التلفزيون الالماني يخرج عن صمته بسبب المجازر في اليمن
يمني برس – برلين
اوضح المحلل السياسي الألماني، غونتر ماير، أن بريطانيا وفرنسا تتحاشيان الحديث عن الكارثة الإنسانية باليمن كونهما مستفيدتان من بيع الأسلحة للرياض.
ونقل التلفزيون الالماني الناطق بالعربية عن “ماير”: أن الأمر لا يكتفي عند السلاح، بل هناك صفقات تجارية أخرى بين الأطراف الثلاثة، مؤكداً أن الاتحاد الأوربي يملك واجباً أخلاقياً من أجل التدخل الإنساني في اليمن، لكن المصالح الاقتصادية والسياسية تأتي قبل ذلك.
واستبعد التلفزيون الالماني في تقرير له أن يأتي الحلّ للازمة اليمنية من العواصم الغربية التي تكرّر المواقف المعروفة سلفاً بتشجيع المخرج السياسي للأزمة دون أن تشكّل هذه العواصم ضغطاً حقيقياً على أطراف النزاع.
وأكد أن الحلّ في ظل الصمت الدولي والتحايل العربي على الازمة اليمنية يبقى رهين الواقع الميداني للحرب. مشيرا الى أن التحالف كان يراهن على انتصار سريع على انصار الله، الا ان الاخيرة استطاعت الاستمرار في السيطرة على مناطق استراتيجية في البلد، ممّا يجعل موازين القوى داخل اليمن المحدّد الرئيسي لوصول الأزمة إلى نهايتها.
واشار التلفزيون الالماني عبر موقعه الى المآسي المستمرة في اليمن التي لا تنقطع، مبينا ان خبر مقتل 20 مدنياً على الأقل، جلهم من النساء والأطفال، كانوا حاضرين في حفل زفاف، إثر غارة من التحالف، لم يكن سوى مثال لأخبار الموت القادمة من ذلك البلد.
وأنتقد التقرير التلفزيوني دور الاتحاد الأوروبي الذي قال بأنه لم يقدم الكثير لسكان اليمن، موضحا إن مؤتمر جنيف الذي دعت إليه الأمم المتحدة قبل أسابيع لتقدم منح إلى اليمن، لم يصل إلى هدفه المحدد بتعهد الأطراف المانحة بتقديم 2.96 مليار دولار، إذ كان الرقم النهائي أقلّ من هذا المبلغ.
ومقارنة مع تعهد السعودية والإمارات والكويت، كان تعهد الاتحاد الأوروبي ضعيفاً، ولم يتجاوز 133 مليون دولار، بينما كان تعهد بريطانيا، التي لم يدخل بعد قرار انسحابها من الاتحاد الأوروبي حيز النفاذ، أكبر بـ240 مليون دولار.
ولم يشر التلفزيون الالماني الى مصير المنح الدولية التي ستذهب الى جيوب وحسابات الفاسدين في سلطة هادي.. مبينا بهذا الصدد ، والحديث هنا للمحلّل السياسي، علي العبسي، في تصريحات لـDW عربية، أن أغلب الدول الأوروبية ترى أن السعودية الإمارات، المشاركتان الرئيسيتان في العدوان، لهما من الثراء ما يكفي لتقديم المساعدات إلى اليمن دون الحاجة لأطراف أخرى، خاصة وأن الدولتين تعلنان من حين لآخر عن حملات مساعدة كبرى موجهة لليمن. ويتابع العبسي أن ضعف التدخل الأوروبي في اليمن يعود كذلك لتدني الرضا عن حكومة هادي، إذ “لم تستطع هذه الأخيرة إقناع الغرب بكفاءتها وفاعليتها، خاصة مع وجود جلّ أعضائها بالخارج، والاتهامات الموجهة لها بالفساد الإداري”.