إعلام القوى التقليدية وقاعدة ” يلبسون الحق بالباطل “
يمني برس _ بقلم / أحمد يحيى الديلمي :
قد ينخدع الكثير (من قاصري الوعي والفهم الحقيقي لمجريات ما يحدث ) عندما تسٌاق إليهم الكثير من الأكاذيب والافتراءات على أنها حقائق وأحداث حصلت في الواقع ، وذلك عبر وسائل الإعلام المأجورة التي لا هم لها إلا قلب الحقائق رأساً على عقب وصولاً إلى التحريض وتأليب الرأي العام ضد طرفٍ ما في قضيةٍ ما ، ولعل ماحدث بالأمس في سوريا من تضليل وتجهيل للرأي العام وصل إلى حد الإستحمار والإستغفال لخير شاهد ودليل وهو السيناريو نفسه الذي أمست تمارسه هذه الأبواق الإعلامية التي تستخدمها حالياً بعض القوى التقليدية والأدوات الخارجية التابعة لأمريكا لتضليل وتحريض الناس عند تناولها لقضية دماج وحقيقة ما يحدث فيها بأسلوب دغدغة العواطف ( ضربني وبكى سبقني وأشتكى ) ،بحيث يصبح المعتدي هوالضحية والمعتدى عليه هوالإرهابي والقاتل البادئ بالقتل وذلك سعياً إلى إثارة فتنة مذهبية ، والعمل على تهميش وعي الناس وتعبئتهم بأساطير لا أساس لها تستند إلى إدلة مزيفة سرعان ما أثبت الإعلام المضاد حقيقتها وكذبها وتدليسها المحض .
لقد أدت كل تلك الأكاذيب والإفتراءات بالبعض من قاصري الوعي والمغرر بهم (وهو يتلقى سموم تلك الأبواق) أنه لم يعد يستطيع النوم حزناُ وآلماً لما يتعرض له طلاب العلم في دماج من سفك لدمائهم ، بل سيضل يصلي تهجداً ويدعو تضرعاً لخالقه رب العالمين طوال الليل لإنصاف أولئك الطلاب !!. متناسياً في ذات الوقت أن أهم ما يميز طلاب العلم هو أنهم دعاة علم وسلام وليس دعاة حرب وقتل وأنهم من حملة الأقلام والكتب وليس المدافع والرشاشات ومترسهم العلم بمعناه الكامل وليست الأكياس الترابية.
وهذا مالم يعيه الكثير من قصار العقول بينما سيعيه الشخص اللبيب الذي لو قام بجولة في أروقة عالم الصحافة والإعلام لعرف حقيقة ما يجري من أحداث ولأدرك بما لا يدع مجالاً للشك عندما يسمع ويشاهد ويطالع ما يسوقه إعلام القوى التقليدية كل ما تتعرض له الحقائق من تزييف وتغييب وسيدرك تماماً أن ذلك الإعلام يعمل وفق قاعدة ” يلبسون الحق بالباطل”، ويتبع سنة أعداء الله والإسلام (أمريكا وإسرائيل) ويديره وبموله في البلاد أدوات أمريكا.
ووفقاً لكل ما ذكرته ومن خلال قراءتي لبعض ما تداولته عدة وسائل إعلامية من حملات إخبارية مسعورة كُتبت وفقاً لقاعدة ” يلبسون الحق بالباطل” وتهدف إلى تزييف الحقائق وإثارة الفتنة الطائفية في محاولات يائسة لتشويه سمعة أنصار الله ” الحوثيين ” والنيل منهم ، لكل ذلل وجدت أن من واجبي كقارئ ان أقوم بسرد بعضاً منها وللقارئ بعد ذلك أن يدرك الصدق فيها من الكذب :
نُشر تقرير إعلامي في إحدى المواقع الالكترونية حقيقة ما يحصل في دماج ، وقد تضمن ان منطقة دماج تحوي داراً للعلم يتوافد إليه الطلاب من شتى بقاع الجمهورية من مديريات وعُزل ال سعود ، ليبيا ، الصومال ، الجزائر ، تونس ، ، أفغانستان ، باكستان ، السنغال ، موزنبيق ، وفرنسا ….الخ .
ويبين التقرير أن هؤلاء تركوا مناطقهم التي يسكنون بها وأرزاقهم التي يعيشون عليها وذهبوا لطلب العلم في منارة العلم ” بدماج ” ، الأمر الذي أزعج بشده المليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثيين ” الروافض المجوسيين” التي تعمل على محاربة الدين والسنة ، والتي تسيطر حالياً على صعده وبعض المناطق المجاورة لها بعد ان ارتكبت أبشع الجرائم بحق أبناء صعده طيلة ست حروب عبثية سقط خلالها الآلاف من الضحايا وتهدمت المساجد والمنازل وشُردت النساء والأطفال ، وكل هذا تنفيذاً لأجندات خارجية ، ومشروع إيراني مجوسي في المنطقة .
فعمدت جماعة الحوثيين ” الروافض ” على انتهاج سياسة التحريض المذهبي ضد طلبة العلم ، وعملت بشتى الوسائل على التحريض ضدهم من توزيع للمنشورات التحريضية ، وإصدار الفتاوى بجواز الجهاد ضدهم ، وقطع الطريق لمنع الوصول إليهم كونهم فئة مارقة على الدين الحنيف ! ….. بل عملت أكثر من ذلك وانتهكت سيادة البلاد وقامت باستيراد وحشد المقاتلين المرتزقة وذلك من أكثر من 120 دولة أجنبية والتي منها دول مملكة ال الصيفي ، جمهورية الطلح ، سلطنة سفيان ، جمهورية كلاُ من مران ، ضحيان ، سحار ، ، بالإضافة إلى رحبان ، الخفجي ،…..الخ
ذلك سعياً لإخراج أبناء دماج من أرضهم ووطنهم وهدم منازلهم وتشريدهم ،وانتهاك أعراضهم وقتل النساء والأطفال ، وقامت بنقض العهود والاتفاقيات المبرمة ، واعتمدت على الأجانب في التفاوض مع طلبة العلم ! .. ، وما ذنب هؤلاء العزل هو أنهم يطلبون العلم في وطنهم !؟
إزاء ذلك فقد خرج بعض الكتاب عن صمته وعبر بشجاعة أدبية غير مسبوقة في عالم الصحافة في مقال نُشر في أحد المواقع الالكترونية التي يتحرى المصداقية في نقل الحقائق ، حيث تحدث الكاتب عن ما تقوم به جماعة الحوثيين ” الروافض ” من جرائم عابره للدول لصناعة الموت لليمنيين ، من خلال ما تقوم به من عمليات تصديرهم إلى الخارج لقتلهم هناك ، واستيراد مقاتلين اجانب لقتلهم في بلادهم وذلك من خلال ما تقوم به من حملات لتجنيد وتدريب شباباً مغرر بهم مستغلة ظروفهم المعيشية الصعبة ، وتصديرهم وإرسالهم لقتال النظام السوري ومناصرة أخوانهم الثوار المجاهدين ، حيث ان معظم أولئك الشباب لا يعودون إلى بلادهم أحياء بل أموات في توابيت !
بالإضافة إلى القيام باستيراد المقاتلين المرتزقة من عدة دول أجنبية لقتل اليمنيين وتشريدهم من منازلهم وإخراجهم من بلادهم وموطنهم ، وأردف الكاتب قائلاً ان ذلك يدخل في سياق عشق الروافض لسفك الدماء بحق اليمنيين.
كما أوضح كاتب أخر قائلاً أن دماج ما زالت منذ أشهر في مرمى نيران الحوثيين “الروافض المجوسين” وقصفهم المستمر لمنازل المواطنين ، ويفرضون عليها حصاراً خانق ، وانه لا يدخل إليها الدواء ولا الغذاء سوى بعض الشحنات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة والذخائر عن طريق ممرات أمنه بمساعدة من أناس خيرين والذي للأسف تم إلقاء القبض عليهم مؤخراً بتهمة تهريب الأرز !.
في السياق نفسه فقد نشر أحد المواقع الالكترونية تقريرا ً تم تسريبه يتضمن إمكانية قيام جماعة الحوثيين بارتكاب جرائم إبادة بحق أبناء دماج مستخدمة الأسلحة الكيميائية وذلك بعد فشل الجماعة في اقتحام دماج بالأسلحة التقليدية واستبسال أبنائها في الدفاع عن أنفسهم بالأسلحة البيضاء ، وذلك بعد اتفاق سري بين الجماعة والنظام السوري والذي يقضي بتزويد سوريا للحوثيين بالسلاح الكيميائي مقابل وقف الجماعة إرسال المقاتلين للقتال في سوريا .
كما تداول ناشطون على صفحات التداول الاجتماعي فيس بوك وتويتر أخباراً غير مؤكدة بأن إيران قد أعطت الأوامر لقائد جماعة الحوثيين بالتخلي عن ترديد شعارهم المعروف ” بالصرخة ” وذلك في ضل التقارب الإيراني الأمريكي الحاصل مؤخراً ، وان إيران مستعدة مقابل ذلك بتزويد الجماعة بقنبلة نووية تستخدمها الجماعة لإبادة دماج ومن فيها من على الأرض ، والذي اعتبره مراقبين ومحليين بأنه يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ، وحرباً كونية للعلماء والمتعلمين ولاقى سخطاً واسعاً بين أوساط المفسبكين والمغردين!
في نهاية الجولة الاستطلاعية لما يقوم به إعلام القوى التقليدية من تزييف للحقائق فأنة ليس المغزى في ما ذكره أنفا هو السخرية والاستهزاء ولكن ان نخرج إخواني القراء الأعزاء بحقيقة هامه هي ضرورة أن نتبين ونتأكد من صحة الأخبار التي يتم تداولها هذه الأيام من قبل الفاسقين ، وفي هذه المرحلة بالتحديد قبل ان نصيب قوماً بجهالة ، لان المولى عز وجل وهب لنا نعمة عظيمة هي نعمة العقل لنعرف من خلاله الحق من الباطل ، ونميز الخبيث من الطيب .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) صدق الله العظيم