حتى ساعات الصباح الاولى كنت اراقب وسائل اعلام دول العدوان.. تراجع الاندفاع الكبير والحديث عن الانتصارات الذي استمر طوال الثمانية والاربعين الساعة الماضية ، واقع الجيش واللجان الشعبية في الميدان اقوى من رياح الاعلام التي نفخت الاوهام في الفضاء الافتراضي، في الساعات التالية انتقل الاعلام الرسمي للسعودية والامارات من موقع الهجوم والترويج للانتصارات الاستباقية الى محاولة التغطية على الواقع النقيض لما رسموه وبدأ الحديث عن بطئ في التقدم نتيجة الالغام التي زرعها ”الانقلابيون” بالإضافة الى الاستفاضة في عرض تقارير عن اعمال الاغاثة والاستعدادات المزعومة لدول العدوان في هذا المجال .
محاولة التكتم الاماراتية على العملية النوعية التي استهدفت احدى البارجات الحربية لم تجد نفعا ، كما ان الاعتراف الاماراتي الخجول بالإعلان عن مقتل اربعة جنود لم يجيب على السؤال الكبير لدى الراي العام حول الحقيقة في الميدان ، لتأتي بعد ذلك الاخبار من واشنطن حيث اكدت القناة الامريكية الاولى cnn نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية اصابة وتدمير البارجة الاماراتية في البحر الاحمر صباح الاربعاء.
في الضفة الاخرى من ساحة المعركة كان السفير الامريكي لدى صنعاء ماثيو تولر يزور قيادات حزب الاصلاح في محافظة مأرب ، الهدف الدفع بالجبهات في مارب والجوف ليتزامن التصعيد في هذه المناطق مع الهجوم الامريكي الاماراتي على مدينة الحديدة فكان الرد من قبل الجيش واللجان الشعبية صاعقا حيث تم السيطرة في محافظة الجوف على مديرية المتون في خسارة كبيرة لمليشيات حزب الاصلاح في هذه المحافظة ، وفي نهم والبيضاء وصرواح وتعز حقق المجاهدون تقدما نوعيا وانتزعوا مواقع مهمة من المرتزقة ولا يزال ابطال الجيش واللجان هم اصحاب المبادرة في كل هذه الجبهات المشتعلة..
بالتزامن مع وصول هادي الى ابوظبي بدأت الجولة الثانية من التصعيد الامريكي الاماراتي في الحديدة ونفذت زحوفات صوب الدريهمي والفازة ولكنها تراجعت سريعا امام الضربات القوية لأبطال الجيش واللجان الشعبية لينجلي غبار المعركة على انتكاسة مبكرة لما يسمى “عملية النصر الذهبي” وعوضا عن التقدم لقوات المرتزقة توج المجاهدون انجازاتهم الميدانية في الحديدة بالسيطرة شبه الكاملة على مديرية حيس جنوبا ما يعني اطباق الحصار المحكم على ارتال العدو المتقدمة في الشريط الساحلي شمالا .
سياسيا وامام هذا الوضع الميداني تعالت اصوات التحذيرات الغربية “المخادعة” من مخاطر المغامرة في الساحل الغربي، اما الادارة الامريكية فيتضح انها قرأت افق المعركة مبكرا وبناء على ذلك حرصت على البراءة “الاعلامية” من معركة الحديدة والحديث عنها باعتبارها معركة اماراتية خاصة ، التنصل الامريكي خلق حالة من الارباك واثار القلق لدى القيادة الاماراتية التي تدرك انها في مأزق ولا قدرة لها وحيدة على تحمل التبعات الانسانية وكذلك الفشل العسكري فكان قرار استقبال هادي والدفع به ليكون هو في واجهة معركة الساحل وبعد ساعات من استقبال محمد بن زايد المفاجئ لهادي ، سمحت الامارات لما يسمى بالرئيس الشرعي لزيارة عدن وفور وصوله بادر الى دعوة ما اسماه التحالف والجيش الواطي للبدء في تحرير الحديدة كما تمت الاشارة سابقا ..
بعد اتضاح افق الفشل لعملية ما يسمى بالنصر الذهبي عبرت الامم المتحدة ومبعوثها عن قلقهم وبريطانيا دعت لعقد جلسة طارئة لمجلس الامن وقبل ساعات الخارجية الروسية تحذر من تداعيات الحرب في الحديدة .. كل هذه المواقف تصاعدت عقب الانتكاسة الجديدة لدول العدوان في الساحل الغربي وبالأخص بعد الضربة المباشرة لأحدى البارجات البحرية واحراقها وقتل اعداد ممكن كانوا على متنها وكذا تدمير سلاح وعتاد من ضمنه طائرة اباتشي كانت على متن السفينة بحسب معلومات الاجهزة الاستخبارية التابعة للجيش واللجان الشعبية
وكانت القوات البحرية وخفر السواحل اليمنية جددت عزمها على استهداف كل سفن وبارجات العدوان التي تهدد السيادة البحرية لليمن ودعت في بيان وزعته في وقت متأخر يوم امس السفن المدنية للالتزام بالقانون البحري الدولي والابتعاد مسافة عشرين ميل عن الأماكن المشتعلة وحمل البيان دول العدوان خاصة امريكا مسؤولية تهديد امن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ..
ملاحظة : بعد اكمال كتابة هذا التقرير مغرب الخميس 14 يونيو كانت قناة المسيرة تعرض مشاهد للإعلام الحربي يوثق عمليات عسكرية انجز فيها المجاهدين اقتحام وتطهير سلسلة جبال النار قبالة جيزان ومشاهد اخرى لتقدم الجيش واللجان الشبية في منطقة المهاشمة بمحافظة الجوف حيث تم السيطرة على مواقع تابعة لحزب الاصلاح ودول العدوان في مديرية خب والشعب وسقط قتلى واسرى بين المرتزقة كما حص المجاهدين على غنائم وعتاد عسكري متنوع خلفه المهزومون في المعركة.