تحت وطأة الاحداث المتسارعة والمتراكمة في معارك الساحل الغربي بدأت الحقائق المتوقعة تطفو على سطح هذا الصفيح الساخن ومنها ان الامارات التي تقود حملة عسكرية لمهاجمة الحديدة قد تقترب يوما بعد اخر على الارتطام بالهزيمة الماحقة والمتوقعة في معركة الحديدة التي خرجت عن سيطرتها في ساعتها الاولى والتي تكللت بتعرضها لضربة قاصمة من قبل القوات البحرية اليمنية التي باغتتها بتدمير احدى بارجاتها بصاروخين بحريين كضربة استباقية وتحذيرية لموجه من الضربات القادمة التي ستكون مفاجئة وتستهدف المقتل.
وفي ذات الوتيرة ومع بلوغ عمر معركة الحديدة يومها السادس نفذت قوات الجيش واللجان الشعبية عملية تكتيكية واستراتيجية ادت الى قطع خطوط الإمدادات بشكل كامل بمنطقه الجاح والفازة والنخيلة عن قوات مرتزقه الامارات المتمددة في مديرية الدريهمي لليوم الثالث على التوالي ومازالت الى اللحظة وهو ادى الى اصابت هذه القوات بالشلل والانهيار التدريجي وبالتالي فهذا الصعيد قد عكس مدى هشاشة هذه القوات ومشروع الامارات للسيطرة على الحديدة الذي اقتراب بشكل كبير من الفشل والانهيار المؤكد وهو ما تقوله اخر مستجدات احداث معركة الحديدة والساحل الاخيرة، لذا فكما هو متوقع للكثير من المراقبين فان مسألة حسم معركة الحديدة لصالح الامارات يعتبر ضربا من المستحيل ولا سبيل لذلك الحسم مهما امتلكته من امكانات او زادت في ذلك امد المعركة..
وبمناسبة خيار اطالة المعركة فان الامر لم يعد هينا على الاطلاق لاستمرار الامارات في اطالة هذه الحرب لأسباب متعددة ابرزها ان قواتها التي تعتمد عليها كليا في التقدم اصبحت محاصرة تماما في مديرية الدريهمي ولا تستطيع لا التقدم ولا العودة فمن الثلاث الجهات تتموضع القوات الضاربة من الجيش واللجان الشعبية التي تعمل على استنزافها بشكل يومي ومستمر، وبالتالي لقد فهي اي (الامارات ) وحلفاءها قد ارغمت على احداث تغيير طريقتها بالحرب خلال ال24 ساعة الماضية لتعتمد حاليا على الطيران الحربي والمروحي بشكل كامل لحماية من تبقى من مرتزقتها وقواتها المحاصرة وفي الوقت عينه تحاول ان تدفعهم بغطاء جوي كبير جدا الى التقدم صوب مطار الحديدة مجددا من اجل السيطرة عليه ولوكان ذلك لبعض الوقت << للكسب الاعلامي فقط>> فهي تعلم ان قواتها المحاصرة دخلت موتا سريريا والمسألة اصبحت وقت لتنهار عن اخرها اما قتلا او اسرا لذلك فهي تحاول اليوم ان تستفيد منهم ولو في انجاز السيطرة على المطار.. وللعلم انها قد عززت في هذا الصدد زيارة المبعوث الاممي المشبوهة الى اليمن مارتن غريفث ليحاول اقناع انصار الله بفك الحصار عن تلك القوات ودفعهم نحو تسليم ميناء ومدينة الحديدة ..
بالأخير لا يسعنا القول سوى ان الامارات في تخوم الفشل العسكري المحتوم وان تحركاتها الحالية والمستقبلية اصبحت مفضوحة ولن تزيدها الا غرقا وانتحارا وخسائر لم يسبق لها مثيل فهي دخلت معركة لم تكن اهلا لها تطلب من خلالها ما هو مستحيل لذا لا خيار امامها سوى العودة والخروج من هذا المعترك المكلف والمجهد ماليا وعسكريا وسياسيا واما ان تركب رأسها وتستمر في ضربه بصخور الحديدة..