في اخر فضيحة دولية : عندما يغيب الضمير عن الأمم المتحدة .. تنقلب موازين العدل في عدن
يمني برس – عدن :
لم تكتفي المنظمات الدولية بصمتها عما يجري من مجازر في اليمن نتيجة الغارات الجوية المستمرة على البلاد منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، بل اخذت على عاتقها مسئولية التستر على المجرم وايجاد مخرج له ازاء ما يقترفه من جرائم، وهذا هو حال الأمم المتحدة التي كلفت منظمة الهجرة الدولية بمعالجة قضية الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون الافارقة في معسكرات الامارات بعدن.
كشفت مصادر اعلامية عن قيام احدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة بترحيل العشرات من اللاجئين الافارقة الذين تعرضوا لأبشع انواع التعذيب الجسدي والاستغلال الجنسي من قبل القوات الإماراتية ومرتزقتها في محافظة عدن بحسب تقارير دولية .
وقالت المصادر ان المنظمة الدولية للهجرة رحلت، اليوم الإثنين، 76 مهاجراً إثيوبياً من عدن.. مشيرة الى أن اغلب المرحلين الأثيوبيين هم ممن تعرضوا للتعذيب في المعتقلات الاماراتية بمحافظة عدن.
وتشير عملية الترحيل المفاجئة للاجئين، الى أن المنظمة الدولية قد توصلت الى تسوية سرية مع الامارات بغية التغطية على جرائم الاخيرة ومرتزقتها بحق اللاجئين الافارقة، الامر الذي يفضح تلك المنظمات الدولية أمام الرأي العام العالمي، لا سيما وأنها لم تتخذ أي اجراءات حيال ما تعرض له اللاجئين من انتهاكات موثقة لدى العديد من المنظمات الحقوقية.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كشفت في وقت سابق من هذا الشهر عن تعرض مهاجرين أفارقة في مدينة عدن اليمنية الخاضعة لسيطرة الإمارات والسعودية لانتهاكات جسدية وجنسية في مراكز الاحتجاز.
وأوضحت المنظمة أن موظفين حكوميين تابعين لهادي قاموا بتعذيب مهاجرين من القرن الأفريقي والاعتداء عليهم وإعدامهم داخل مركز احتجاز تشرف عليها الامارات في مدينة عدن جنوبي اليمن.
وأكدت المنظمة حينها أن قوات مدعومة من الإمارات تقوم باعتقال المهاجرين.
وقالت هيومن رايتس ووتش انها التقت ثمانية مهاجرين كانوا قد احتجزوا مؤخرا في مركز واقع في مديرية البريقة في عدن، فضلا عن موظفين يمنيين وأفراد آخرين من المهاجرين الإثيوبيين والصوماليين والاريتريين.
ونقلت عن هؤلاء إن “الحراس اعتدوا جنسيا على النساء والفتيات والصبية بشكل متكرر”.
وأوضح أحد المحتجزين “كل ليلة يأخذون واحدا لاغتصابه. ليس كل الصبية، إنما الصغار منهم (…) أعرف سبعة صبية تعرضوا للاعتداء الجنسي”.
وقال عدة محتجزين إن الصبية كانوا يبكون أحيانا، ويخبرون الآخرين من حين لآخر عما حدث.
كما ذكرت امرأة إثيوبية احتجزت في السجن إن “النساء والفتيات كن يتعرضن بشكل منهجي للاغتصاب، وإنها رأت الحراس يغتصبون اثنتين من صديقاتها”.
وأشار محتجزون الى إن الحراس “ضربوهم بقضبان حديدية وهراوات”، لكنهم “أطلقوا عليهم النار” أيضا “فقتلوا اثنين منهم على الأقل”.
وبحسب هيومن رايتس ووتش، منعت السلطات في عدن المنظمات الإنسانية الدولية التي زارت المركز من “فحص المهاجرين المصابين إصابات خطيرة”.
وبالتزامن مع تقرير هيومن رايتس ووتش، نشرت المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين تقريرا اكدت فيه ان المهاجرين يتعرضون “للضرب والاستغلال والترحيل القسري”.
وطالبت المفوضية السلطات المسيطرة على عدن بالسماح لها بالتحدث الى المهاجرين.
وأفادت المفوضية عن تزداد حالات الابتزاز والإتجار والترحيل وذلك نتيجة استمرار الصراع وانعدام الأمن في المحافظات الجنوبية لليمن الذي يهدد مؤسسات الدولة ويضعف سيادة القانون. ويتعرض عدد كبير للاعتقال والاحتجاز والاعتداء ومن ثم يُلقى بهم في البحر أو يُعادون قسراً من قبل المهربين نفسهم الذين أتوا بهم إلى اليمن.