ابعاد وخلفيات التصعيد الأمريكي الجديد في الساحل الغربي لليمن !
1٬025
يمني برس – جمال محمد الأشول
لم تستطيع أمريكا و كل الحواسيب الاميركية ان تفهم ان إرادة تمسك الشعب اليمني بحقوقهم وارضهم ، معطوفة على إرادة القتال من اجل تلك الحقوق يمكن ان تتصدى وتفشل اعتى القوى و اخطرها ، وظلت اميركا تكابر منذ اكثر من ثلاثة اعوام من بدء العدوان على اليمن وافشال جميع خططها والحاق الحلف الصهواميركي سعودي الهزائم تلو الهزائم على يد اليمنيين ،حيث كان الشعب اليمني يبدع في المواجهة كلما ابتدعت اميركا خطة عدوان جديدة ، وكانت المفاجأة الكبرى التي اذهلت اميركا وجعلتها اليوم في حال من الارباك و التخبط العميق ، مفاجأة المواجهة في اليمن .حيث ان الشعب اليمني بجيشة ولجانه وقيادته الحكيمة الذي كادت له اميركا كل كيدها والذي كان بالحسابات الأميركية محتم التفكك و السقوط ، هذا الشعب لم يكتف بالصمود الدفاعي والثبات في الميدان فحسب بل بناء جيش وقوة صاروخية في موقع يؤكد ان الشعب اليمني يمتلك ترسانة توازي ترسانة معسكر العدوان .
تصورت اميركا ان كل اخفاقاتها طيلة ثلاثة اعوام يمكن ان تعالج وتعوض في الحرب الكونية على اليمن ، و تصورت اميركا ان تحالفا او تجمعا دوليا من 17 دولة يقف خلفها من شأنه ان يلقي الرعب في النفس اليمنية ، لكن كل الاحلام و الظنون و التصورات الأميركية تكسرت عند اقدام الجيش اليمني واللجان الشعبية بكل وحداتهما الصاروخية والدفاعية والبحرية .
وكلما أمعن العدوان في جرائمه تظهر مفاجآت عسكرية جديدة تشكل صدمة تصعق أميركا، لأنها هذه المرة دفعت الى موقع بات عليها ان تقتنع فيه ان اسقاط اليمن الذي عجزت عن احداثه خلال اكثر من ثلاث سنوات ، سيكون أكثر صعوبة الان مع قدرات الجيش واللجان الشعبية المتطورة .
لذا تحاول تنفيذ خطتها الجديدة عبر التصعيد العسكري عبر وتمويل وتنفيذ واشراف وتحريك قوات تحالف العدوان في تصعيد عسكري كبير على الساحل الغربي لليمن والمناطق المطلة على مضيق باب المندب ، يطرح السؤال بحثاً عن خلفية هذا التصعيد وما يرمي اليه الآن وبهذا الزخم الذي قد يكون شبه مفاجئ.
وأول ما يقع الباحث عليه في الشأن هو أن أمريكا تقف وراء هذا التصعيد وتمد القوات التابعة لتحالف العدوان بكل ما يلزم في تحركهم وقتالهم بدءاً بالتخطيط والتدريب وصولاً إلى التجهيز والتنفيذ ، مروراً بكل ما له صلة بالشأن الاستخباري والاستعلامي في الميدان. فأمريكا كما توضح الصورة الميدانية تقف بشكل كلي تحت ذريعة حماية الملاحة البحرية الدولية وهنا ينقلب السؤال ليطرح بصيغة أخرى: لماذا كثفت أمريكا تدخلها المباشر في هذه الفترة وبشكل يتقدم عن مستويات تدخلها السابق الذي لم ينقطع أصلاً منذ بدء العدوان على اليمن منوهين أن السعودية والإمارات كانت ومازالت أداة رئيسة لأمريكا في التنفيذ.
وللإجابة نرى أن هناك سبيين دفع أمريكا للتصعيد العسكري وهي:
الأول متصل بالميدان اليمني مباشرة وخاصة لجهة تراجع وهزائم قوات تحالف العدوان أمام الإنجازات العسكرية المهمة التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية بدءاً من نهم إلى جبهات ما وراء الحدود ، مروراً إلى جبهات الجوف ، ووصولاً إلى الساحل الغربي وتحقيق انجازات عسكرية كبيرة فيها وتكبيد قوات تحالف العدوان خسائر كبيرة الأمر الذي انتاب أمريكا شعور ببدء تلاشي التأثير في الميدان اليمني. ما يعني تلاشي احلام واطماع البيت الابيض في البحر الأحمر .
الثاني متصل بالأطماع الأمريكية الإسرائيلية ، بالسيطرة على البحار والمضائق في البحر الأحمر والبحر العربي بشكل كلي، بدأ بالتخطيط عملياً لإحكام السيطرة على باب المندب انطلاقاً من السيطرة على معسكر العمري الواقع شرق مدينة ذوباب، والذي يبعد 10 كيلومترات عن مركز مديرية باب المندب، لما يمثل من اهمية استراتيجية كبيرة ويربط بين أربع مديريات تابعة لمحافظة تعز، هي: باب المندب وذوباب والوازعية والمخا، وهو محاطٌ بمرتفعات جبلية من اتجاهات الشمال والجنوب والشرق ، وتعزيز سيطرتها عبر انشاء قاعدة عسكرية في معسكر ، ينبع من مرتكزين أساسيين هما :
الأول ) الموقع الجغرافي المهم لليمن، سيما البحري كمضيق باب المندب والجزر في البحر الأحمر المشرفة على ممرات الملاحة الدولية وكذلك ما تمتلك من مناطق وجزر اسْتراتيجية ممتدة بين شرق البحر المتوسط وغرب المحيط الهادي وحتى الخليج العربي وتمتد بين قارات ثلاث قرب اليمن وكون البحر الأحمر يمثّلُ أقصرَ الطرق للمواصلات التجارية والعسكرية .
فقامت بالسيطرة على جزيرة سقطرى التي تحاول واشنطن التواجد فيها عبر الإمارات أو السعودية وانشاء قاعدة عسكرية تطلق عليها قاعدة (دييغو غارسيا ) للسيطرة على المحيط الهندي، بهدف التحكم بمسار التجارة العالمية وحماية إسرائيل ومصالحها وضمان تحرك الكيان الصهيوني فيه بسهوله .
الثاني ) نهب الثروات المهولة التي يمتلكها اليمن منها المخزون النفط العالمي
لهذه الأسباب الرئيسية بالهدف من العدوان على اليمن قامت امريكا بالعدوان على اليمن وتقوم حالياً بالتصعيد على الساحل الغربي بكل ما يمكن أن تلقيه من ثقل في الميدان قاصدة العودة إلى اليمن للهيمنة على اليمن مجدداً بتداخل مباشر بعد فشل ادواتها السعودية والإمارات التي اسندت اليها مهمة التنفيذ. الخطة التي تصدت وتتصدى قوات الجيش واللجان الشعبية لها ، وستفشل بفضل الله خطتها الجديدة ليثبت من جديد أن القوى المدافعة في اليمن قادرة على التصدي وإفشال العدوان كما أفشلت الخطط السابقة .