وأخيراً ضُبِطَت مُتلبِّسة !
بقلم /عبدالمنان السنبلي
أتسائل ماذا لو اعترض أحدكم إحدى بائعات الهوى في الطريق العام وقام بمواجهتها وفضحها على الملأ، هل ستعترف بأنها تمارس الرذيلة أم أنها ستدعي الطهر والعفاف ؟!
طبعاً من سابع المستحيلات أن تقبل أن يقال عنها كذلك، هذا إن لم تخلع نعليها وتواجه بهما صاحبنا بكل شراسةٍ مصحوبةٍ بسيلٍ من اللعنات والشتائم التي لم يسمع مثلها قط طوال حياته !
كذلك الأمر بالنسبة لبعض الدول العربية المشبوهة والتي تتظاهر دائماً بمعاداة إسرائيل وهي في السر تقيم معهم من علاقات الود والصداقة مالم تقمه مع أكثر الدول العربية قرباً منها، فإذا ما تجرأ أحدٌ وواجها بحقيقة هذه العلاقة لم تستحِ في إنكار وشن هجومٍ تخوينيٍ شرسٍ على كل من ادعى ذلك ولا تهدأ إلا بعد أن تقيم الدنيا عليه ولا تقعدها !
أما الجارة الكبرى ورغم ما تم إعلانه رسمياً على لسان مسئولين لها كبار في وقتٍ سابقٍ من وجود تعاونٍ من نوعٍ ما بينهم وبين إسرائيل قابل للتطور، وكذلك رغم مشاركة إسرائيل المباشرة لها في عدوانها على اليمن، إلا أنها مازالت تكابر وتتظاهر بمعاداة إسرائيل، بل وتتهم غيرها بكل وقاحة بالتواصل مع إسرائيل !
من هذا المنطلق وبعد ان تناقلت كل وسائل التواصل الإجتماعي يوم أمس الاول صورة لطائرةٍ (مدنية) تابعةٍ للخطوط الجوية السعودية وهي هابطة في مدرج مطار (بن جوريون)، فلم يعد أمام المواطن العربي اليوم أدنى شكٍ من وجود علاقةٍ متطورةٍ وقائمةٍ على أركانها تربط هذين الكيانين ؛ السعودي والإسرائيلي، وأن ما جاء على لسان مسئول سعودي تعقيباً على انتشار خبر هذه الفضيحة من أن هذه الطائرة لم تعد تملكها الخطوط الجوية السعودية بعد الاستغناء عنها وإعادتها إلى مالكها الأصلى بسبب خروجها عن الخدمة ما هو إلا محاولة لذر الرماد على العيون والتستر على هذه الفضيحة إذ كيف يُسمح لطائرةٍ خرجت عن الخدمة وتم إعادتها إلى شركتها المالكة أن تطير من (بروكسل) في بلجيكا إلى (تل أبيب) في فلسطين المحتلة بشعار دولةٍ أخرى تقول أنه لم يعد لها أي إرتباطٍ بهذه الطائرة، هذا إذا كانت السعودية أصلاً قد استاجرتها كما تقول مع أن العالم كله يعلم أن السعودية لا تستأجر الطائرات ولكنها تشتريها وتشترى طاقمها ومضيفاتها وحتى مصمميها وصانعيها !
باختصار لم يعد هنالك مجال للتضليل والمواربة يا حكام المملكة، لم يعد هنالك بعد اليوم مجال، فقد تم ضبطكم وضبط طائرتكم هذه المرة وأنتم متلبسين بالجرم (عرايا) !
فهنيئاً لكم إسرائيل .. هنيئاً لكم هذه العلاقة المميزة، وهنيئاً لكم أمريكا ورضا أمريكا، فلم يعد أمركم يهمنا اليوم، وكما يقولون : الطيور على أشكالها تقع !