حمائم أم صقور.. واقع أم وهم في اليمن؟
بقلم/ احمد عايض احمد
المعروف، والثابت، أنه ليس في اليمن عامه وبانصار الله خاصه صقور وحمائم كماهو متعارف عليه عالميا على حلبة الخداع والتضليل والتخدير والاختلاف ، بل دولة، ورجال دولة، ونهج واضح قال مولانا الامام على بن ابي طالب عليه السلام – ” لاتكن ليّناً فتُعصر ولا تكن صلباً فتُكسر ” هذه اول قاعده لتوصيف القاده بالحمائم والصقور لكن وفق القواعد والثوابت الصحيحه مشروطه بنوعية المعركه والخصم اي مجرد أسلوب وسلوك وظيفي .اذن خير الامور الوسط, واعتقد اننا نطبق هذا فى حياتنا دون ان نشعر…ففي عالم الأسره..تجد الوالدين فى تربية ابنائهما احدهما يتقمص دور الصقر والآخر يتقمص دور الحمامة .. احدهما يشد طرف الحبل والآخر يرخى الطرف الآخر حتى تسير الامور لان الشد على اطلاقه له مضاره كذلك الارتخاء على اطلاقه له مساوئه ويظهر هذا الاسلوب ايضا فى الاصلاح بين المتخاصمين وخاصة الاصلاح بين الزوجين لابد من التدخل بحكمة ضمانا لدوام العشرة بينهما فلا ينحاز المصلح لطرف على حساب الطرف الآخر اما في عالم الاعمال ايضا فى العمل لابد ان يتقاسم الرؤساء الادوار فى تقويم العمال احدهما يكون شديدا والآخر يكون لينا لان الشدة على اطلاقها واللين على اطلاقه كل منهما يضر بالعمل فلابد من اللجوء الى كل منهما بمقدار يحدث التوازن بينهما..اما في عالم السياسه….في العمل السياسي والدبلوماسي تحدث قصص شبيهة بعالم الصقور. فلا تكاد تخلو مؤسسة في العالم من صقور وحمائم. فهناك أناس بطبيعتهم حكماء وودعاء، ومسالمون، ولا تنقصهم حنكة أو جرأة أو شجاعه في المواجهة. وهناك من هم جوارح كالصقور نحتاجهم في أنجاز الاجتماعات والمفاوضات والصفقات بالحزم والشدّه ، وفي التعامل مع الاجلاف الذين لايفهمون الا لغة القوّه في الحرب أوالسلم لذلك فان الصقور : هومصطلح في الاصل عربي اسلامي رغم اختلاف الاسلوب والغايه ويُقصد به السلوك الشديد الذي يريد الوصول لشيئ ما أو تحقيق الهدف بأي طريقة وثمن بالقوه , لا يهتم بالحوار والتفاهم , يرفض تقديم التنازلات , غايته تبرر وسيلته وفي سبيل تحقيق مبتغاه لا يبالي بالنتائج المترتبة عليه أما الحمائم : فهذا المصطلح ومن تسميته يتبين ميوله للسلام , فسلوك الحمائم على الخط المعاكس للصقور , يبتغي الوصول لهدف ما لكنه متعقل يميل لتحقيق الهدف باغلب الاحيان بالطرق السلمية .وهذا المصطلحات وفق المعتقد والمفهوم الغربي ليست موجوده باليمن كمايتصورها البعض بل ببعض الفترات تجعل التوجهات تخلق تصور وفهم خاطيء لدى الاطراف الاخرى فبالنسبة لانصارالله هو تيار شعبي يعني ليس حزباً او مؤسسه او نظام حاكم ملكي حتى يخلق لدى الاطراف الاخرى تصورات بوجود حمائم وصقور بانصارالله وهذا دليل قاطع تثبته القاعده الشعبيه الثوريه الحاكمه والمانعه لوجود حالات الحمائم والصقور لان الثوابت الثوريه و السياسية والاخلاقيه والقيميه والوطنيه لدى انصارالله هي أكبر من الأفراد الذين يساهمون في صنعها لانهم جزء من تيار شعبي يحمل مشروع قرأني وطني لاسقف له ولاحدود له وان منفذي المشروع “القاده” مجرد امناء لانجاز ذلك حيث يقومون بتنفيذ ما يُملى عليهم من فقرات اعمال كجزء من المشروع الوطني والثوري العام أما الاختلاف يكون في التنفيذ فقط اما حزم وشده او لين وحكمه وهنا يدخل التوصيف بالصقور والحمائم أما الواقع العملي وفق المعتقد والمفهوم الفتنوي الانقسامي فليس هناك حمائم وصقور في انصارالله خاصّه ولا في اليمن ولكن هذا التوصيف هو اسلامي حميد وليس غربي وحصراً قاله الامام علي عليه السلام كماذكرت سابقاً وبلغة العصر الحديث “صقور وحمائم” لكن النهج الثابت لدينا واحد خلاف المعتقد والمفهوم الغربي التضليلي لان قائد الثوره السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي هو ولي الامر و الاب والمعلم والقدوه وصاحب القرار الاول والاخير وهو صانع الاستراتيجيات المختلفه سواء الوطنيه البنائيه او الدفاعيه الحاميه مما يجعل توصيف القاده بالصقور والحمائم لدى انصارالله غير وارد ولاواقع له الا بطريقة التنفيذ لاننا بزمن الحرب رجال حرب وبزمن السلم رجال سلم وهنا تتجلى لدى الخصوم توصيفات الصقور والحمائم لان لكل قائد سياسي او عسكري من انصارالله له طريقته واسلوبه في التنفيذ وفق قدراته وخبراته وقناعته لكنها لاتخرج عن اطار النهج القراني والوطني الواحد ابداً أما في عالم العسكريه فالعلوم العسكريه تخبرنا أن الأفضل لنا في عالم غير آمن أو عادل اي بزمن الحرب علينا أن نلعب كصقور. لكن اللعب كصقور يحمل التضحيات من اجل النصر . فالمكسب يُخصم منه الإصابات التي سببتها المعركة لكن الانتصار يناله الصقر في كل جولاته نظراً لحزمه وشدة بأسه في حسم المعركه بلغة البطش والتنكيل بالاجلاف المجرمين الذين لاتناسبهم سوى هذا الاسلوب وهذه الطريقه اما اللعب كحمائم بالحرب هي استراتيجية ليست فاشله وليست ناجحه لانها استراتيجية سلم ببيئه مسالمه على الاغلب لذلك هي الاستراتيجية الأفضل في عالم آمن وعادل اي بمرحلة السلام ، فذلك العالم العادل الذي يلعب فيه الجميع كحمائم اي حكماء وهو عالم الفائدة القصوى بالحكمه والحوار والتفاهم اللين.. وبالختام مايروجه اعلام العدو عن حمائم وصقور في قيادة انصارالله هي محاوله فتنويه فاشله بائسه.محاولة احداث حالة ارباك بالوسط الشعبي وهذه استراتيجيه غبيه بل افلاس مهزوم لانها لاتنجح مع خصم كأنصارالله ابداً… وللحديث بقيه