المؤتمر هو البادئ والبادئ عليه التراجع
احمد عبد الفتاح
إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً ,, فما حيلة المضطر إلا ركوبها, وإذا لم تكن هناك وسيلة للحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية إلا بتحشيد اليمنيين وتحميلهم مسؤولية هذه حمايتها، فإن أنصار الله لا حيلة لهم إلا فعل ذلك.
الحليف الحقيقي هو من لايفتح أي نافذة للشقاق المتعمد معك.
الحليف الحقيقي هو من لا ينتظر متى تدير رأسك ليسدد لك طعنة من الخلف.
بذل أنصار الله جهدهم ليقنعوا المؤتمر أن التحشيد المهول الذي يقوم به، والمتزامن مع حملة تشويه وتحريض واسعة ضدهم عبر إعلامه، هو أمر خطير ليس على الأنصار بل اليمن وعلى الجبهات وعلى المؤتمر نفسه،
لكن المؤتمر لم يستمع ولم ينصت ولم يلتفت، وفِي النهاية خرج صالح ليقول لحزبه: استمروا ولا تلتفتوا !!
لم تدع اللجنة الثورية إلى الخروج إلى مخيمات الاعتصام إلا بعد أن فشلت كل محاولات التهدئة لإقناع المؤتمر بأنه حليف وبأنه شريك، حيث أن كل تصرفاته لم تعد توحي إلا بكونه قد نسي التحالف ونسي الشراكة، ونسي العدوان ونسي الجبهات ونسي كل شيء.
الأمور واضحة لكل ذي عقل، من يتحمل مسؤولية هذا التوتر وكل ما يمكن أن يؤدي إليه من نتائج هو من أصر على “التحشيد”.
أساس المشكلة هو “الفعل” وليس “رد الفعل”، والفعل هو التجييش المؤتمري لفعالية يقول كل شيء فيها أنها موجهة ضد أنصار الله.
نتمنى أن يجد المؤتمر فرصة لمراجعة نفسه والتراجع عن تصعيده، فالكرة في ملعبه وحده.