إنَّ فشل ماكينة إعلام قوى العدوان بإمكانياتها، وبحجم ما يُنفق لها من أموال، وبعدد ما يُسخَّرُ لها من عنصر بشري هائل للعمل في هذا المجال، يُدلل دلالةً قاطعة تامة على كامل نجاح إعلامنا المضاد محدود الإمكانات بتعطيل عجلة التَّضليل الإعلامي الفاضح، وإبراز حقائق عدسة الإعلام الحربي الواضح من عمق ومقدمة خطوط النَّار، كما أوقف المحرّك النّافث بالمحروقات القاتلة والسّامة المسمّمة للنَّفسيات التي على أساسها يُبنى الواقع..!
وحين لم يكن لهم ما أرادوا، ولم يحصدوا ثمار ما زرعوا، بل حينما لم تكن الأرض خصبةً لهم ليعمموا ما يشاؤون.. سارع وزراء إعلام دول تحالف الشَّر والعدوان إلى عقد اجتماعٍ أتى بالتَّزامن مع اشتعال جبهة السّاحل الغربي بالانتصارات السّاحقة على الغُزاة؛ ليعبر عن حالة الإفلاس والإحباط والانهزام التي وصلوا إليها، ويؤكد نفاذ رصيد مشاريع مصنع الانتصارات الوهمية التي يصنعونها لصالحهم في جميع جبهات القتال عامةً، والحديدة خَاصَّـة.
والهدفُ من وراء تقوقعهم حول طاولة قاعة الاجتماعات الجُهنَّمية هو لمحاولة إيجاد طريق لا حواجزَ فيه ولا مطبّات تعترضهم وتحول دون تحقيق مبتغاهم فيتجبنون بذلك الوقوع في الهزائم المتكررة والسُّقوط المتواصل في الجبهة الإعلامية..!
أيضاً بدافع العمل على إعادة رسم مسار جديد أكثر خسَّة من سابقهِ لتكثيف ضخ الأكاذيب بوسيلةٍ وأخرى..!
والمطلوب في المقابل هو ماذا؟..
أن لا نعطيَ للحدث أكبرَ من حجمه..!؛ فقط يزدادُ النّاس يقيناً بأحقية قضيتهم وعدالتها، وأن يقوموا بجُهُـود مضاعفة؛ للارتقاء بما هم عليه من عمل مؤثر ومنظَّم وفاعل إعلامياً، والحذر من أن ينظروا فيه الكفاية ويضعون له خطاً فلا يحرصون كل الحرص على أن يفوقَ الأداء ما هو مُتوقَّع بالممكن والمتاح، وأن يزدادوا ايماناً وإدراكاً بأنَّ ترتيبات العدو ستضيع وجهوده لن تنفق بل ستطير في مهب الرياح إذا ما تحلينا نحن بقيمة الصَّبر العملي والإخلاص الإيماني؛ لأن بهما ستُسد الثَّغرات أمامه وتغلق المداخل اغلاقاً مُحكماً، وأن تبقى العين الرَّاصدة مُفتَّحة لِتُدحض كل الدعايات والشائعات حينما تُصدم بجدار صدق الكلمة وفعل القول..!