والإنصات.. ونحن نطالب قيادات وزارة التربية والتعليم إلى تنظيف قطاع التعليم لأنه مختل وأنا نادمة أني مدرسه لأنه يؤلمني هذا الوضع.
ثقافات مغلوطة
.من جهته يقول الأستاذ عبد الكريم الارياني مدرس تربية إسلامية في مدرسة النهضة رهم العليا بسنحان:
..بصراحة نحن ندرك أن المناهج الدراسية الحالية تساعد الطلاب على الرسوب لأنها فاقدة للمعلومة الأساسية ولم تدخل المواد الدينية المطلوبة وجعلوها شكليا وزودت بأشياء لم يفهمها المعلم نفسه مما درس في السابق وجعلت الطالب وولي الأمر يتيه فيها متخبطا ولقد غيب منها التاريخ الحقيقي للأمة الإسلامية وللإسلام ولم تكتب إلا بنسبة ضئيلة جدا لا تكاد تمثل 10% بشكل صحيح بل وكتبت بأشكال رموز حتي لا تصل أي معلومات حقيقية لدى الجيل الناشئ من طلاب وطالبات الجمهورية ويريدون مسحها من أذهان الأمة.
فكتاب التربية الإسلامية في المناهج كتبت حسب رغبات وتوجهات معينة وأدخلت فيها ثقافات مغلوطة كبيرة من سلطة القرار التي تولت وزارة التربية والتعليم سابقا واستبدلت الحق بالباطل.
ويقول الارياني : للأسف انه في الفترة الماضية اتخذت على المدرسين ضغوطات كبيرة فمن كانوا يعرفونه انه سيؤثر على الطلاب مما تعلمه سابقا: إما أن يحيلوه للعمل الإداري, أو يقللوا من حصصه الأسبوعية,أو تأخير مواده إلى آخر الدوام في الوقت الذي يكون في الطلاب لم يعودوا قادرين على استيعاب المعلومات’ وأحيانا يلهونه بالرياضة ويتم تغطية حصصه بمدرسين آخرين غير مؤهلين خصوصا في القران الكريم والتربية الإسلامية.
وبما أننا معلمين نناشد قيادة التربية والتعليم والقائمين على المناهج بسرعة إعادة تصحيحها وتصويبها لإخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة والتنوير بدلا من الاتجاه به إلى مقابر الظلمات والجهل.
نحو المجهول
.أما الطالب محمد نصر القملي الذي ترك تعلميه الأساسي بمدرسة جيل الميثاق قال:
..إن المناهج لم يفهم منها شي بدلا من الاهتمام بنا تركونا بهذه المناهج نذهب نحو المجهول فالمدرس لا يعرف مايشرح ولا يستطيع أولياء أمورنا في البيوت والمنازل أن يذاكروا لنا فيها إطلاقا.
لذا نخاطب ضمائر قيادة وزارة التربية والتعليم سرعة تصحيحها وان يتقو الله فينا لأنها المناهج معقدة وفارغة المضمون والتاريخ اليمني لازال مبهم عنا جدا والإسلامي كذلك حتى تاريخنا وطننا ويمننا الحبيب لا نعرف من تاريخه شيء.
والمشكلة الكبرى أن إدارة المدارس تقدم لنا كتب الانجليزي والرياضيات والعلوم وغيرها من المعلومات ويتم تأخير دروس القران والتربية الإسلامية والوطنية إلى آخر الحصص وهذا مالا ينبغي.
مضامين هامشية
.بدوره تحدث المفكر الإسلامي إبراهيم الوشلي قائلا:
..من الملاحظ أن المناهج مبنية على مضامين هامشيه التي لا تبني جيل ولا تعمل على إنهاض امة, حيث انه وفي اغلب الدروس تم التركيز على الأشياء التي لا تخدم الطالب في التعامل مع حاضره, ولذلك يجب أن تكون الدروس التي نختارها للطالب فيها من الاستفادة والعبر مما يستطيع أن يواجه بها الطالب معوقات الحاضر والمستقبل لمصلحة هذا الوطن ويجب أن يكون المنهج مبني على ترسيخ فكر القبول بالأخر سواء في الإطار التاريخي أو الإسلامي.
أما بالنسبة للمنهج الابتدائي قد يكون منهج قوي ولكنه خلا من شيء مهم وهو لا يوجد فيه غرس سلوكيات وإنما فقط لتعليم القراءة والكتابة مع العلم أن هذا السن هو أهم مرحلة في غرس السلوكيات, ولذا نلحظ أن الغرب مهتم بصياغة مناهج الابتدائي وخاصة الصف الأول حتى وان خسر الكثيرمثل كتاب القراءة المبكرة التي لا يوجد فيها قيم وسلوكيات قرآنيه بشكل كثير وإنما تعليم جاف.
واختتم حديثه بالقول: نستطيع أن نقوم المناهج بالتركيز على الجانب الديني المعتدل الغير متطرف والاهتمام بالجانب التاريخي البناء في كتب الوطنية والتاريخ والجانب العلمي الذي يخدم الرقي في مجال الصناعة وغيرها.
صعبة ومقعدة
.أما المحامي والمستشار القانوني عبدالوهاب الخيل فيقول:
..للأسف الشديد فقد أفرغت تلك المواد الرئسية والهامة من مضامينها، ولم تعد ذات فائدة يمكن ان يستفيد منها الطالب في تحصيله العلمي، مع انها تعتبر الاساس الذي يبني عليه الطالب ثقافته التاريخية الاسلامية ، ومن خلالها تنمو الروح الوطنية لديه. كما ان المناهج التي تدرس لطلابنا، نجدها قد غيبت أحداث تاريخية هامة، على سبيل المثال ، حادثة قتل الامام الحسين بكربلاء، فالكثير من الطلاب لا يعلمون عنها شيء.
وواصل المحامي الخيل قوله: العكس فهي مناهج صعبة ومعقدة، تجد الطالب ينساها بمجرد خروجه من قاعة الامتحانات، وكلنا يدرك خطورة هذه المسألة، فالطالب يبدأ مشواره العلمي في المدارس منذ طفولته ويتخرج منها وهو شاب ولكن ماهي الحصيلة العلمية التي حصل عليها ذلك الطالب من مشواره العلمي الطويل، في الغالب ستكون نسبة الحصيلة ضعيفة جداً، حتى وان كانت درجات الطالب مرتفعة..
وأشار الخيل: الى ان المناهج صعبة فعلاً ..اذا كان المدرس ذاته يحتاج للدخول في ورشات عمل كي يفهم المنهج فما بالنا بالطالب الذي يجد مشقة في الفهم، ولا اجد تفسيراً لذلك بالنسبة لرأيي الشخصي ان ذلك التعقيد مقصود، لاستهداف التعليم في اليمن.
لا تلامس الواقع
.ويتحدث مدير تحرير مجلة أوسان للأطفال الاستاذ عبدالرحمن القاسم قائلا :
..إن المناهج في اليمن لا تلامس الواقع الذي نعيشه ولذلك فإنها مفارقة تماما وهذا ما نحتاج إلى أن نفهمه ويفهمه القائمون على التربية والتعليم بشكل عام ..بحيث انه إذا كانت هناك خطة قادمة لإعداد مناهج جديدة فانه لابد من أن يكون إعدادها وفقا للعصر والواقع الذي نعيش فيه على كل المستويات ..
وعن التربية الوطنية يقول القاسم : إن مضامينها لا تقدم الثقافة التي تعزز روح الانتماء إلى الوطن بالشكل المناسب, ولذلك فهناك الكثير من الأشياء التي تغيب منها فالوطنية الحقيقية يصنعها الدين ويحافظ عليها وهذا مالا يوجد فيها تماما ..فقط عرض انجازات ومشاريع وصور للمدن وغيرها مما لا تفيد فيما نريد ان يقدم للطالب.
أما عن مضامين كتاب التاريخ فيرى مدير تحرير مجلة أوسان أنها تدرس تاريخ وحضارات دول أخرى أكثر مما تدرس حضارة وتاريخ اليمن المشرق منذ ألاف السنين.
..وفي كتاب التربية السلامية يوصل بقوله: أنها لا تقدم أي ثقافة تربط الإنسان بالله أبدا, وهذا كل ما نحتاجه منها بمعنى أن نصنع إنسانا متدينا واعيا فاهما بعيدا عن أي مذهبية أو عصبية, وللأسف أن مناهج التربية الإسلامية في مضامينها وضعت على أساس ان تخدم فئة وجماعة ومذهب معين وتوجه محدد وهذا ما نتمنى أن يكون غائبا من أي مناهج توضع في المستقبل فنحن نريد أن تكون مناهج التربية الإسلامية وفق المعايير الإسلامية الصحيحة التي تهتم بكل إنسان في هذه الحياة.
ويرى القاسم أن معالجة الاعوجاج القائم تكمن من خلال وضع خطة مناسبة يقوم عليها تأليف المناهج التعليمية كلها .بعيدا عن أي تدخلات سياسية ومذهبية وحزبية بحيث تكون مناسبة للجميع .وكذلك الاهتمام بالجوانب العملية التي تواكب العصر وتنتج شعبا متطورا ومتقدما..متسلحا بالدين والوعي وحب هذا الوطن العظيم.
واختتم حديثة بقوله: إن المناهج الحالية لا تواكب أبدا تطلعات الطلاب لأنها نظرية أكثر منها عملية ولا يستفيد منها الطالب إلا القليل, لان الغرض منها مفقود تماما.. ولو نطرح سؤالا: لماذا وضعت المناهج وعلى أي أساس ؟ فإن الإجابة ستكون: من اجل امتحان الطالب في نهاية العام الدراسي فقط ..وهذا هو شعور لدى الطالب والمدرس على السواء لأن هناك نقص كبير في الجوانب العملية وفي أهم الأشياء في هذه الحياة .
تجهيل متعمد
.أما الخبير التربوي القاضي عبد الله حسين الأمين فتحدث بقوله:
..هناك قصور كبير وتجهيل متعمد وثقافة مغلوطة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة المطلوبة والتنمية الحقيقية لابناءنا الطلاب جيلا بعد جيل , ومضمونها إما قاصر مخفي للحقيقة وأما تهدف للوصول لإيصال أفكار توجه الطلاب لأهداف الأعداء بطريقة غير مباشرة .
ففي الوطنية والتاريخ والتربية الإسلامية وكذا اللغة العربية نجدها عكس الأهداف المرجوة من أبناءنا فهي تتجه اتجاهات بعيدة عن الإيمان الجهادي والدفاع عن الدين والوطن وتجهيل الطلاب حتى في اللغة العربية وتبعد الطلاب عن التاريخ الواقعي السهل لليمن. فنجد عدم الربط بين الوطنية والدين والتاريخ واللغة ناهيك عن الأسلوب الذي تم صياغة المنهج بصورة معقدة تهدف إلى التجهيل وليس التعليم, فالمنهج الحالي بكل مواده ليس مواكبا لتطلعات الطلاب ولا يهدف حتى للتعليم نجد معظمه غير مرتبط بالواقع العملي والعلمي وكأنه منفصل عما بعد التخرج.
ويواصل كلامه قائلا: نجد أنه في المراحل الأولى من التعليم يكون الطفل معتقد أن والده على كل شيء قدير وبسبب عدم وجود المدرس والازدحام يلجأ الطفل إلى والده ليعلمه, وعند عجز الأب عن مراجعة وشرح الدرس لولده هنا تغرس عقده عند الطفل أن والده عاجز ولا يستطيع أن يعرف الحل لمنهج الصف الأول أو الثاني ومع الوقت تتحول هذه النظرة السلبية إلى احتقار وعصيان للأب مستقبلا هذه من ناحية تربوية .
أما من الناحية الأخرى فالمناهج الحالية حتما هدفها التجهيل, فنجد ان الطالب في المراحل الأولى لا يجد مدرس أو ازدحام بالمدرسة ووالده لا يستطيع تعليمه لعدم وضوح المنهج تكون النتيجة جهل وعدم التعليم وتتراكم السنين حتى يصل مراحل متقدمة ولا يعرف حتى القراءة بالشكل الصحيح وكلاهما يعودان عكسيا حيث لا يستطيع الطالب الفهم والتعلم مهما حاول.
وفي الحقيقة طالبنا منذ سنين طويلة بإعادة النظر في المنهج الذي خلاصته لا تربية فيه ولا تعليم, كما نطالب القائمين في وزارة التربية والتعليم الى سرعة إصدار مناهج دراسية حسبما يتطلب واقعنا ومجتمعنا وديننا وتاريخنا وبما يعالج الوضع الحالي عبر دراسة متكاملة من المجتمع وكذا علماء الدين والباحثين حسب مجتمعنا لإعادة التربية الصحيحة والتعليم الصحيح لما يلبي تطلعات الطلاب والمواطنين. بما يعود بالخير للمجتمع والوطن عبر كوادرولجان تربوية دينية وطنية يمنية خالصة دون أي تدخل او ارتباط بأية جهة خارجية ليتحقق في وطننا حقيقة الاسم ” تربية وتعليم”.
وهذه دعوة:
وهذ دعوة عامة للمجتمع اليمني ومن لهم صلة بهذا الشأن ما لم يكن هنالك استشعار للمسؤولية و شعور بالخطر الكبير من قبل الجهات المعنية: في التربية والتعليم و في التعليم العالي و في الاوقاف والارشاد و من قبل العلماء والاكاديميين والتربويين لمراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية و الاهلية و تطهيرها من الافكار التكفيرية التي يذهب ضحيتها هؤلاء المغرر بهم و غيرهم من الابرياء فان شلال الدماء لن يتوقف و الارهاب لن ينتهي بل سيزداد و يتوسع فمن يرى طريق الجنة في ان يتفجر وسط حشد من اليمنيين المسلمين فانك ما لم تقم بتفكيك العقلية المتحجرة التكفيرية من راسه فلن تستطيع ان تمنعه عن الوصول الى الجنة التي يحلم بها و يظن جهلا انه في طريقها هولاء جميعا ضحية الفكر التكفيري المتشدد الكل مسؤول عن ارجاعهم الى طريق الحق او منع البقية عن الالتحاق بهم.
وأضاف : أن مناهجنا الدراسية بحاجة الى اعادة نظر، يجب ان تكون تلك المناهج ذات نفع حقيقي للطالب، وتسهم في تنمية ثقافته الدينية والوطنية والتاريخية وبشكل صحيح. حتى نضمن مستقبل طلابنا، الذي ستنعكس ثماره الحقيقية في واقع المجتمع.
والحقيقة المرة هي ان مناهج طلابنا الدراسية ماهي الا جزء من المؤامرات التي سعى العدو من خلالها الى تجهيل طلابنا، وتدريسهم مناهج مغلوطة لا تخدم الا الاعداء.
*نقلا عن 26 سبتمبر