ربما كان حضور الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا لقاء العاشر من رمضان المرة الأولى التي يعود فيها إلى القصر الجمهوري بعد مغادرته إياه بتسليمه السلطة للمجلس السياسي الأعلى..
في الحقيقة إنه لم يكن حضورا فقط، فقد عرف الجميع أنه رئيس اللجنة المنظمة للقاء حينما نودي عليه ليلقي كلمته..
لعل أغلب المشاركين تذكروا حينها مقولته الشهيرة يوم التسليم حين قال “حاضرون للمساعدة ولتقويم أي اعوجاج”..
فهاهو يعود في الوقت المناسب بدور مناسب يحمل الكثير من الدلالات، جالسا بجوار رؤساء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومخاطبا عقلاء اليمن وحكمائها بقلب كبير يتسع للجميع حاصدا تصفيق الحضور الذين توطدت علاقتهم به إبان توليه مقاليد حكم البلاد وما بعده، من خلال زياراته الميدانية لغالبية المناطق والقبائل والجبهات، وهذا ما جعل ويجعل جوقة المتلسنين على رئيس الثورية العليا عاجزين عن النيل من عزم الرجل أو الحد من شعبيته، وعاجزين عن طي صفحة ثوار يتوقدون عطاء ووطنية..
وكما أن التحام كل المكونات تحت شعار الوحدة والإخاء قد أفشل مؤامرة الأعداء في استقطاب بعضها، فإن تلاحم المجلس السياسي الأعلى واللجنة الثورية العليا قد فوت على المرتزقة والطابور الخامس فرصة ظنوها سانحة لفت عضد الجبهة الداخلية..
لقد كان لقاء للثورة والدستور.. للثوار والسياسيين.. لحكماء اليمن وعقلائها من كل المكونات الوطنية والمستقلين، ولهذا نحن نحمد الله تعالى لأنه كان لقاء وطنيا سياسيا ثوريا وحدويا مباركا بامتياز..