الحج بين الأهداف والإستهداف .. بقلم : يحيى قاسم ابو عواضه
يمني برس – أقلام حرة:
كل فرائض الله التي فرضها على عباده لها أهداف وغايات تعود فائدتها على واقع الفرد والمجتمع بالشكل الذي يجعل الأمة أمة مستقيمة تؤدي دورها الذي خلقت من أجل تحقيقه في هذه الحياة ومن تلك الفروض فريضة الحج هذه الفريضة العظيمة والمهمة التي لها أثرها المهم, لها أثرها الكبير في خدمة وحدة الأمة الإسلامية. لقد أراد الله للحج أن يكون ملتقى إسلامياً، يذكِّر الناس فيه بعضهم بعضاَ بما يجب عليهم أن يعملوه من أجل دينهم وفي سبيل مواجهة أعدائهم.
ألم يجزئ أعداء الأمة البلاد الإسلامية إلى دويلات إلى أكثر من خمسين دولة؟ وجزءوا البلاد العربية إلى عدة دويلات، لكن بقي الحج مشكلة يلتقي فيه المسلمون من كل منطقة. إذاً ما زال الحج رمزاً لوحدة المسلمين ويلتقي حوله المسلمون ويحمل معانٍ كثيرة لو جاء من يذكِّر المسلمين بها ستشكل خطورة بالغة عليهم على الغربيين, على اليهود والنصارى, ولهم نصوص من وزراء منهم ومفكرين منهم يتحدثون عن خطورة الحج وأنه يجب أن يستولوا على الحج, وأنهم يجب أن يهيمنوا على هذه البقعة…. اليهود يريدون أن يسيطروا على الحج. لماذا؟ ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسلامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الهام الحج الذي يحضره المسلمون من كل بقعه…. ولأن الحج مهم في مجال مواجهة اليهود والنصارى جاءت الآيات القرآنية في الحديث عن الحج متوسطة لآيات الحديث عن اليهود والنصارى؛ لأن بني إسرائيل هم المشكلة الكبرى في هذا العالم ضد هذه الأمة وضد هذا الدين، هم العدو التاريخي للمسلمين من ذلك اليوم إلى آخر أيام الدنيا, هم العدو التاريخي.
ولقد حرص بنو إسرائيل على محاربة هذه الفريضة وهم يسعون جاهدين للسيطرة على الحج وعلى مكة والمدينة سيطرة مباشرة وما ينتظرونه هو أن يأتي الوقت المناسب فقط وحتى يأتي ذلك الوقت عملوا على محاربة هذه الفريضة المهمة من عدة مؤامرات:
الأولى: تفريغ الحج من محتواه.
فهذا الحج الذي هو عبادة مهمة لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة، لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى, عمل أعداء الأمة من خلال عملائهم في المنطقة من آل سعود وآل الشيخ على تعطيلها من محتواها لتصبح عبارة عن ممارسات لا تحقق الهدف المقصود من فرضها في تجسيد وحدة الأمة الإسلامية وتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها ومع هذا لم يكتف أعداء الأمة بما يعمله آل سعود، فهم يعدون العدة للسيطرة المباشرة لأن القضية عندهم خطيرة جدا.
المؤامرة الثانية: القضاء على المعالم والآثار الإسلامية.
لما لها من أثر مهم يحصل عليه من يذهب لأداء هذه الفريضة العظيمة وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض هذه المعالم المهمة في قوله تعالى:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً}(البقرة: من الآية125) فهنا أمر من الله بأن يتخذ الحجاج من مقام إبراهيم مصلى لما لهذا من أثر نفسي، ولما لهذا من ربط تاريخي، ربط روحي، هذه قضية هامة، استشعار وحدة المسيرة الإلهية، وأن تبقى آثار من آثار إبراهيم، مقام إبراهيم لا يزال باقياً تصلي بالقرب من ذلك المكان، يربط مشاعرك بإبراهيم، هذا يلهم فيما يتعلق بماذا؟ بالإقتداء، فيما يتعلق بالسلوك؛ لأن قضية الآثار، الآثار الدينية التي تمثل معلَما من معالم مسيرة الدين يكون لها أثرها الروحي في الناس .
فهذا يبين أهمية الآثار، المعالم الدينية فيما تتركه من أثر في النفوس، والأعداء يفهمون هذه؛ لهذا حاولوا في كثير من الآثار الدينية، في مكة والمدينة أن يجردوها تماماً من أي شكلية يجعلها توحي بهذا الشكل، مسجد معين يحولونه، ويغيرونه إلى نمط جديد من البناء فلا تعد ترى فيه أي أثر إلا أنه بني في عام ألف وأربعمائة وكذا! أعني قبل عشر سنين ثمان سنين لم تعد الآثار الإسلامية باقية .
عندما تدخل المدينة وكأنك عدت إلى القرن الأول ترى مسجد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ترى الأشياء وكأنك سافرت إلى ما وراء ألف وأربعمائة سنة، أليس الأثر سيكون كبيراً في النفس؟.
تجد معتقدات الوهابية تقوم على نسف الإلتفاتة الدينية لآثار إسلامية، أو معالم دينية، يقدمونها بأنها شرك وعندما تقرأ كتب محمد بن عبد الوهاب، وتنظر فعلاً إلى رؤية المستعمرين، رؤية المحتلين، رؤية الأعداء الذين يحاولون أن يزيلوا الأشياء التي هي آثار تشد الناس إلى تاريخهم الديني إلى بداية حركتهم في الإسلام تجد أنها واحدة كلهم يحاولون أن يغيروا معالمها مهما أمكن، يغيرون معالمها تماماً، ولا يتركونك ترى الكثير منها ليخلقوا فراغاً روحياً عند الناس، فراغاً روحياً ينسف ذلك التأثر الذي له قيمة إيجابية، وتربطك بتاريخك الديني .
المؤامرة الثالثة: الترهيب على الحجاج ومضايقتهم والإعتداء عليهم بالضرب وبالقتل إن لزم الأمر.
مع أن الله سبحانه وتعالى قال:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنَاً[(البقرة: من الآية125) أمناً لا يجوز لأحد أن يعمل أي شر بالآخرين في محيط ذلك البيت نهائياً.
ولهذا كانت جريمة كبيرة جداً عندما قتلوا المئات من المسلمين في [عام 1407هـ] تلك المجزرة الرهيبة جداً التي قتل فيها أكثر من أربعمائة حاج والله قد حرم قتل صيد حمامة جعل لها حرمة، حرم صيدها، وهؤلاء قتلوا أربعمائة؛ ولهذا ترى من بعد تدهورت الدولة السعودية؛ لأن الله قال: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}(الحج: من الآية25).
المؤامرة الرابعة: وضع العراقيل التي تجعل هذه الفريضة صعبة وبعيدة المنال.
مع أن المفترض أن لا يترتب أي شيء من هذه الإجراءات الظالمة لأن الله جعله مثابة للناس، لا يجوز لأي جهة أن تهيمن عليه، وإنما تعتبر خادمة له، ولمن يحج إليه، وكان المشركون يتنافسون على خدمة الحجاج، وكان البعض منهم يعدون الشراب، وأناس منهم يعدون الطعام يفتُّون للحجاج مع اللحم، الخبز مع اللحم، مع غيره، يطعمونهم، يتنافسون على خدمتهم، وهؤلاء يقولون: ضيوف الرحمن، ويختلسونك وأنت ما زلت هنا تقطع [جواز] وأنت ما زلت تقطع جوازا هنا محسوب حوالي [500 ريال سعودي] محولة هناك لمكتب الوكلاء الموحد سعوديون، وتدخل والأشياء ترتفع أسعارها، يرفعون أسعار الأشياء أسعار الشقق السكنية، أسعار المواصلات، السيارات، أسعار المأكولات المواد الغذائية، أسعار كل شيء ترتفع وتضَّاعف بنسبة هائلة، لا يتركون الوضعية على أقل تقدير يتركون الوضعية وضعية.
المؤامرة الخامسة: ترويض الناس على عدم الإهتمام بالحج ليتم منعه في المستقبل من خلال التقصيد للحجاج واختلاق الأمراض وكل عام يظهر نمط جديد من الأمراض وخطة جديدة لكيفية تقصيد الحجاج بحجج مختلفة بالشكل الذي يحول في المستقبل دون أداء هذه الفريضة المهمة والعظيمة.
هذا بعض ما يعمله أعداء الله من خلال أدواتهم في المنطقة لتعطيل هذه الفريضة وهم يسعون إلى السيطرة المباشرة على الحرمين الشريفين كما سيطروا على القدس وما لم تصحوا الأمة من سباتها فإنها في يوم من الأيام ستفقد الحرمين الشريفين كما فقدت الأقصى الشريف ومن نشاهدهم اليوم يعملون كل التسهيلات للأمريكيين ليحتلوا بلدانهم ويساعدون الأمريكيين على قتل أبناء أمتهم سيعملون مع أمريكا لاحتلال الحرمين الشريفين والسيطرة عليهما سيطرة مباشرة .