نتقدم إليكم بأحر آيات العزاء في استشهاد الأخ العزيز الرئيس صالح علي الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى وعدد من رفاقه إثر استهدافه بغارات جوية في محافظة الحديدة يوم الخميس الثالث من شعبان 1439 هـ الموافق للتاسع عشر من أبريل 2018م.
لقد خسر الوطن ابنا بارا وأحد أبرز رجاله الذين وقفوا بكل جدية ومسئولية في واحدة من أهم المراحل الاستثنائية من تاريخ شعبنا وأمتنا، لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي وميليشياتهم الإرهابية الارتزاقية على بلادنا، منذ تسلمه مهام السلطة في الثاني عشر من ذي القعدة الموافق الخامس عشر من أغسطس 2016م، إذ قدم النموذج المتميز للكفاءة الوطنية في تحمل المسؤولية تجاه شعبه، ولم يدخر جهدا في تفعيل عمل أجهزة الدولة لما فيه مصلحة الشعب، فقد كان مقداماً شجاعاً يتنقل في جبهات القتال يزور المرابطين فيها، وداعماً لعملية بناء القوات المسلحة، ومعلناً في ختام العام الثالث للعدوان وبداية العام الرابع للصمود عن إطلاق مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، تحت شعاره (يد تحمي ويد تبني)، ولهذا فحق على أبناء الشعب أن يستمروا في حمل روحية الشهيد، الذي حملها عن وعي، بما حمل من مبادئ وقيم وثقافة قرآنية ترجمها بولاء صادق وحب لبناء الوطن، فاسترخص في سبيل ذلك كل غال ونفيس، فكان همه الأول الحفاظ على الوطن من الغزو والاحتلال الأمريكي السعودي وحلفائه.
كما حق لأبناء الشعب أن يفاخروا برئيس قدم الدرس العملي على أهمية التحرك الجاد والمسئول، وبرغم خطورة المرحلة وهمجية العدو فقد ظل مدافعاً عن الشعب والوطن أمام طغيان وإجرام العدوان حتى لقي الله تعالى شهيداً مكرّما.
وإننا في هذا المقام نؤكد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن ابنائه واخوانه الثوار في كل المحافظات سيظلون عوناً له حتى يمضي بسفينة الوطن وشعبه وأمته إلى النصر واثقين بالله تعالى.
ونؤكد أن عملية الاستهداف للشهيد العزيز الرئيس الصالح الصماد هي جريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية، وعملية إرهابية مكتملة الأركان، ونحمل الإدارة الأمريكية وحلفائها بالعدوان على اليمن مسؤولية هذا الاغتيال لرجل الحوار والسياسة والسلام.
ونؤكد أن هذه الجريمة لن تزيد أبطال الجيش واللجان الشعبية وجميع الثوار وأبناء شعبنا الأحرار إلا ثباتاً وصموداً في مواجهة الغزاة والمعتدين ومرتزقتهم، وأنه لن يهدأ لهم بال حتى الأخذ بثأر الشهيد الرئيس الصماد ورفاقه، ونؤكد أن لا قوة ستستطيع أن تكسر إرادة شعبنا العظيم، وأن مواجهتنا للعدوان ستستمر حتى تحقيق الانتصار ودحر الغزاة، وتحقيق الاستقلال والأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية.
ووفاء للرئيس الشهيد ولجميع شهداء الوطن فإننا ندعو شعبنا العزيز إلى المشاركة الفاعلة في مراسم تشييعه، وكذلك في فعاليات العزاء والوفاء التي ستعقب مراسيم التشييع في المحافظات.
وندعو أهالي محافظة الحديدة الشرفاء إلى المشاركة الكبيرة والفاعلة في التظاهرة التي دعا إليها الشهيد الرئيس في كلمته قبل الاستشهاد.
الرحمة للرئيس الشهيد ولرفاقه، وحفظ الله اليمن وأعز شعبه.
التحية للأبطال في الجيش والأمن واللجان الشعبية.
الرحمة للشهداء.
الشفاء العاجل للجرحى، والفرج والخلاص للأسرى بإذن الله تعالى.