لماذا يصمت أسد سوريا عن اغتيال صماد اليمن؟
صلاح الدكاك :
سيدي الرئيس بشار الأسد…ألست أنت من فتح الأجواء السورية لاستقبال الإرهابي النكرة خالد مشعل ذات يوم وعددنا ذلك جرأة منك حينها لجهة الانتصار للمقاومة في وجه العالم …فما الحسابات التي تجعلك تحجم اليوم عن الإبراق ببضع كلمات تعزية في اغتيال مواطن يمني حر بحجم الشهيد الرئيس صالح الصماد على ذات الأيدي و المخالب الناشبة اليوم في لحم سوريا باسم العداء وباسم الصداقة؟!!…لماذا قامرت بالكياسة الدبلوماسية بالأمس كرمى عيون النكرة مشعل وتلتزمها اليوم إزاء القائد المجاهد البطل الشهيد الصماد؟!..هل فعلت ذلك لوجه المقاومة حقاً أم تودداً لدول الامبريالية والرجعية العربية التي دفعت بمشعل إلى دمشق لغرض في نفسها ودور مرسوم للمذكور بات جلياً مع اندلاع أحداث 2011 ؟! …إن كان الأمر كذلك فإن إحجامك اليوم عن تقديم واجب العزاء في رئيسنا الذي ارتضيناه لا يعدو كونه تودداً لذات الدول الامبريالية الرجعية..وإن كان الأمر كذلك فواأسفاه على عروبة تدير ظهرها للعرب الأقحاح وتغازل العربان والفرانكفونية والإنجلوسكسونية والأوراسية السلافية المتغربة لوجه البقاء على قيد الحياة والحكم؟!..
إن كان ثمة من جميل وفضل لأحد على سوريا فهو فضل وجميل شرفاء شعبنا السوري وعلى رأسهم علويوها ولحزب الله (البحصة التي سندت الخابية وفق تأدب سيد المقاومة) وليمن الأنصار يمن أيلول الذي قوض مداميك الامبريالية في بؤرة نفوذها ودفع بوحش البترودولار بعيداً عن المسرح السوري لتفتك به بنادق حفاتنا الأحرار …..حفاتنا الذين خلعوا أحذية الوصاية الغربية والشرقية معاً والذين تضن أنت على أحد عظمائهم اليوم ببضعة حروف مواساة لا عوناً لهم على العدو وإنما تبرئةً لساحة سوريا العظيم حافظ الأسد من شبهة المقامرة بقيم العروبة الأصيلة ووشائج القضايا العادلة لوجه الدبلوماسية المتوددة، لا أكثر.
أعيذك سيدي الرئيس بشار الأسد من نافورة ظنون غير حسنة انفجرت دفعة واحدة إزاء فخامتكم في ذهني المنوم بقداسة صورتكم العروبية المهيمنة عليه….
غير أن عتبي لا يعني أن موقفي وموقف أحرار اليمن سيتغير دعماً ومناصرة لشعبنا السوري في وجه الامبريالية والاستكبار….إن لدينا من الاعتداد بالنفس والثقة في نصرة الله لنا ومن عصامية الوقفة والرهان على سواعدنا العزلاء الناشفة النحيلة بحراً بلا ضفاف لا تضيف إليه مواساة الإخوة اختلاجاً فوق ما هو مختلج ولا ينقص من زخم دفقه وعنفوانه خذلانهم شيئاً إلا بمقدار ما ينقص البحر الأحمر نشب فيه خنجر وانقشع كما لا يفت في عضد عزائمهم وصلابة وقفتهم عدوان الكون نقيراً..
إن في يمن أيلول الأنصار من الإنسانية وحمية الفطرة السوية ونخوة الوثبة ما يكفي لأن يقفوا مع كل مستضعفي العالم ومظلومية غير هيابين لخسارة محتملة ولا متوخين ربحاً متوقعاً….عوضاً عن أن يشحذوا برقية عزاء لولا العشم وأمنيات الوهم.