العنصرية النفعية
بقلم / حمير العزكي
عندما يتحدث البعض عن العنصرية متهمين طرفا بعينه اتهاما باطلا ومستهلكا ، علينا الا ننسى في مجمل الرد عليهم أسوأ أنواع العنصرية على الاطلاق وهي (العنصرية النفعية ) وهي في حقيقتها أن تتميز فئة ما من المجتمع بالحصول على المنافع المشروعة واللامشروعة دون غيرها ، واحتكارها على نفسها ، ومنع غيرها من الحصول على المنافع العامة الا في إطارها ، واستهجان بل واستعداء من يحاول مجرد محاولة الاشتراك معها حتى في المنافع المشروعة .
يقوم هذا النوع من العنصرية كغيره على اساس معين يعتبر الرابط المشترك والمقدس بين افرادها ، وأساس العنصرية النفعية هو المصالح المشتركة التي تتعمق وتتوثق مع مرور الزمن وتتعاظم معها عوائد المنافع .
يتجسد هذا النوع من العنصرية في الأنظمة الاستبدادية الفردية أو التي فيها أحزاب حاكمة تحكمها ولفترات طويلة منفردة .
يعتبر هذا النوع من أخطر وأشد أنواع العنصرية وأكثرها فتكا بالمجتمعات باعتبارها بيئة خصبة وحاضنة للفساد بكل أنواعه .
يستميت العنصريون النفعيون في الدفاع عن رابط المصلحة ذلك الرابط المقدس عندهم ومن الصعوبة البالغة التخلي عن العنصرية النفعية لأن ذلك يعني التخلي عن كثير من المصالح المادية والمعنوية كالثراء الفاحش والنفوذ الواسع .
تدفع العنصرية النفعية بالمجتمعات نحو النفاق والانحطاط القيمي والاخلاقي باعتبارهما السبيل الوحيد للحصول على المنفعة ونتيجة لذلك يكثر المتزلفون والمتملقون والمتسلقون .
ينقسم العنصريون النفعيون الى أرباب مصالح تحتم عليهم التمسك بها والدفاع عنها وطلاب مصالح تفرض عليهم طموحاتهم وآمالهم في الوصول اليها التفاني في خدمة اصحاب المصالح والتضحية في سبيل ارضائهم بالكثير من القيم والمبادئ والثوابت الاخلاقية والوطنية بل والانسانية أيضا .
هذه العنصرية غير مؤدلجة وتمتاز بالبراجماتية العقائدية وعادة ما تفاخر بأنها لادينية ولامذهبية وأنها سياسية برغم تخبطها وأنها سلمية برغم قمعيتها.
عادة ما تستخدم الشعارات الوطنية ودائما مايقع البسطاء والعامة فريسة لتصديق تلك الشعارات .
يطلق على العنصرية النفعية اسماء دارجة كثيره ويظل الابرز بينها هو ( الشللية ) .
هذه عنصريتكم المقيتة فتعرفوا عليها يامن تتهمون غيركم بالعنصرية !