التضليل الإعلامي وتفجيرات سوريا ؟؟
بقلم د.يوسف الحاضري
كيف يجعلون المجازر الشنيعة تمر على النفوس وعامل السخط فيها مرور الكرام ؟؟
يمتهن مضللوا العقول والمتلاعبون بها أساليب عديدة وكثيرة وملتوية وحقيرة وشيطانية في مسيرة أهدافهم التي تسعى لتطويع الجماهير لهم ولأهدافهم ، لذلك تنوعت وتعددت اساليبهم وطرقهم في ذلك حتى أصبح الإنسان ضعيف الإيمان والعقل ومتبع الشهوات لقمة سائغة لكل تضليل وتلاعب وتعليب للعقول عبر هؤلاء ….
ولعل من هذه الأساليب والطرق هو ( ذكر الخبر وتحجيم نتائجه الحقيقية وأمتصاص الغضب وفقا لهذه المؤشرات ) ومن ثم يتم إظهار الأرقام الحقيقية بالتدريج حتى يصبح الرقم الأولي التضليلي والرقم النهائي الحقيقي سيان في نفوسهم وغير ذي تأثير بعد أن أمتص الخبر الأول والزيادة التابعة التدريجية للعدد كل مشاعر في قلوب الجماهير … ومن هذه الأمثلة (جريمة تفجير كفر الفوعة وكفريا في سوريا ) ….
التفجير كان كبير جدا حسب الصور الأولية ،،، مساحة التفجير واسعة جدا ،،، السبب المذكور سيارة واحدة فقط ؟؟؟ هل يعقل ذلك ان تتسبب سيارة واحدة في ذلك الدمار الواسع الكبير أم انه ربما هناك أحداث أخرى قد يمكن أنها حصلت تزامنا مع التفجير بالسيارة…
ثانيا الرقم الذي ذكر في أول خبر كان 12 شهيدا وحوالي عشرات الجرحى ؟؟؟ وأستمر هذا التداول للخبر حوالي 6 ساعات وأزداد في بعض الأحيان الى 22 ثم الى 30 شهيدا ؟؟؟ لينتهي اليوم ويستر الستار على الجريمة بالترواح بين هذه الأرقام رغم ان الباصات جميعها كانت مكتظة بالنساء والأطفال وحجم التدمير واسع فلم يتم استهداف باصا واحدا حتى نبقى متقوقعين في هذه الأعداد والتي أستمرت حتى قنوات معتدلة وضمن تحالف المقاومة ضد الإرهابيين من آل سعود وأمريكا والدواعش تتناقل نفس الأرقام فتسمرت نفوس الغضب عند الضمائر الحية عند هذه الجريمة مرتبطة برقم بعيد كل البعد عن الحقيقة وما أن جاءت الأرقام الحقيقية كانت معظم الأنفس قد توقف غضبها متنقلا بين تفعيل الأتفاقيات والرد ومطالبة الأمم المتحدة والمقارنات بين هذه الجريمة وجريمة الكيماوي وكيف تعامل العالم وغيرها لتصبح الجريمة واقع ويستفيد الإرهاب من جريمته هذه بقتل ما يفوق ال120 طفل وامرأة ورجل وليس(30) دون أن يكون لها تأثيرا واقعيا حقيقيا …. وهكذا معظم جرائمهم الشيطانية وتطويعها إعلاميا حسب الأهداف المخطط لها من قبل حزب الشيطان أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتها في المنطقة داعش والسعودية وتركيا وغيرها .
في ظل تعدد وسائل الحروب والأسلحة والتي تتجاوز الاسلحة النارية الى اسلحة اقتصادية ودينية واعلامية فلزاما على العقول أن تحصن أنفسها وفكرها من خلال تضييق نطاق تلقيها للمعلومات بعيدا عن قنواتهم الاعلامية التي تعتبر مثلها مثل الطائرات التي تقذف حمما لتقتل ولا يختلفان عن بعضهما بل ربما يصل القتل عبر القناة الى اعداد كبيرة جدا يتجاوز ما تقتله قنبلة نووية ، وأيضا يجب على قنوات المقاومة التريث في ذكر عامل التأثير النفسي الإعلامي في اي جريمة يرتكبها الإرهاب وأهل الإرهاب كي لا نمتص غضب الجماهير ونساهم في تحقيق هدفهم عبر قنواتنا بل نكتفي مبدئيا في ذكر الجريمة وذكر انه سقط شهداء وجرحى سيتم موافاتكم بالاعداد الحقيقية حال التحقق منها ، فلا يعني الاحترافية الاعلامية انك تذكر رقم تسابق به بقية القنوات الأخرى ولكن الإحتافية انك تذكر خبر ينعكس ايجابيا على نفوس وقلوب متابعيك وتحقق الهدف الأسمى لإعلامك وتفشل الهدف الشيطاني لإعلامهم .