ليت خبر استشهادك مجرد تضليل إعلامي وليت خبر اغتيالك إشاعة وليت خبر استهدافك اضغاث احلام في المنام لا يستفيق الشعب صباح يوم السبت الا وانت تستقبلهم في ميدان السبعين ..
هل فعلاً انت قد رحلت؟ هل فعلاً لن نسمع صوت الصماد وهو يتلو آيات القرآن على منابرنا؟ هل فعلاً لن نراك الا مجرد صور فوتوغرافية وفيديوهات موثقة للذكريات التي تغمرنا بالحزن والشوق اليك؟..
لا نزال بين المصدقين والمكذبين فأنت كنت ولا تزال بلسم لجراحنا وخنجر مسموم في خواصر اعدائنا قبل ايام قلائل كانت كلماتك الرنانة تلهب حماس المستضعفين وتمنحهم القوة والعنفوان وكانت كلماتك الهادرة تضج عروش الطواغيت وتقض مضاجعهم..
ربما التقمك الحوت في ساحل البحر الأحمر لأنك رفضت وابيت الا ان تكون حاضراً رغم الخطر عليك وعلينا سنستغفر الله بنفس اسلوب نبي الله يونس سبحانك اني كنت الظالمين الف مره كلما نتذكرك لعل ذلك يواسينا ويبعث فينا الأمل بعودتك الينا ولو في احلامنا ومناماتنا..
ربما انت صالح الذي عقر قومه ناقته فحل بهم العقاب جميعاً بلا استثناء وفعلاً نحن اليوم نعاقب أنفسنا حين فرطنا فيك وتركناك تواجه القنابل والصواريخ الأمريكية شديدة الانفجار وكان بمقدرونا منعك ومنعها..
ليت ما حصل معك في الحديدة مجرد كيد ساحر حاول ان يخدع ابصارنا بمقتلك فيبادر موسى ويضع عصاه فليتهم كيدهم ويبطل سحرهم وتعود إلينا فتصبح طائراتهم مجرد عجلاً جسداً له خوار..
نعم انت اليوم شهيداً في جوار الأنبياء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً ولكن ماذا بنا؟ هل نكتفي بفخر المقام الذي حصلت عليه ام نحسدك على ذلك ام نعاتبك ونسخط عليك ونحن نعلم انك تتمنى ان نلحق بك جميعاً شهداء من منطلق يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم..
لقد كنت سباقاً دائماً في كل مواقفك واعمالك فكنت من المقربين الى الله ولأنك كنت تسعى ليبلغ الله بإيمانك اكمل الإيمان كنت تصعد في سلم الكمال وتقترب اميالاً من ربك حتى لزم الأمر ان يأخذك اليه شهيداً عزيزاً كريما..
سنعترف حتى وان كان ذلك يثلج صدور اعدائنا ان رحيلك اوجعنا وآلمنا وقصم ظهورنا سنعترف بذلك حتى لا تموت مشاعرنا ولكن في نفس الوقت لك العهد منا ان يتمنى عدو الله وعدوك وعدونا انه لم يلطخ يديه بجريمة قتلك..
لا ترحل عنا ايها الرئيس الصماد ومثلك لا يرحل الا بجسده وان كان تشييع جسدك الطاهر يوم السبت القادم يعز علينا الا اننا مرغمين على ذلك لعدة اسباب اولها الحضور لوداعك ونحملك على اكتافنا ونمتع ابصارنا بالنظر اليك للمرة الأخيرة واهمها نبعث برسالة شعبية قوية للعدوان مفادها كلنا الصماد..
سنبقى نكذب على انفسنا رغم يقيننا انك رحلت وارتحلت ولكن كن على ثقة انك حياً في داخلنا مثلما انت حياً عند ربنا ولولا انه تعالى نهانا عن ان نقول لأمثالك اموتاً لما طاب لنا العيش بعدك لحظة واحده ولن يطيب.