السيد نصر الله: السعودية غاضبة وتعطل الحوار في سورية.. وعنادها بلا أفق….
يمني برس – متابعات :
قال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الاقليمية الغاضبة جداً من مجريات الأحداث في سوريا، وأضاف “المنطقة لا تستطيع ان تبقى مشتعلة لان هناك دولة غاضبة.. تريد تعطيل الحوار وتأجيل جنيف 2”.
وأضاف السيد حسن نصر الله في كلمة القاها اليوم بمناسبة الاحتفال بالذكرى 25 لتأسيس مستشفى الرسول الأعظم (ص) الذي أقيم في قاعة “مدارس الامام المهدي، واستعرض سلسلة من المواقف فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة على الساحتين اللبنانية والاقليمية.
وتحدث عن السعودية فقال إنها “استقطبت عشرات الالاف من المقاتلين من كل انحاء العالم، ومونتهم بسلاح وتموين و30 مليار دولار حتى الان”, ومارست التحريض عبر وسائل اعلامها وقدمت ضمن المحور المعادي لسورية كل الامكانات لاسقاط سورية ولم تستطع.
وأضاف أن هؤلاء خططوا جيداً وفشلت مخططاتهم، وكانت النتيجة فشل الجبهة الداخلية والاقليمية والدولية التي عملت على اسقاط النظام في سورية.
ثم تابع : “كل من يعارض الحل السياسي في سورية يشربون من بئر واحد، ومن يعارض الحل يريد المزيد من الخراب على سورية وكل دول المنطقة وعلى فلسطين وقضية فلسطين”، وتوجه سماحته بالقول: “العناد بلا أفق على الاطلاق، واغتنام فكرة الحوار الحالي فرصة لكم، لان الزمن الآتي ليس لمصلحتكم على الصعيد السياسي والميداني”.
كما تحدث سماحته عن أن فريقاً في لبنان عطل كل شيء بانتظار سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وهناك من لا يريد العودة إلى بيروت إلا عبر مطار دمشق. وأضاف أن ما يجري في سورية يؤثر مباشرة على لبنان. وأردف أن اللبنانيين ملوا من تبادل الاتهامات بالتعطيل، وهم اليوم أدرى بمن يُعطل جلسات المؤسسات الدستورية لا سيما الجلسات النيابية وتشكيل حكومة جديدة.
وأوضح أن الانجازات التي يحققها الجيش السوري على أرض الميدان، اضافة إلى تبدل المزاجين السوري والعربي بسبب ما ارتكبته المجموعات المسلحة، وتفكك المحور المعادي لسورية على خلفية ما شهدته مصر، وسقوط فرضية العدوان العسكري على سورية، أوصلت العالم لخلاصة مفادها أن لا حل عسكري في سورية.
“الحل المقبول والمتاح في سورية هو الحل السياسي، والطريق المتاح للحل هو الحوار بدون شروط مسبقة”، وهذا ما يجب أن تدفع نحوه كل شعوب المنطقة المتأثرة حكماً بالأزمة، بحسب كلام السيد نصر الله.
وفي حين، تحدث سماحته عن ضرورة استفادة من في المنطقة من الأفق المفتوح لمعالجة الجراح السورية، أضاف: “كل الذين تخفق قلوبهم للشعب السوري ويتألمون للجراح يجب أن يوجهوا اصابع الاتهام الى كل من يعيق الحل السياسي، وهم مكشوفون ومعروفون”.
من يريد العودة لبيروت عبر مطار دمشق فليبق حيث هو
وعن انعكاسات الأزمة السورية على لبنان، قال السيد نصر الله هناك فريق في لبنان عطل كل شيء بانتظار سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وهناك من لا يريد العودة إلى بيروت إلا عبر مطار دمشق. وأردف أن اللبنانيين ملوا من تبادل الاتهامات بالتعطيل، وهم اليوم أدرى بمن يُعطل جلسات المؤسسات الدستورية لا سيما الجلسات النيابية وتشكيل حكومة جديدة.
وقال سماحته: من يريد العودة من مطار دمشق فليبقَ حيث هو، فـ” مطار الشهيد رفيق الحريري يرحب بجميع القادمين إلى لبنان”.
وتوجه لفريق 14 آذار ومن ضمنه تيار المستقبل بالقول: “سقطت رهاناتكم على سورية”، داعياً الفريق إلى عدم الانتظار والتأخير، لأن من شأن ذلك أن يعزز ظروف وموقعية الفريق الآخر في لبنان. وقال إنه ينبغي العودة الى الواقع اللبناني حيث كل الملفات عالقة.
وأضاف أن فريق 14 آذار يعتبر بأن المدخل لإنهاء التعطيل هو تشكيل حكومة، “ونحن قبلنا ـ9-9-6 وهم لم يقبلوا”. ثم تابع أن هناك فرضيتين للوضع القائم في لبنان: الأولى، مفادها إما أن يستمر التعطيل ويُشل البلد وتضيع الدولة والناس، والثانية أن يتواضع فريق 14 آذار، “ونحن تواضعنا عندما قبلنا بـ9-9-6 لانها اقل من حجمنا السياسي”، ليتم تشكيل الحكومة.
ثم تساءل سماحته: “إذا لم يكن هناك امكانية تأليف حكومة هل يجوز ولاعتبارات غير دستورية تعطيل مجلس النواب، وفريق 14 اذار يعترفون لبعضهم البعض ان جلسات مجلس النواب دستورية، ولماذا تعطيل الحكومة وهناك مواضيع تحتاج لمتابعة والاغلبية الساحقة من الوزراء مواقفة على عقد جلسة للحكومة لبحث ملف النفط وملف الاحداث الامنية في طرابلس”.
وعن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان تساءل السيد نصر الله: “لماذا ميقاتي متردد لعقد جلسة حكومية؟ وهناك ضغط سياسي كبير منذ ان استقال ميقاتي، وليت الذين استقال من اجلهم ميقاتي يحترمونه، ها هم يهاجمونه كل يوم”. وأضاف أن هناك ضغط يُمارس على ميقاتي من قبل تيار المستقبل والسعودية علماً أن هناك ملفان لا يحتملان التأجيل وهما ملفي النفط والأمن.
طرابلس: الحل يكمن في استدعاء الجيش والدولة
وعما تشهده طرابلس من اشتباكات دموية، اعتبر سماحته أن الأوضاع تستلزم وجود إرادة سياسية وقرار حاسم بأن يتسلم الجيش اللبناني إلى جانب القوى الأمنية الأمور هناك.. قائلاً إن الحل يكمن في استدعاء الجيش والدولة لا داعش وجبهة النصرة.
وتساءل سماحته : أين قدمت هذه المجموعات أمناً للمنطاق التي تواجت فيها؟ لافتاً إلى أن في ما تشهده سورية افضل عبرة.
وطالب سماحته الفعاليات الدينية في كل من جبل محسن وباب التبانة بأن يصدروا فتاوى تحرم قتال الجيش والتعرض له .
وأردف أن الدولة تعرف الكثير عن الشبكات التي تعمل على تفجير الوضع في لبنان، ولكنها لم تحرك ساكناً، مشدداً على ضرورة أن يجتمع مجلس الوزارء ويصدر اوامره الحاسمة لمنع التفجير قبل وقوعه، لا الاكتفاء بمحاولة المحاسبة بعد حصول الجريمة.
“شعوب المنطقة كلهم مهددون، وفي لبنان الكل مهدد أياً كان دينه أو مذهبته أو طائفته، لذلك علينا التفكير في كيفية انقاذ هذا الوطن”، قال سماحته.
قضية “مخطوفي اعزاز” تفتح قضية الامام الصدر وكل من لهم وضع مشابه
وعلى صعيد آخر، بارك سماحة الأمين العام لمحرري اعزاز الخواتيم الطيبة التي انتهت بها قضيتهم، شاكراً كل من ساهم بوصول القضية إلى هذه النهايات. وأضاف: “هذه النهاية الطيبة لقضية مخطوفي اعزاز يثير فينا المسؤولية اتجاه كل من لهم وضع مشابه.. ومن ضمنها قضية المطرانين المخطوفين في سورية وكذلك كل اللبنانيين المختطفين في سورية ومنهم السيد حسان المقداد وغيره من اللبنانيين من عدة مناطق وصولا الى المصور اللبناني سمير كساب”.
“عند عودة المخطوفين في اعزاز تحضرنا ذكرى وقضية الامام المغيب السيد موسى صدر وأخويه المفقودين الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين”، قال السيد نصر الله. وأشار إلى أن قضية الامام الصدر ورفيقيه هي قضية وطنية بامتياز، ولذلك فعلى الدولة أن تتحرك دون ان تكتفي بالجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري ووزير الخارجية عدنان منصور، بل يجب متابعة القضية بشكل جاد مع السلطات الليبية.
وأوضح بأن حزب الله تابع قضية الامام الصدر مع الإيرانيين، ثم تابع بأن هناك شخصين هما هناك عبدالله السنوسي الموجود في سجون ليبيا، والآخر موسى كوسى والذي يتجول في فنادق العواصم العربية، كلاهما عملا في المخابرات الليبية، وهما يعرفان مكان احتجاز الامام الصدر. ولفت إلى أن السلطات الليبية تحول دون التحقيق مع السنوسي حول هذه القضية، كما أن دولة تدعي صداقتها بلبنان تستضيف كوسى ولا تسأله عن القضية.
كما أكد على ضرورة فتح كل الملفات العالقة سواء مع العدو الصهيوني أو مع الشقيق السوري، لافتاً إلى قضية المفقودين ابان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 والأسرى ممن لازال مصيرهم مجهولاً اضافة إلى ملف الدبلوماسيين الايرانيين الأربعة، والتي يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الاسرائيلي.
وقال السيد نصر الله إنه ينبغي تشكيل إطار جاد لمتابعة الملفات العالقة مع سورية، مؤكداً بان القيادة السورية جاهزة للوصول إلى نهاية طيبة فيما يتعلق بهذه الملفات.
ورأى سماحته أن انهاء ملف “مخطوفي اعزاز” يبرهن عن ان هناك دولة تحترم مواطنيها بغض النظر عن التقصيرات التي جرت، ورغم كل الخلافات المزايدات السياسية. ولفت إلى أن رفض المقاومة ترك الأسرى ورفات الشهداء للعدو كان للتأكيد على أننا بلد يحترم نفسه.
” كنا دائما نحمل همّ الاخوة المختطفين في اعزاز”، ولكن منذ اليوم الأول تبين أن هناك أمر غير واضح ولذلك كان قرار الحزب بعدم العمل في العلن، قال السيد نصر الله. ودعا القضاء اللبناني الى فتح ملف كامل عن هذه القضية لمعرفة الحقيقة كاملة في هذه القضية لأخذ العبرة ولاسقاط الاقنعة اذا كان هناك من اقنعة او خداع.
مستشفى الرسول (ص) احدى مؤسسات المقاومة التي واكبت جهادها
وكان السيد نصر الله بدأ حديث عن الذكرى 25 لتأسيس مستشفى الرسول الأعظم، فعبّر عن اعتزاز المقاومين بما قدمه الأخوة في المستشفى منذ التأسيس وحتى اليوم، مشيداً بحضورها الدائم في كل المراحل الصعبة.
وقال سماحته إن المؤسسة هي احدى مؤسسات المقاومة التي واكبت جهادها وجراحها وآلام الجرحى طوال كل سنوات المقاومة”، التي كانت “وفية لتوجيهات سيد المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي فهي كانت ولا تزال تخدم الناس بأشفار العيون”.
كما حيّا أمين عام حزب الله في كلمته مؤسس مستشفى الرسول (ص) العلامة السيد عيسى الطبطبائي، ومن بين العاملين فيها خصّ سماحته ” الأخ المجاهد والجريح والشهيد الحي الدكتور ابراهيم عطوي حبيب المقاومة وطبيب المقاومة”، كما وصفه.
المصدر .. موقع قناة المنار الفضائية ..