معركة الساحل الغربي : ما الذي قدمه حليف الإمارات الجديد ..؟
812
تقارير – الوقت
دام أسابيع، وانتظار لإطلاق تحالف العدوان على اليمن عملية عسكرية جديدة بحليف جديد في جبهة الساحل الغربي، دشنت قوات طارق صالح المدعومة من الإمارات الخميس معركتها على مواقع الجيش اليمني ولجانه الشعبية شرق مدينة المخا ومحيط معسكر خالد في مديرية موزع، ويرجح مراقبون أن هذه القوات ستقاتل من أجل التوجه صوب مدينة تعز، ويبررون ترجيحاتهم بتزامن هجمات هذه القوات مع هجمات لـ«كتائب أبو العباس» السلفية والمدعومة هي الأخرى من الإمارات على مواقع في جبهة الكدحة بمديرية مقبنة المقابلة لموزع، ساعات من المواجهات، انقشع غبارها بخسارة مبكرة للإمارات، وخيبة أمل صادمة من حليفها الجديد، بعد مقتل وجرح العشرات من قواته، وبقاء جبل النار والمرتفعات المحيطة بمعسكر خالد تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية.
خسائر ومجازر..
خسائر مبكرة ومتتالية خلطت الأمور على تحالف العدوان، ولم تشفع له الغارات الجوية المكثفة على مناطق الساحل لمساندة هجمات مقاتِليه، وتصعيب مهمة الدفاع على الجيش واللجان، ولم يكن أمامه سوى ترجمة هذا الإرباك في صورة مجزرة مروّعة ارتكبتها مقاتلاته في منطقة العريش، بمديرية موزع، غربيّ محافظة تعز، إذ أدّت غارة جوية على سيارة نقل مدنية في سائلة العريش، إلى استشهاد 20 شخصاً كانوا يستقلونها، وترافقت الغارات على تعز مع غارات أخرى على منطقة مران، في مديرية حيدان، بمحافظة صعدة، أسفرت عن استشهاد خمسة مواطنين، وسبقت ذلك غارة على محطة كهرباء وسط العاصمة صنعاء، فضلاً عن غارة على منطقة الحالي بمحافظة الحديدة أوقعت 5 شهداء من المدنيين أيضاً.
تمرد واسع…
جبهة طارق الجديدة كشفت القناع عن أهدافها ومغازيها، فهي وإن بدت شعاراتها وطنية مغرية لمنتسبيها؛ إلا أنها ورقة خالصة للعدوان لتنفيذ أجنداته بغية السيطرة على مناطق حيوية وتسليمها للإمارات والقوات السودانية، لهذا السبب كشفت مصادر محلية عن وصول ما يقارب الـ 450 كدفعة أولية من ضباط وجنود الحرس الجمهوري السابق إلى محافظتي ذمار والمحويت عائدين من معسكر طارق صالح بعد رفضهم مواصلة القتال في صفوف قواته المدعومة من الإمارات، وقال المنسحبون بعد وصولهم إلى مناطقهم بأن موقفهم بديهي وطبيعي؛ بعد أن فوجئوا بأن طارق لا يمتلك مشروعاً وطنياً كما يدّعي، ووجدوا أنفسهم يقاتلون تحت قيادة عسكريين جنوبيين يقودون مدرعات إماراتية تحمل العلم السابق للجنوب، وهو ما لم يتفقوا مع طارق بشأنه، ويأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من تعرّض قوات العدوان ومرتزقتها في جبهة طارق الساحلية لضربة قاصمة تبنتها قوات الجيش واللجان الشعبية بهجوم مباغت غير متوقع كسرت خلاله عملية لتلك القوات، وقتلت أكثر من 38 مرتزقاً، فيما أصيب العشرات، إضافة إلى تدمير خمس آليات عسكرية.
منشورات في سماء الحديدة…
بعد فشلها على الأرض، وعجزها عن تحقيق أي تقدم في الجبهة الغربية التي عوّلت عليها كثيراً؛ أسقطت مقاتلات العدوان السبت، منشورات جديدة على محافظة الحديدة الساحلية، تدعو السكان إلى رفض القتال إلى جانب الحوثيين، وبحسب المنشورات التي تم إسقاطها فإنها تخاطب سكان الحديدة بأنه لم يتحقق لهم غير الموت والذل، ويجب عليهم التفكير بمصير أنفسهم وأهلهم وبلدهم ومستقبلهم، وتحذّرهم فيها بأن بقاءهم ومشاركتهم للحوثيين خطر عليهم وعلى أسرتهم، وقد سخر سكان مدينة الحديدة من هذه المنشورات، مؤكدين وقوفهم جنباً إلى جنب مع جيشهم ولجانهم لتطهير الأرض من دنس الغزاة، محذرين تحالف العدوان من ارتكاب أي مجازر بحق المدنيين الصامدين في المدينة. يأتي هذا في ظل انكسار معارك العدوان وفشلها على جبهة الساحل الغربي، في محاولة للتقدم نحو ميناء الحديدة.
حكومة الرياض صامتة…
بالرغم من تسارع هذه التطورات، التزمت حكومة هادي ووسائلها الإعلامية الصمت، وعدم تغطية المعارك في الساحل الغربي، فهي تضع علامات استفهام حول الاهتمام والدعم الإماراتي لطارق صالح، على نحو دفع أوساطاً فيها لإبداء مخاوف من أن تكون القوات التي يقودها ذراعاً إماراتياً في الشمال، على غرار الأحزمة الأمنية والنخبة الحضرمية والشبوانية في الجنوب، والتي تصنفها حكومة هادي كقوات خارجة عن سلطة الشرعية، من زاوية أخرى، يُثير تحرّك قوات طارق صالح تساؤلات عدة في الأوساط اليمنية، حول مدى إمكانية صناعة فارق على صعيد المعركة، والتقدم نحو مدينة الحديدة على نحو خاص، باعتبارها المدينة الأهم التي يسعى “العدوان” لانتزاع السيطرة عليها، ويتهم فيها اليمنيين بتهريب الأسلحة، وتهديد الملاحة الدولية، محاولاً تبرير التصعيد العسكري نحوها، بوجه الضغوط الدولية التي تشدد على أهمية أن يبقى الميناء مفتوحاً وعاملاً أمام الشحنات التجارية والإغاثية.