الجنوب ومافيا حرب صيف 94م..الضحية تدافع عن الجلاد من جديد…؟
يمني برس- تقرير
لا تزال ذكرى حرب صيف94 واجتياح المحافظات الجنوبية من قبل النظام السابق إلى وقت قريب في أوساط المحافظات الجنوبية ذكرى أليمة تؤرق كل يمني حر سواء في شمال الوطن أو جنوبه, لكن الأمر من ذلك أن مافيا حرب صيف94 عادت اليوم إلى الواجهة لتذبح أبناء المحافظات الجنوبية من الوريد إلى الوريد وفي غير قبلة, وما أشبه الليلة بالبارحة.
الضحية تدافع عن الجلاد
يعرف الجميع أن من قاد المعركة وحشد كافة القوى التكفيرية لقتل أبناء الجنوب هو الجنرال العجوز علي محسن الأحمر حيث لعب لعبته الأولى في المعركة حيث استخدم علماء حزب الإصلاح كأدوات دينية شرعنت لاجتياح الجنوب بل وكان لها الدورالأكبر في تهيئة الأرضية الدينية ، حيث شارك علماؤها في الحشد والتعبئة والنزولات الميدانية للمعسكرات والمساجد لتأليب الناس على قتال أبناء الجنو وتتوجت مساعيهم بفتوى “التكفير الشهيرة” التي أطلقها عبد الوهاب الديلمي أحل خلالها دماء الجنوبيين وأباح أموالهم وأرواحهم الأطفال منهم والنساء دون تمييز, شاركت أيضا إلى جانب مليشيات الإصلاح المسلحة التي يقودها الأحمر مزيج من قوى الإرهاب والتطرف من مقاتلي تنظيم الجهاد الإسلامي وعناصر تنظيم الأفغان العرب تجاوز عددهم خمسة آلاف مقاتل وصلوا إلى ميناء الحديدة الشمالي على ساحل البحر الأحمر, ورغم كل هذا نجد للأسف اليوم أبناء المحافظات الجنوبية جنودا مجندة تدافع عن الجلاد وتنقاد لأوامر الجزار الأول.
الإمارات والسعودية تعيد حلفاء حرب صيف 94 إلى الواجهة
يتكشف الدور الإماراتي في اليمن يوماً بعد اخر وتتغير ادوار أبو ظبي في الشمال والجنوب وفق مصالح أولاد زايد ومطامعهم الإستعمارية ولكن هذه المرة اتجهت الإمارات صوب صنعاء بعد ان حولت مدينة عدن إلى سجن مفتوح لابنائها وانشأت اكثر من عشرة سجون سرية وعطلت ميناء عدن الذي يعد واحد من اهم موانئ موانئ العالم ..
إلا سيطرة أبو ظبي على عدن منذ اكثر من عامين واستخدام الآلاف من الجنوبيين ايادي طولى لمخططها الإستعمارية الهادفى إلى فرض وجودها في البحرين الاحمر والعربي من خلال سيطرتها على موانئ الجنوب وتمددها نحو جزيرة ميون الإستراتيجية للإقتراب من التحكم في مضيق باب المندب واخيراً دفعت بالآلاف من الجنوبيين إلى شواطئ الخوخة الواقعة في الساحل الغربي لليمن للسيطرة على جزيرزتي حنيش الكبرى والصغرى لإستكمال التحكم بمسار حركة الملاحة في البحر الاحمر ..
الإمارات التي باتت تعرف باسبرطة الصغيرة استغلت عاطفة الجنوبيين ومظلوميتهم وقدمت نفسها كمنقذ للجنوب وشعبه من سطو دولة الوحدة وقبضة نظام صنعاء حتى تمكنت من تفتيت الصف الجنوبي وإنهاك قواه الحية وتصفية القيادات الجنوبيه العسكرية والدينية والاجتماعية بطرق غير مباشرة كالاغتيالات الغامضة والاخفاء القسري وكذلك إستهداف القيادات العسكرية الجنوبية بغارات صديقة في الجبهات التي تزج بالآلاف من الجنوبيين تحت مبررات مختلفة منها إستعادة الارض الجنوبي من سقطرى إلى باب المندب ومحاربة القاعدة وداعش واجتثاث حزب الإصلاح شريك حرب صيف عام 1994م إلا ان حقيقة دور أبو ظبي محدد بدقة لايخرج عن مصلحة الإمارات ومطامعها الإستعمارية في الجنوب أو الشمال.
من الواضح أن لكل من السعودية الإمارات مسار خاص بها بالشأن اليمني ليس من باب التناقض وإنما من باب لعب الأدوار لصياغة خارطة سياسية وأمنية جديدة حسب المشروع الأمريكي المناط بهما لتنفيذه وفرضه على الواقع اليمني
فالامارات تكفلت في العمل على صياغة المشهد كامر واقع من خلال تواجدها و من خلال أدواتها الخاصة كاعادة انتاج علي عبدالله صالح و قوى جنوبية من رحم القضية الجنوبية و الحراك الجنوبي وبعض الفصائل السلفية والوهابية ونظمها سياسيا وشعبيا وامنيا وعسكريا كقوى بديلة عن الاصلاح في مواجهة انصارالله والقوى المناهضة للعدوان
كما تحاول فرض هذه القوى سياسيا للتحكم في المشهد السياسي القادم بدلا عن الاصلاح وعن حكومة هادي, بينما السعودية كان دورها احتواء وتخدير حزب الاصلاح وحكومة هادي وتدفع بهم نحو التصعيد والاستنزاف في الجبهات وكذلك كخط رجعة مع الاصلاح في حال تعثر مسار ومخطط الامارات بالاستغناء عن الاصلاح كماهو حالياً فكانت الإمارات تسمح لحكومة هادي وبن دغر بمساحة محدودة من التحرك والنشاط لتخفيف الحرج عن السعودية وكأنها فرضت ذلك على الإمارات في ظل استمرار محاربة وتضييق الخناق على الاصلاح.
خفايا الدور الإماراتي في الجنوب
تحقق الإمارات مخططها الاستعماري في اليمن جنوبه وشماله بايادي وادوات يمنيه ابتداً من عدن وحضرموت وشبوة وأبين وتعز ولحج والضالع فابو ظبي تخوض حرباً مفتوحة في الشمال والجنوب بمالايزيد عن 200جندي وضابط إماراتي فقط بينما من يقاتلون إلى جانبها يتجاوزون عشرات الآلاف من ابناء الجنوب وابناء الشمال تحت مسميات مختلفه منها الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية واخيراً النخبة التعزية وكادت ان تنجح بتشكل نخبة صنعانيه ولاتزال في مأرب أن تعمل على تشكيل النخبة المآربيه .
تلك النخب من تشكيلات عسكرية وأمنية تعمل تحت إشراف عشرات الضباط الإماراتين الذين يديرون كل مايحدث من خلف ستار ومن غرف عمليات محاطة بإجراءات أمنية مشددة في عدن ويقتصر عمل الجانب الإماراتي في توجيه تلك القوات نحو تنفيذ مخططها الاستعماري في عدن وفي باب المندب وفي جزيرة سقطرى فقط .
تحرك أبو ظبي بكل استعلاء وتكبر القوات الموالية لها بالمال وتزج بالآلاف من الجنوبيين في معارك شمالية في الساحل الغربي للبلاد بعيداً عن أولويات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة .
بالأمس قتل العشرات من الجنوبيين في جبهة الخوخة التي قادها العشرات من الضباط الموالين للإمارات وعلى رأسهم اللواء هيثم قاسم طاهر الذي تحول من بطل جنوبي دافع عن الجنوب عام 1994م إلى اداة حرب بيد مشائخ أبو ظبي وعلى الرغم من وجود اللواء هيثم في معركة الخوخة تصدر العميد الإماراتي عبدالسلام الشحي والمزروعي المشهد وغاب اللواء هيثم والعميد اليافعي وغيرهم من القيادات الجنوبية .
والغريب في الأمر ان القوات الجنوبية وخصوصا الفصائل الجنوبية التي تضحي بالمئات من ابناءها في معارك الساحل الغربي وحال السيطرة على مناطق جديده تعلن أبو ظبي سيطرتها علي مناطق جديدة في اليمن بإسم القوات الإماراتية وليس باسم القوات الجنوبية التي تتعامل معها الإمارات تعامل الأجير الذي يعمل ليحصد رب عمله نتائج وثمار جهده ..
هي تلك الإمارات التي تصادر كل حق للجنوبيين وتتجاهل قضيتهم الاساسية وتتعامل مع الجنوبيين وفق منطق الربح لا الخسارة.