وقفة احتجاجية لأسرة الشهيد إلياس الشامي والعديد من الناشطين الحقوقيين أمام مكتب النائب
يمني برس – خاص
نظم العديد من الناشطين الحقوقيين والقانونيين بمشاركة مع أسرة الشهيد إلياس عبد الرحمن الشامي صباح اليوم اليوم السبت وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام علي الأعوش ، للمطالبة بمحاكمة قتلة إلياس الشامي الذي قتل في مجزرة الاحد الدامي 9-6-2013م على يد جهاز الأمن القومي بعد اعتصام بالقرب من مبنى الجهاز قام به شباب الثورة وفي مقدمتهم الشهيد إلياس الشامي مطالبين بحل الجهاز والإفراج عن عدد من معتقلين الثورة.
المشاركين في الوقفة رفعوا صور الشهيد إلياس الذي تم تعذيبه حتى الموت في جهاز الأمن القومي بعد اعتقاله في المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من تسعة شهداء وعشرات الجرحى , كما رفعوا لافتات تطالب النائب العام بسرعة محاكمة المتورطين فى قتل “إلياس” ورفاقه المتظاهرين أمام مبنى القومي.
وسلمت أسرة الشهيد إلياس بلاغا إلى النائب العام طالبت فيها بسرعة محاكمة جميع قيادات جهاز الأمن القومي والمسئولين عليه من الضباط والصف والجنود الذين باشروا أو اشتركوا أو ساهموا في جميع ما تم اقترافه يوم الاحد 9/6/2013م.
وتضمن البلاغ تفاصيل وملابسات الطريقة البشعة التي تم بها تصفية إلياس.
بلاغ للنائب العام
سيادة النائب العام: المحترم
تحية من قلوب يملأها الأسى و الحزن ، أملة في الله عز وجل أن يوفقكم لنصرة المظلوم و إحقاق الحق وجبر القلوب المكسورة.
يقول المولى تعالى في كتابه الكريم:
[ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ] والقائل جل وعلا [يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ] والقائل جل وعلا [وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ]
صدق الله العظيم
سيادة النائب العام:
نحيطكم علما أن الشهيد إلياس عبد الرحمن علي الشامي .. يبلغ من العمر خمسة عشر عاما و ثمانية أشهر .. إلياس الذي قتل بطريق وحشية كان طالبا متفوقاً ..منذ الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي (الذي لم يشاهد نتيجته و الذي كان فيه الأول كما عودنا) كان الأول على فصله .
و عليه :نحن أهل الشهيد إلياس عبد الرحمن الشامي نتقدم إليكم بهذه الشكوى ضد كل من :
1- جميع القيادات بجهاز الأمن القومي والمسئولين عليه .
2- جميع المنتسبين العاملين فيه من الضباط والصف والجنود الذين باشروا أو اشتركوا أو ساهموا في جميع ما تم اقترافه يوم الأحد 9/6/2013م.
حيث قاموا بتعذيب ابننا إلياس و قتله من دون أي جرم ارتكبه.
و إليكم تفاصيل الحادثة :
خرج إلياس صباح يوم الأحد الموافق التاسع من شهر يونيو من عام إلفين و ثلاثة عشر للمشاركة في مسيرة سلمية انطلقت من ساحة التغيير باتجاه مبنى الأمن القومي للمطالبة بالإفراج عن زملاء لهم معتقلين في الأمن القومي و قرروا الاعتصام في ساحة على بعد أكثر من خمسمائة متر من مبنى الأمن القومي .
و في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر ذلك اليوم قامت حراسة الأمن القومي بإطلاق النار المباشر على المعتصمين .
حاولنا حينها التواصل مع إلياس عن طريق هاتفه المحمول لكنه كان مغلقا و بعد عدة محاولات قام بالرد علينا شخص قال لنا بأن إلياس على قيد الحياة و تم اعتقاله بواسطة الأمن القومي و أنه وجد تلفونه ملقى على الأرض و أنه يعرف إلياس و لكنه رفض أن يعطينا اسمه أو مكانه.
قمنا بالتواصل مع بعض الأشخاص و منهم من أكد لنا أنه سيتم الإفراج عن ابننا إلياس في نفس اليوم و أنه (أي إلياس) بصحة جيدة و لم يمسه سوء .
قام الأمن القومي بالإفراج عن بعض الشباب في الساعة الثالثة فجرا من يوم الاثنين و عندما ذهبنا لنبحث عن إلياس لم نجده.
استمر الوضع كما هو عليه يومي الاثنين و الثلاثاء و التأكيدات تصلنا بأن ابننا إلياس في صحة جيدة و أنه هو الذي رفض الإفراج عن نفسه حتى يتم الإفراج عن جميع المعتقلين دفعة واحدة.
و مع تواتر الأنباء لدينا بأنه في الأمن القومي و أنه بصحة جيدة لم يخطر في بالنا أن نقوم بالبحث عن ابننا إلياس بين الجثث المجهولة الهوية في المستشفيات المختلفة.
في يوم الأربعاء و في حوالي الساعة الواحدة و النصف وصلنا اتصال من أحد زملاء الشهيد يبلغنا بأنه قد تعرف عليه في مستشفى الثورة.
قمنا بالتوجه مباشرة إلى مستشفى الثورة لنفاجأ بأن ابننا إلياس (و الذي كانت تصلنا التأكيدات بأنه في صحة جيدة ) مهشم الرأس من الضرب بأعقاب البنادق و هناك رصاصة تخترق صدره من الجهة اليمنى من أعلى و خارجه من الجهة اليسرى من الأسفل و مخترقة للقلب (كما أكد لنا أحد أطباء القلب) كذلك توجد شظية في ساقه اليسرى ما يعنيأن جنود الأمن القومي قاموا بالقبض عليه و ضربه و تعذيبه و تهشيم رأسه و بعد أن فارق الحياة قاموا بإطلاق رصاصة عليه في محاولة منهم لصرف الأنظار عن سبب الوفاة الرئيسي .
بعد قتله قاموا بإيصاله إلى مستشفى الثورة و وضع شريط بيده بتاريخ التاسع من يونيو (يوم الاعتداء على الاعتصام) في محاولة منهم لإيهامنا بأنه وصل في نفس يوم الاعتداء و أوصلوه بدون أي متعلقات شخصية مجرداً من ملابسه (ما عدا السروال الداخلي) و ظل مجهول الهوية حتى يوم الأربعاء .
و لكي يكتمل التآمر على أخفاء الحقيقة قام الطبيب الشرعي بإصدار تقريره الذي يحتوي من العيوب ما لا يمكن أن تصدر من طبيب شرعي و قام بوصف الضربات التي على الوجه على أنها سحجات سطحية نتيجة السقوط مع أن الإنسان العادي (ناهيك عن الطبيب الشرعي)بإمكانه التفريق بين آثار الضرب و آثار السحجات.
كما تلاحظون سيادة النائب العام فما جرى لابننا إلياس يعتبر جريمة شنيعة و ضد الإنسانية و بعيدة كل البعد عن قيم و أخلاق مجتمعنا المسلم و تتنافى مع كل المواثيق الدولية المُصادق عليها من قبل دولتنا بالإضافة إلى أن كل ما جرى كان على طفل لم يتجاوز السادسة عشر من العمر .
سيادة النائب العام .. نحن كناو لا زلنا لدينا الحلم في دولة مدنية عادلة يعيش الجميع فيها تحت ظل القانون و بعيدة عن شريعة الغاب و سنظل نكافح من أجل هذه الدولة ما حيينا ..
إننا و إذ نرفع إليكم هذه الشكوى لدينا الثقة في الله أولا و أخيرا و في النظام القضائي لدولتنا و نطالب بفتح تحقيق جاد مستقل نزيه عادل وشفاف في هذه القضية يضمنه بدايةً وقف المشكو بهم برقم 1 أعلاه بما يكفل عدم تأثيرهم على التحقيق واتخاذ جميع الإجراءات القانونية لإحالة جميع الجناة المتورطين إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل ورفع صفة الضبطية القضائية عن رئيس جهاز الأمن القومي ومعاونيه والسير في إجراءات التحقيق والدعوى الجزائية وبما يكون فيه إنصافنا.
مقدمي الشكوى :
أسرة وعائلة وأقارب المجني عليه إلياس عبدالرحمن الشامي
منهم : والده/ عبدالرحمن علي الشامي