تقرير للخارجية الأمريكية يتبرأ من جرائم العدوان في اليمن ويدين انتهاكات النظام السعودي لحقوق مواطنيه
يمني برس – تقرير
في محاولة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، حليفتها السعودية بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان منها قتل المدنيين باليمن بالإضافة إلى تواصل غاراتها الجوية بصفتها زعيم التحالف العسكري المشكل في العام 2015م ..
وأكدت الخارجية الأمريكية في تقرير سنوي أصدرته أمس الجمعة حول حقوق الِإنسان في العالم أن الغارات السعودية تسببت بسقوط ضحايا بين المدنيين وإلحاق أضرار بالبني التحتية وذلك دون محاسبة قضائية لمتسببين في قتل المدنيين .
الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة مستميتة من واشنطن لخنق السعودية ولف الحبل حول عنقها وتحميلها المسؤولية وحدها تجاه جرائم قتل آلاف المدنيين في اليمن وتدمير البُنى التحتية والاقتصادية اليمنية والتسبب بمجاعة كبرى هناك جراء تشديد حصارها الجوي والبحري والبري على كافة المنافذ.. ومنع وصول العلاج لمئات الآلاف من المرضى وكذا منع مغادرتهم للعلاج في الخارج ..
مشيرين إلى أن كل تلك الجرائم اقترفتها السعودية وتحالفها العسكري وما زالا حتى اليوم وبدعم رئيسي من الولايات المتحدة والتي صرحت أكثر من مرة أنها تقدم الدعم اللوجستي للتحالف السعودي والمتمثل في تزويد طائراته بالوقود وتحديد مواقع الضربات الجوية في اليمن ..
هذا وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد نفت قبل أيام علمها بالكثير من الضربات الجوية العسكرية التي ينفذها الطيران السعودي باليمن وذلك في مسعى منها لمحاولة التنصل عن مسؤوليتها تجاهها خاصة بعد ما أكدت الكثير من التقارير الحقوقية الدولية أن المئات من تلك الضربات تسببت في مجازر وحشية مروعة للآلاف من النساء والأطفال في اليمن وأن واشنطن تتحمل جزءا كبيراً من المسؤولية عن تلك الجرائم ..
ولكشف الزيف الأمريكي حول عدم علم الإدارة الأمريكية بجرائم التحالف السعودي المسنود منها باليمن .. رفض مجلس الشيوخ الأمريكي منتصف شهر مارس الماضي منع وقف الدعم للتحالف السعودي والذي تقدم به عدد من المشرعين الأمريكي.. حيث صوت المجلس بتاريخ الحادي والعشرين من شهر مارس الماضي بأغلبية خمسة وخمسين مقابل أربعة وأربعين رفضوا القرار الذي سعى للمرة الأولى لوقف الدعم الأمريكي وسحب القوات الأمريكية من المشاركة في التحالف.
وصدر تقرير الخارجية الأمريكية الذي انتقدت فيه حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية مشيرة إلى أن النظام السعودي يرتكب عدد من الانتهاكات في حق مواطنيها منها القتل والتعذيب والسجن.
وأشار التقرير إلى منع الحكومة دخول لاجئين وإبعاد عدد من الساعين للجوء إلى جانب سحب مواطنة عدد من الفلسطينيين اللاجئين من سوريا، وهي الدول إلى جانب اليمن التي تقف وراء كوارثها الإنسانية.
وقالت الخارجية الأمريكية في تقريرها إن المملكة العربية السعودية نفذت عمليات قتل خارج إطار القانون، ودون اتباع الإجراءات القانونية، في عام 2017.
وذكرت الخارجية أن السلطات السعودية ارتكبت جرائم التعذيب وسجن السياسيين والاحتجاز التعسفي، والتدخل في الخصوصية، والقيود المفروضة على التعبير في المملكة.
كما انتقد التقرير اعتقال نشطاء حقوق الإنسان، والإصلاحيين المعارضين للحكومة، والتمييز الرسمي بين الجنسين في إشارة إلى عدم رضا الولايات المتحدة عما قدمه بن سلمان مما بات يعرف بظاهرة الانفتاح في بلاد الحرمين.
ولفت التقرير إلى حملة الاعتقالات الأخيرة في السعودية والتي طالت ما يقرب من 200 مسؤول حكومي، ورجل أعمال، وأمراء في العائلة المالكة، للتحقيق معهم في تهم فساد.
وانتقد التقرير أيضا أوضاع السجون واصفا إياها بالسيئة، منتقدا ما وصفه الاعتقال العشوائي وعدم توفر حقوق من خلال الاعتقال الإداري والإيقاف لمدة طويلة، ووجود محاباة الأقارب وتأثير جهات ذات مصالح على عمل السلطة القضائية.
وبين التقرير أن المواطنين السعوديين غير قادرين عدم من حكوماتهم، إلى جانب تقييد حرية التعبير بما في ذلك إيقاف الصحفيين، مما قلل من قدرة المواطنين والإعلام على انتقاد سياسات الحكومة والمسؤولين.