بعد سقوطها لثلاث سنوات.. هل يحسن «غريفيث» من سمعة الامم المتحدة في اليمن
يمني برس – تقرير
مشوار طويل قطعته الامم المتحدة في البحث عن حلول للازمة اليمنية والعدوان الذي تشنه قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية على اليمن منذ 26 مارس من العام 2015 وحتى الان حيث رعت الأمم المتحدة ثلاث جولات من المشاورات، اثنتان منها كانت في سويسرا، وثالثة استمرت لأكثر من 90 يوما في الكويت دون التوصل الى حلول مجدية بسبب الضغوط الدولية التي كانت تمارس على عليها وعلى الاطراف المحسوبة على دول التحالف.
وقد تعهد المبعوث الاممي الجديد الى اليمن « مارتن غريفيث»، في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، بتقديم «خارطة سلام جديدة» بشأن الحل السياسي للازمة اليمنية، وذلك خلال شهرين فقط، دون ان يشير الى تفاصيل هذه الخطة وما اذا كانت ستشمل جميع الاطراف المشاركة في الازمة ومنها تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية.
وأمام تحركات المبعوث الأممي وتصريحاته التي يتضح بأنها جاءت من مصدر ثقه توحي بقدرته على انهاء الازمة اليمنية، تشهد الجبهات القتالية تصعيد عسكري كبير حيث تواصل قوات تحالف العدوان تحشيد مرتزقته على السواحل الغربية فيما تقوم الامارات باستدعاء المزيد من مرتزقة القرن الافريقي، لا سيما من اوغندا، بالمقابل تكثف القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان من عملياتها الصاروخية ردا على المجازر اليومية لطيران العدوان .
في حين تواصل السعودية التي تقود الحرب على اليمن، مسيرتها في شراء المزيد من الاسلحة لاستخدامها في قصف اليمن وهو ما يتضح من خلال الزيارات المستمرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعدد من الدول الكبرى المصنعة للاسلحة.
ويؤكد مراقبون أنه مع دخول العدوان عامه الرابع، وفي ظل التصعيد العسكري إلا أن المبعوث الأممي لا يزال واثقا من إمكانية تحقيق السلام وتقديم خطة سلام في زمن قياسي، وهو ما فشل فيه سلفه ولد الشيخ أحمد طوال ما يقرب من 3 أعوام بسبب انحيازه المستمر لتحالف العدوان السعودي.
لقاءات المبعوث الاممي
مطلع مارس الماضي، بدأ المبعوث الجديد، مارتن غريفيث، جولة إقليمية مطولة، شملت 4 عواصم عربية، وذلك قبل التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتقديم أولى إحاطته حول الملف اليمني، الثلاثاء الماضي.
وكان المبعوث الأممي، التقى خلال زيارته الى صنعاء التي استمرت نحو اسبوع، بممثلين من مختلف الاطراف الوطنية المناهضة للعدوان السعودي كما التقى بزعيم انصار الله السيد عبدالملك الحوثي، الذي جدد تمسكه بإنهاء الحرب واحلال السلام في اليمن .
اما في الرياض، فقد التقى «غريفيث» ، بالفار عبدربه منصور هادي الذي يقيم بالعاصمة السعودية منذ عدة سنوات، كما التقى بقيادات المملكة السعودية باعتبارها صاحبة القرار والوصي على هادي وحكومته، كما التقى بقيادات سابقة كانت موالية لهادي ومنهم خالد بحاح، الذي تمت إقالته في إبريل 2016 بعد خلافات مع هادي.
وفي مسقط التقى المبعوث «غريفيث» بأعضاء من حزب المؤتمر بينهم، أبو بكر القربي، بالإضافة إلى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.
كما كان أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال طرفا حاضرا في أجندة الأمم المتحدة، حيث التقاهم المبعوث الأممي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، قبل لقائه بأحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، كما التقى أيضا بوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد.
ويرى مراقبون، أن المبعوث الأممي استطاع من خلال جولته الأولى، الاستماع لأغلب اللاعبين على الساحة اليمنية، تمهيدا لوضع خطته .
ويجري الحديث حاليا بين السياسيين اليمينيين والمراقبين للشأن اليمني حول ما إذا كان المبعوث الأممي ينوي دمج كل الأطراف التي التقى بها، في المشاورات المرتقبة، وحول المحاور الرئيسية التي سيتركز عليها الحوار، فضلا عن ما هيه الدولة التي ستحتضن المشاورات القادمة وان كانت سلطنة عمان هي الاقرب الى احتضانها حتى الان.
اما على المستوى الشعبي فيجري الجدل حول مدى مصداقية المبعوث الجديد في حل الازمة اليمنية ووقف العدوان على اليمن ، او حتى على اقل تقدير ايجاد حل حقيقي وملموس لقضايا الرواتب ووقف الغارات وفك الحصار عن اليمن.
والاهم من هذا كله يبقى امام “غريفيت” مهمه اكبر واصعب وهي تحسين صورة الامم المتحدة التي شوهتها المواقف السابقة للقائمين على هذه المنظمة الدولية بشرعنتها للعدوان وصمتها على الحصار والمجازر بحق المدنيين فضلا عن مشاركتها في تأزيم الوضع الاقتصادي في اليمن من خلال مشاركتها في ارتكاب الاخطاء ومنها موافقتها على نقل البنك المركزي الى عدن.