في مسرحية هزلية … قمامة ومسوخ الأعراب، ونعال ترامب، يعقدون حلفهم التآمري على القضية الفلسطينية، ويبيعون ذممهم، ومواقفهم، وكرامتهم، في سوق النخاسة الوهابي بثمنٍ بخس، لكسب رضا “تل أبيب”، ونيل ثقتها؛ لتقربهم إلى البيت الأبيض زلفى.
منذُ بدء التحضيرات لهذه القمة كانت اليمن هي العنوان الأبرز، وكان لها نصيبا واسعا في بيانها الختامي، ولكن بعناوين معكوسة، حيث غابت عن هذه القمة الهزلية الجرائم البشعة التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني منذ ثلاثة أعوام، والعدوان الثلاثي على سوريا، وحضرت فيها المواقف المنبطحة الرخيصة المنددة بالصواريخ اليمنية على الرياض.
مايثير الضحك، والسخرية، والاستهزاء في هذه القمة السخيفة؛ أن ملف اليمن من القضايا المهمة، وكان حضور المجرم الخائن هادي لايقدم ولايؤخر شيئا، بل مُنِعَ من المشاركة ولو بكلمة واحدة؛ ووصل به الأمر إلى أن ينام بغفوة على مدار القمة، وهو ماتريده السعودية أن يظل هادي صامتا، الأمر الذي يكشف بوضوح عن الوجه القبيح والتضليل الإعلامي المفضوح الذي يمارسه تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
كما إن تغيير النظام السعودي لمكان انعقاد القمة من الرياض إلى ظهران، ليس فقط تفاديا لتهديد الصواريخ اليمنية، بل تريد إشعار الموجودين بإن الرياض بعد ثلاث سنوات من الحرب على اليمن، غير آمنة على عقد قمة، وتعاني من خطر كبير من اليمن، وذلك لإيجاد مبرر لاستمرار عدوانها على اليمن بمعية الأمريكيين والبريطانيين و الصهاينة.
المتأمل في المقال الذي نشرته صحيفة الرياض قبل انعقاد القمة بيوم واحد، يجد أنه لايختلف تماما مع مخرجات هذه القمة، وخلاصة ما جاء في تلك المقالة؛ هو أن “قمة الظهران لن تخرج إلاّ بقرار تاريخي.. السلام مع إسرائيل ومواجهة مشروع إيران الطائفي؛ لأن النتيجة من يرفض السلام يخدم إيران، وعليه أن يتحمّل تبعات قراره”.
وقد جاء موعد انعقاد هذه القمة مباشرة بعد إنهاء مجرم الحرب المهفوف محمد بن سلمان زيارته للبيت الأبيض، وتعهده بتنفيذ املاءات ترامب وتوصيات زعماء الصهاينة، التي وضعته أمام اختبار مفصلي، ومهمة تاريخية عنوانها (تنفيذ صفقة القرن) مقابل تسليمه عرش المملكة، الأمر الذي دفع المهفوف للعمل بوتيرة عالية، والبدء بتنفيذ أولى خطوات صفقة القرن من خلال شراء المواقف والذمم العربية والأممية، والدفع باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، وهو مانجح فيه بن سلمان من خلال هذه القمة التي خرجت إلى العلن للتطبيع مع العدو الصهيوني.
غير أن هذا الانبطاح المخزي، والتطبيع العربي المعلن لم يكن مفاجئا لليمنيين، فقد تحدث عنه الشهيد القائد رضوان الله عليه، في محاضراته منذ العام 2002م، “بإن التطبيع العربي مع إسرائيل سيكشف فوق الطاولة، وسيجمعوا عليه، بذريعة مواجهة الخطر الإيراني.
بالمختصر المفيد هذه القمة عبرية الهوى والهوية، لتصفية القضية الفلسطينية، وتحديات صهيونية بغلاف خليجي وهابي، لمواجهة واستهداف محور المقاومة (إيران وسوريا وحزب الله وأنصار الله) التي تعادي الكيان الصهيوني .