الخلافات بين مشاريع المكونات السياسية تحقق أهداف وأطماع السعودية في اليمن
638
يمني برس|
قبل أيام خرج علينا السفير السعودي محمد آل جابر بروايته حول كيفية مغادرة الجنرال علي محسن الاحمر صنعاء؟ والتي تضرب موقع الجنرال وتقلل من شإنه وكأعلان سعودي عن تجميد أو التخلص من الجنرال أو تحجيمه.
هاهو مرة أخرى السفير السعودي نفسه يزور محافظة مارب ويتعامل كحاكم متوج يجتمع بقيادة السلطات المحلية ويجتمع بالقيادات العسكرية ماصرح به هذا السفير عن الزيارة أنه أفتتح مطار مأرب الإقليمي واواواواوا ؟؟
الجدير بالذكر بآن محافظة مأرب تمثل أهم المحافظات الرئيسية للجنرال الاحمر حتى أنها تعتبر أحد أهم المعاقل الرئيسية له ومن أهم المحافظات المهمة في إستراتيجية الجنرال العسكرية والسياسية وأيضا حزب الإصلاح واواوا.،
هذه التصرفات السعودية تعطي الأنطباع لأي متابع أن هناك إطمئنان سعودي لمجريات الازمة والحرب في اليمن وأنها هي من تمتلك كل أوراقها وهي من تحدد عدد اللاعبين في هذه الحرب والخطوط الجغرافية لخطوط التماس العسكري في الميدان بين المتقاتلين وهي من تقرر وضع هذه الخطوط في الجبهات سواء كانت ساكنة وثابتة لأتتحرك أو متحركه ومتغيرة بمعني أنها هي من تقرر التصعيد فيها وتحريك خطوط التماس في هذه الجبهات وحدوث تقدمات وخروقات عسكرية لهذا اللاعب أو الطرف أو لهذا الطرف الأخر وحتى لو كانوا هولاء الاطراف المتقاتلة في الداخل اليمني على علاقة حميمية معها أو معادية لها.
ومهما كانت هذه االتحليلات والتوقعات يبقى السؤول الملح ماهي الرسائل الحقيقية الذي أراد السفير السعودي أن يوصلها الى الأطراف الداخلية والخارجية من هذه الزيارة ؟
طبعاً تأتي زيارة السفير لمحافظة مأرب بالتزامن مع إستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لهادي وكأن السعودين برأي يقولون أننا لأ نستهدف قيادة الشرعية وإنما هي موجهة ضد الجنرال على محسن الاحمر وحلفائة ولكي ينطلي خطواتها على الراي العام وتمحي الصورة التي تعمقت لديهم على عملية إحتجاز هادي والتحكم بتحركاته وقراراته.
الخلاصة أن السعوديون يجمعون كل الأوراق بأيدهم وهم من يستخدمون كل الأطراف المتصارعه لخدمة مشروعهم .. السعودية هي من تحفظ التوازن العسكري والميداني بينهم وهي من تقرر حجم وقوة وإنتشار كل طرف من الأطراف المتقاتلة في اليمن بدون إستثناء والطرف الذي يتخطى قوته وإنتشاره وحجمه عن ماهو مرسوم له من السعودية تقوم بضربه وإضعافة وتقليص قوته وحجمه وإنتشاره لكي تعيده لحجمه وليكون دوره فقط وفق ما هو مرسوم له من قبلها.
بمعنى أوضح أن السعودية لن تسمح بسقوط أي قوة أو أي طرف داخلي من أطراف الصراع اليمني (وحتى لوكانت حركة أنصار الله أو المجلس الانتقالي الجنوبي وغيرهم ) وخاصة اذا كانوا كل هذه القوى والأطراف تحمل مشاريع ضيقة (طائفية أو مناطقية أو مذهبية أو سلالية أو أسرية) ومختلف عليها من قبل كل فئات الشعب اليمني ولاتحضى منطلقاتها ومشاريعها بإجماع من قبل الشعب اليمني وتهدف فقط لاقامة دويلات لهم على جزء معين من الجمهورية اليمنية أو تحقق مصالحهم في السلطة والحكم وهي ما تبقي المشاكل والأختلافات والأنقسامات مستمرة بين أبناء الشعب اليمني لكي تمرر السعودية أهدافها وأطماعها وطموحاتها في اليمن.
لذلك لن ترضى السعودية بهزيمه ساحقة ماحقة تخرج منه أي قوى أو طرف منخرط بالحرب نهائياً من المعادلة السياسية والعسكرية التي تحاول بنائها في اليمن حتى تصل إلى صيغة حكم بين هولاء من مراكز القوى لتحكم وتتحكم باليمن كما فعلت في السابق ولأن وجودهم يخدمها بصورة مهمة وضرورية.
وفي المقابل يعلم جيداً كل طرف من هولاء الأطراف أنه لن ينجح بإقامة مشروعه أو دولته الخاص به إلا بموافقة ورضى السعودية لأنها إذا لم يقتنع بذلك ستستخدم ضدة بقية الأطراف لضربه وسحقة لأن مشروعه مختلف عليه ولأيلقى قبول من بقية المكونات والشعب اليمني وبالتالي سيناصبونه العداء ..
لذلك كل هذه الأطراف المتصارعه بدون إستثناء سيعملون على إرضاء السعودية بأي شكل من الاشكال وبالتحالف معها من فوق الطاولة أو من تحت الطاولة لكي يضمنون قيام والأعتراف بمشاريعهم أو دويلاتهم أو يكون لهم حصة في السلطة والحكم في أي تسوية تتم.
بقي أن نقول أن السعودية والإمارات ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل لن يلاقوا أي فرصة مهيئة لهم أكثر من هذة الفرصة في تنفيذ وتحقيق طموحاتهم وأطماعهم في المهرة أو حضرموت وعدن وسقطرى ومأرب والجوف وفي جزر البحر الاحمر وباب المندب وغيرها والذي كانوا يحلمون بتحقيقيها منذ عشرات السنين السابقة .. هذه فرصتهم الكبيرة واليمن مشتت وممزق وضعيف ومدمر والخلافات مشتعلة بين اليمنين والفرصة مواتية لفدرلته كمرحلة إنتقالية وتقسيمة ..
السعودية في هذا العدوان والحرب على اليمن براي ضمنت أمنها من جانب اليمن لعشرات السنين القادمة لأنه لأ توجد أي قوة أو قيادة الأن أو في المنظور القريب أو المتوسط قادرة على توحيد اليمن وشعبه وبناء جيش قوي وموحد ليس مبني على أي عقيدة طائفية أو مناطقية أو مذهبية أو سلالية وقادرة على بناء مؤسسات دولة محايدة وضامنة للأمن وحقوق كل الشعب اليمني بدون تميز وتحضى بدعم وإجماع شعبي في كل محافظات الوطن ..
لاتوجد قوة وقيادة تملك مشروع وطني تنصهر فيها كل الخلافات والمشاريع المذهبية والمناطقية والطائفية والسلالية ولاتؤمن الأ بيمن موحد ودوله وأحده قوية وحرة ومستقله وهو ماعملت السعودية منذ عشرات السنين على عدم ضهور هذه القيادة وهذه القوة والقيام بعملية تصفية وسحق وإسقاط أي قوة أولاً بأول من هذا القبيل كما فعلت في السابق مع تجربة الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي الله يرحمة وكل قيادته وقوته ومشروعه.