ظابط أمن الإسلام !! .. بقلم / فكري قاسم
يمني برس – كتابات
واضح جدا ان معالي وزير الداخلية يعمل جاهدا على جعل اليمنيين يقدمون نموذجا يدهش إخواننا في طالبان وفي باكستان .
كما ويبدو حريصا على إشعار انصار “رابعة” بالطمأنينة، وإخبارهم بأن اليمن بخير وموسح في احضان الإسلام .وبسبب من ذلك الأداء الضخم اصبح اعضاء كثر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجارة الشقيقة يتابعون نشاط الوزير قحطان بإعجاب كبير ، ويدعون له بعد كل صلاة .
انسوا انتشار السلاح ، واعمال الفوضى ، والقتل العمد .
انسوا اعمال التخريب والنهب والتقطاع واغتيالات افراد الأمن ، وترويع الناس بالأسلحة التي اصبحت من بعد ثورة التغيير واحدة من اهم ملامح ” المرجلة” ، وانتبهوا جيدا الى أولويات الوزير المهذب ، فهو – أي قحطان- الذي عمل اثناء سنة 1995 مديرا لأمن محافظة تعز ، وقدم خلال تلك الفترة نموذجا مدهشا لكل “افغاني ” في البلد . لدرجة ان الخروج بصحبة زوجتك ايامها كان يحتاج منك الى شهادة حسن سيرة وسلوك ، والى اصطحاب عقد الزواج معك .
بالمناسبة ، كان عقد الزواج – ايامها- اهم من بصيرة البيت ، بل واهم من شهادة الدكتوراه حقك إذا اردت ان تمر من الشارع دون ان تبتزك رائحة فم احد جنود الأمن الساهرين على خدمة تأديب المجتمع وهو يسألك بنبرة ذاك الرجل الذي يحمي سمعة الإسلام : من هذه الذي جنبك ؟ وليش تخرجوا هذه الساع ؟!
للوزير قحطان اولويات غير اولويات الشعب اليمني . إذ هو ميالا أكثر لتقديم نموذج أمني يدهش منظومة “الزنداني ” على مايبدو ، وطز بأمن اليمنيين .كشعب متنوع . أهم شي لاقد افتهن الشيخ ، واطمئنت منظومته ، يانعمتاه. الواضح – ايضا- ان فترة عمل الوزير “قحطان ” كمسؤلا سابقا عن جهاز الإنتربول الدولي في اليمن ، قد جعلته طموحا في تسويق طريقة أدائه الى المجتمع المحيط باعتباره ضابط أمن الإسلام بكله .
لكن اليمن كعادتها لاتقدر شخوصها الموهبين ، فالرجل – ماشاء الله عليه – جاء الى موقعه كوزيرا للداخلية ومعاصر الخمور تنتشر في كل زقاق من أزقة اليمن .. والحشيش يباع في مطاعم السلته .. والمساجد مهجورة .. والمراقص شغالة ليل نهار ، والمجتمع ماشي على حل شعره والعياذ بالله .
سيكون خطأ فادحا لو ان الوزير “قحطان ” يعتقد أن اليمن بكل مواطنيها المتنوعين والمختلفين مجرد حارة مطلة على ديوان الحزب . وسيكون الخطأ مضاعفا جدا لو اعتقد معالي وزير داخلية الإسلام ، أن أولوياته المهموم بها لها علاقة بمفهوم اخلاق المجتمع ، إذ ان قمة الأخلاق ياسيدي الكريم ، ان تضرب هاتف والدة “أمان ” او والدة ” الخطيب” وتهمس اليهم : أطمئنوا ، دم ابنائكم في رقبتي .
كما وأن إخلاق المسلم ذاتها لابد ان تجعل الوزير قلوقا من كثرة اخبار الحوادث المتكاثرة في تعز ، ويمد يديه – مخلصا- ليساعد المحافظ دون ان ينتبه الى كون “شوقي” لم يؤدي القسم التنظيمي لحزب الوزير مثلا ، إذ ان الرجل – كما غيره من المحافظين والوزراء في حكومة الوفاق – ادوا امام الرئيس هادي قسم خدمة البلاد ، ولم يؤدي احدهم – بمافيهم الوزير قحطان نفسه- قسم خدمة الإسلام !
هذا على اعتبار ان منظومة حزب الوزير قحطان هم المسلمين فقط ، اما البقية مجرد قلافد نستهم قريش ؟!