هلع سعودي كبير.. توجيهات حاسمة من النظام السعودي للمواطنين وصافرات الانذار تدوي في مختلف المناطق
يمني برس – أخبار محلية
يبدو أنّ أجواء الحرب الصَّاروخيّة التي فَرَضتها حركة أنصار الله على المملكة، دفعت بسُلطات العربيّة السُّعوديّة إلى “تنويه” مُواطنيها، والمُقيمين على أراضيها، باحترام الأنظمة والتعليمات، التي تقضي بتجنُّب تصوير مواقع سُقوط شظايا الصَّواريخ، والمقذوفات، الذي يعكس وعي المواطن والمُقيم، وذلك بحسب الرِّسالة النَّصِّيّة (sms) التي وصلت لكُل المُتواجدين على أراضي بلاد الحرمين على هواتفهم المحمولة، ومُرسلها نظام شركة الاتصالات.
ويقول نص الرِّسالة الإلكترونيّة حرفيّاً كما وصل، واطّلعت “رأي اليوم” على مضمونِه الذي يقول: “أخي المُواطن، أخي المُقيم: احترامك الأنظمة والتعليمات بِتَجنُّبِك تصوير مَواقِع سُقوط شظايا الصَّواريخ والمَقذوفات، يَعكِس وعيك، ويُحقِّق الأمن والسَّلامة للجميع”.
ودرجت العادة، أن يقوم المُواطنون السُّعوديون وحتى المُقيمين على أراضيهم، بتصوير لحظات سُقوط الصَّواريخ، وشظاياها بهواتفهم النَّقّالة (الجوال)، وحتى تصدِّي الدِّفاعات الجويّة السعوديّة أمريكيّة الصُّنع لها التي تفشل أحياناً، ممّا يؤدِّي إلى سُقوط الصواريخ على رؤوس ساكِني العاصمة وغيرها من المُدن، وقد قتلت هذه الصواريخ بالفعل مُقيماً مِصريّاً مُؤخًّراً، ويتبع ذلك “التَّوثيق العفوي” بيان رسمي من حركة أنصار الله، يتبنَّى إطلاق الصَّواريخ على مدار أربع سنوات من الحرب الحازِمة.
ويرى مراقبون أنّ العربيّة السعوديّة ربّما تستطيع التحكم والسيطرة على وسائل إعلامها، بعدم بث ونشر سُقوط تلك الصَّواريخ، ولكن عصر التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، ولُجوء السُّعوديين “عفويّاً” إلى نقل الحدث الذي يجري بجانبهم، يضع السُّلطات أمام إحراج لا يُمكِّنها من إنكاره، وسقوط الصًّواريخ الحوثيّة واحد من الأمثلة، كما حادثة القصر الملكي في حي الخزامى بالرِّياض، فأمام كاميرا الهاتف المحمول، والموقع الأزرق “تويتر”، تبدو السُّلطات عاجِزة عن السًّيطرة إعلاميّاً للتعتيم، والمُحافظة على رونق هيبتها، وصُورَتِها أمام جبهتها الدًّاخليّة، تماماً كما هي عاجِزة عن إيقاف صواريخ الحوثي شِبه اليوميّة.
وفي سياقٍ مُتَّصِل بأجواء الحُرب، فبلا شك المملكة في حالة حرب، وإن كانت هي من بدأتها (عاصفة الحزم) ضِد اليمن، أبدى السُّعوديون اهتماماً واسعاً برسالة نصيّة وصلتهم بتاريخ السَّابع من الشَّهر الجاري من الدِّفاع المدني، تقول: “تذكير: تعتزم المديريّة العامّة للدِّفاع المدني القِيام بتَجرُبة إطلاق لصَافِرات الإنذار في مِنطَقة الرِّياض (الرياض،الخرج،الدرعية) والمنطقة الشرقية (جميع المحافظات) في تمام الساعة الواحدة ظهرًا يوم الخميس ٢٤/ ٨/ ١٤٣٩ه الموافق ١٠/ ٥/ ٢٠١٨، للتأكد من جاهزية المشروع، و للإحاطة جرى التنويه عنه، شاكرين تعاونكم”.
وكما هو معلوم، غابت صافِرات الإنذار عن أذهان وأسماع السعوديين، آخرها كان أيّام حرب الخليج العام 1990، وتشغيل صفّارات الإنذارات الذي تم بالفِعل (الخميس) بناءً على التنويه الذي وصل منذ ثلاثة أيّام، أعاد لمن شهد الحرب تِلك الذِّكريات، ودفع بالجيل الشاب إلى الفُضول، وإثارة الجدل، وتحديداً على مِنصَّة “تويتر”، التي ومن خلالها تصدَّر وسم “هاشتاق”: “صفارات الإنذار” الأوّل، وتم تداول مقاطع خلال سماع صوتها التجريبي.
صَفَّارات الإنذار التي جرى “التَّاكُّد” من جاهِزيَّتها الخميس، صادَفت وللمُفارقة قبلها بساعات ليلة سُقوط الصواريخ الإيرانيّة السوريّة على الجُولان المُحتل، وانطلاق صفّارات الإنذار الإسرائيليّة التي انطلقت على وقع هُروب المُستوطنين إلى الملاجِئ غير الجاهزة في دولة المفروض أنها “عُدوانيّة” وتَشُن حُروباً في المِنطقة، على عكس السعوديّة مثلاً “المُسالمة”، والتي لم يشهد جيشها وجبهتها الدَّاخليّة أيًّ حُروبٍ مُماثِلة، تستدعي التأكُّد من قبل حول جاهزيّة صَفّارات الإنذار كما جرى، وربّما حتى انعدام الملاجِئ، والتفكير بإنشائها في حال تفاقمت الأُمور أكثر.
وعبر الوسم المذكور “صفّارات الإنذار”، قال مهمل: اللهم اجعلنا لا نسمع هذه الأصوات إلا للتجربة، المقدم التلفزيوني حمد الله أنها تُطلق عندهم كتجربة، أما ترغ فأكّد أنهم ما يحتاجون الإنذار بوجود أُسود الجيش السعودي، أبو عدي أكّد أنهم جاهزون للحزب ولا يحتاجون لإنذار لذلك.
وعلى وَقع تَصاعُد التَّوتُّر بين الرِّياض وطهران، وانسحاب الولايات المتحدة الأمريكيّة من الاتِّفاق النَّووي، أثار بعض النشطاء تساؤلات، حول توقيت “التأكُّد من جاهزيّة مشروع صفّارات الإنذار عمليّاً، وتحديداً في كل من العاصمة الرياض، والشرقية بكامل مُحافظاتها كما ورد في خبر صحيفة “سبق”، ويبدو أن تبرير حالة الطَّقس الذي ترافق مع تفعيل الصفّارات، لم يكن مُقنعاً للبعض، فالسعوديّة صحراويّة، ومر عليها الكثير من العواصف الرمليّة، ولم يسمع السعوديون أي إنذار صوتي أو ما شاكل.
ودعت بعض الأصوات العاقِلة أمثال الداعية محمد الكثيري، حُكومة بلاده الكف عن العُدوان عن اليمن، ورفع يد تدخلاتها في المنطقة، وأضاف عبر حسابه يكفي عدم التبعيّة لترامب، ونحن في خير وألف عافية، ولا نحتاج إلى صفّارات، وتساءل خاتماً: متى كُنّا دولةً عدوانيّة، الصحافي صالح الحامد اتّفق مع الكثيري، وغرّد قائلاً: “إسلامنا بحاجة لصفارات، تقاليدنا، ثرواتنا، اقتصادنا، أما صواريخ اليمن، فلن يُوقِفها إلا وقف الحزم” على حَدِّ قوله.
ولاحظت “رأي اليوم” إجماع الرأي العام السعودي أو مُعظمه على الدُّعاء لتجنيب البلاد حرباً، حيث ترتبط صفّارات الإنذار دائماً بشن الحُروب، أو نواياها المُبيّتة، وهو أمر تمنّى أهل الحرمين أي سماع الإنذارات تدوي في بلادهم للتجربة فقط.
وكان حساب “أخبار السعودية” المُوثَّق، والذي يُتابعه الآلاف من السُّعوديين، قد أثار وقلقهم، وحتى خوفهم، حيث نشر الحِساب تغريدة حول التعليمات الواجِب اتباعها عند سماع صفّارات الإنذار، وقسّمها إلى ثلاث نغمات، الأولى نغمة ثابتة 60 ثانية وفيها يجب الذهاب إلى أقرب مخبأ، والابتعاد عن الأماكن المُعرَّضة للغارات أو القصف الجوي، ومُتابعة الاستماع إلى المذياع لأخذ التعليمات من الدِّفاع المدني.
أمّا النغمة الثانية 60 ثانية مموجة، لبس القناع المزود ضد الغازات السَّامّة، ثم المُكوث في المخبأ، وثم متابعة المذياع أو التلفاز لأخذ التعليمات، النغمة الثالثة 30 ثانية، وهي نغمة زوال الخطر، لا تخلع البذلة، ولا تخرج من المخبأ، وتابع الاستماع إلى المذياع أو التلفاز لأخذ التعليمات، وقد علّق مجموعة من المُغرِّدين بالقول أمثال لولوة ومنصور القحطاني، أنّ هذه حالة تهيئة لحربٍ قادِمة، قليلة المُؤن، وطويلة الأمد، وكثيرة المخاطر، تبدأ بالصَّفّارات، وتنتهي بالقصف والغارات.