الاصلاح والهروب الى اشعال الفتنة المذهبية
يمني برس – أقلام حره – الاصلاح والهروب الى اشعال الفتنة المذهبية
بقلم / حميد رزق .
ما تشهده اليمن من تصعيد للعنف من قبل مليشيات التكفير التابعة لتجمع الإصلاح ينبئ عن حالة من الهوس والخوف من المجهول الذي تعيشه بعض القيادات المأزومة في تيار الإخوان المسلمين في اليمن لاسيما بعد سقوط إخوانهم في مصر ..
الهروب الى اشعال الصراع المذهبي في اليمن يأتي بموجب قرار اقليمي ودولي في سياق المخطط الأمريكي الذي بدأ بسوريا ويتم العمل على نقله الى اليمن مرورا بحادثة قتل الشيخ حسن شحاته في مصر … غير أن سقوط نظام الإخوان المسلمين ضرب المشروع الأمريكي السابق في مقتل .. ومع ذلك يحاول بعض رموز الوهابية التكفيرية في اليمن ان يثبتوا لراعي امشروع الفتنة في البيت الأبيض انهم ما يزالون يحتفظون بكامل جهوزيتهم لتنفيذ ما هو مطلوب منهم في مواجهة انصار الله والقوى الحرة والشريفة في اليمن .. وما تشهده منطقة دماج من تصعيد غير مبرر يأتي في السياق ذاته ، يضاف الى ذلك الهجوم المنظم من قبل المليشيات التكفيرية على جامع التيسير في العاصمة صنعاء بالاضافة على عمليات خطف واعتداءت طالت العديد من المواطنين بذريعة قيامهم بزيارة محافظة صعدة .. كل ذلك يجري في ظل تغطية اعلامية طابعها التحريض وقلب الحقائق والتهيئة لأعمال عنف بمزاعم ان انصار الله يقومون بمنع صلاة التروايح ، وهو الأمر الذي يكذبه الواقع حيث يؤدي المواطنون صلاة التراويح في صعدة وغيرها دون ان يعترضهم احد ..
الغرض ليس التراويح ولا الحرص على السنة كما يزعمون .. الحكاية برمتها تنفيذ لتوصيات أمريكية ومحاولات لاستعادة الدعم والتمويل السعودي الذي تؤكد بعض المعلومات أن اللجنة الخاصة السعودية امتنعت عن صرف مخصصات اولاد الشيخ الأحمر بحجة انهم عجزوا عن مواجهة انصار الله في المحافظات الشمالية ..
لكن ما يجب على المواطنين اليمنيين ان يعوه أن المرحلة القادمة تحتاج الى المزيد من الوعي والحذر والحيطة والصبر .. لا يجب ان يستفز الناس أو يتم جرجرتهم الى ردود فعل متشنجة .. حرصا على الأمن والسكنية الاجتماعية
في العاصمة صنعاء وغيرها .. ولكن بنفس القدر من الحرص والحزم لا يجب السماح لمليشيات الاصلاح وعناصر التكفير من السيطرة على المساجد مهما كانت التضحيات .. لأن السماح لهم بالسيطرة على المساجد سيغريهم لمزيد من الاعتداءات وسيجد المواطنون انفسهم محاصرون داخل منازلهم، وسيتم تحويل المساجد التي تستولي عليها العناصر التكفيرية الوهابية الاصلاحية الى بؤر للتحريض والتكفير وانطلاق اعمال العنف ….
الحكمة والصبر والتعاون مع كل الاطراف في المناطق والقرى والحارات لا يعني التفريط في الحقوق والتنازل عن ممارسة ابسط الحريات ومنها أداء العبادات والحفاظ على المساجد التي يقيمها ابناء التيار الزيدي …
ولَى زمن التراجع … والهزائم أمام العناصر التكفيرية التي تعمل بغطاء من قبل المؤسسات الرسمية التي تعتقل الضحية وتوفر الحماية للجلاد ..
وفي النهاية وبمناسبة الحديث عن مكافحة ما يسمى الارهاب نلاحظ أن الدولة ومؤسساتها المتواطئة مع التكفيريين للسيطرة على المساجد هي من توفر البيئة المناسبة لتلك العناصر لتفريخ الفكر التفكيري الذي تتخذه امريكا ذريعة للدخول الى اليمن بحجة محاربة هذا الفكر وحماية اليمن وابناءها من خطر ما يسمى القاعدة..
وهنا نكتشف حقيقة مكافحة ما يسمى القاعدة في اليمن .. فمن يوفر الغطاء الأمني والاعلامي للتكفيرين هي الجهات الرسمية في النظام بضوء اخضر امريكي ومع ذلك يتم التحضير لاحتلال اليمن من قبل امريكا بمزاعم ملاحقة القاعدة والارهاب ..
والنتيجة أن حاميها حراميها.. ومن يقوموا بزراعة هذا الفكر واحلاله على انقاض الفكر الاسلامي الزيدي والشافعي والصوفي المعتدل هم في نفس الوقت من يستدعون الامريكان الى البلاد بحجة وجود محاربة هذه العناصر و …لعبة اصبحت مكشوفة ومفضوحة وتستدعي من اليمنيين المزيد من الوعي واليقضة والعمل على الذود عن حقوقهم وحرياتهم مهما كانت التضحيات .. لأن ذلك يؤسس لغد افضل من الاستمرار في واقع الاستلاب الذي جربناه على مدى عقود طويلة والذي سيتحول الى جرح نازف لن يندمل على الاطلاق .. وليعلم الجميع الا وزارة الداخلية أو وزارة الاوقاف أو حكومة الوفاق أو مجلس الأمن يحق لهم انتزاع المساجد أو مصادرتها من اصحابها الأصليين .. الا اذا كان القائمون عليها غير جديرين بتحمل المسؤولية .. وما ضاع حق وراءه مطالب