قراءة سريعة في مستقبل الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / فواز نشوان
تزامناً مع يوم القدس العالمي والذي يقام في أغلب المدن والقرى الإسلامية والعربية في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك أثار انتباهي وأنا أبحث عبر النت تقرير حول مستقبل الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل نشره موقع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) بواشنطن
للباحث حاييم مالكا وهو نائب مدير وزميل برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) وجاء في التقرير بعض المعلومات التي أحببت أن أوردها للفائدة ومنها أنه منذ اعتراف الولايات المتحدة بما يسمى (دولة إسرائيل) في عهد الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثون هاري ترومان وإسرائيل تنعم في ظل وجود الولايات المتحدة الأمريكية وللعلم فقد اعتمد ترومان في قراره على فكرة مجردة وهي أن هناك معتقدات مشتركة وأساسية بين الإسرائيليين والأميركيين متجذرة في الحرية، والديمقراطية، والقيم اليهودية المسيحية والتي لاقت صدى ودفعة دينية قوية مع العديد من الأميركيين المسيحيين الذين رأوا ولادة جديدة لإسرائيل باعتبارها تحقيقاً من نبوءة الكتاب المقدس ومنذ اعترافها تعمل الولايات المتحدة على دمج إسرائيل في المؤسسات الدولية فعلى سبيل المثال كان للولايات المتحدة الأمريكية دور فعال في الضغط على مجموعة من البلدان بما في ذلك تركيا لدعم عضوية إسرائيل في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
وكذلك كان الدعم الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل حاسماً أيضاً إذ تقف وتدعم إسرائيل في المحافل الدولية فقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لمنع قرارات معادية لإسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما تعمل حكومة الولايات المتحدة بهدوء وبطرق مخفية عن الرأي العام للمساعدة في حماية المصالح الإسرائيلية على مجموعة من القضايا الدبلوماسية.
وكذا فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تشترك في النظرة الإستراتيجية المشتركة التي تقوم على المشترك في فهم التهديدات والتحديات الإقليمية.
وقدم الرئيس نيكسون وهنري كيسنجر مفهوم إسرائيل كحليف استراتيجي خلال الحرب الباردة وقد عملت الدولتان بشكل فعال إلى احتواء التوسع السوفييتي ومحاربة الدول العميلة للإتحاد السوفيتي ووضع كلا الجانبين عملية السلام العربية الإسرائيلية كتخدير مؤقت لتلافي الغضب العربي والإسلامي ولإلهاء المسلمين عن قضيتهم الأولى (فلسطين) وبعد 11 سبتمبر 2001، سادت فكرة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقاتلان نفس العدو في الحرب العالمية على ما يسمى الإرهاب ومع تجدد الأحداث يتجدد الشعور بالهدف المشترك والقيم المشتركة بينهما.
وللعلم أيضاً فإن إسرائيل أكبر متلقي للمساعدات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فقد استغرقت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل من عام 1967 وحتى اختتام الحرب الباردة في عام 1991، ما يقرب من 30 مليار دولار في شكل قروض ومنح عسكرية وقد قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أسلحة أكثر تطورا تحت عنوان( التكافؤ بين إسرائيل وأعدائها من العرب) وكانت الهدية الثمينة التي قدمتها أمريكا لإسرائيل في عام 1962، عندما اتخذ كينيدي قراراً محورياً لبيع إسرائيل صواريخ هوك المضادة للطائرات والتي أصبحت عنصراً حاسماً من عناصر بنية الدفاع الإسرائيلي وفي عام 1966 باعت الولايات المتحدة لإسرائيل طائرات سكاي هوك A-4 والتي كان لها الدور في تقوية سلاح الجو الإسرائيلي وبذلك فإن إسرائيل لديها قدرات دفاعية ليس فقط على قدم المساواة مع الجيوش العربية
ولكن لديها قدرات هجومية أيضاً.
كل ذلك حصلت عليه إسرائيل بالتزام الولايات المتحدة الطويل الأمد للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل كما أن لإسرائيل ضمان حق الوصول إلى أفضل المعدات العسكرية الأمريكية الصنع .
وفي يوليو 1993م لخص وزير الدفاع الأمريكي وسائل التعاون العسكري بين المؤسستين العسكريتين (الأمريكية والإسرائيلية) بما يلي:
ـ استمرار تقديم المساعدات العسكرية إلى إسرائيل كل عام 3 مليارات دولار، ومساعدات تلميحية أخرى. ـ المحافظة على تفوق إسرائيل النوعي والمتطور.
ـ إقامة ترتيبات أمنية ملموسة، واتصالات عسكرية.
ـ إقامة مناورات عسكرية مشتركة وبصورة دورية.
ـ المحافظة على وجود عسكري أمريكي قوي في المنطقة.
ـ العمل مع إسرائيل على منع انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية في المنطقة.
وفي الختام يتضح لنا بما لا يدع مجالاً للشك دعم الولايات المتحدة الأمريكية الكامل والتام لإسرائيل بما يضمن لها التفوق النوعي والكمي على جميع بلدان المنطقة وبما يضمن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل للسيطرة على العالم .