الأسرى عنوان الثبات
يمني برس – بقلم – نوال أحمد
في كل يوم يتضح لنا وبجلاء، الوجه القبيح للثقافة الوهابية الداعشية، الدخيلة علينا وعلى مجتمعنا اليمني المؤمن، الذي يتسم بكل معاني الإنسانية والأخلاقية السامية،
وبدأ يظهر الوجه الحقيقي والوجه الخبيث والكريه لأولئك الذين رضعوا حليب الوهابية فتحجرت قلوبهم وتشيطنت عقولهم، فأصبحوا مجردين من كل القيم الإنسانية، وبدوا يمثلون الشيطان في أقبح صورة الإجرامية اللعينة..
ما أقدم عليه دواعش ومرتزقة تعز، من جرم صارخ اهتزت له الأبدان، لبشاعته وبشاعة مرتكبيه، وما فعلوه بحق أسير جريح وأحد أفراد الجيش واللجان الشعبية، وبكل وحشية وانحطاط أخلاقي ينم عن حقد قبيح يحملونه داخل أنفسهم الخبيثة، كل من شاهد ذلك الفيديو الذي نشر من قبل جماعة تتبع داعش يعرف مدى الإنسلاخ القيمي والأخلاقي لأولئك المرتزقة الأوغاد، الذين أصبحت ثقافتهم يهودية الفكر، داعشية المعالم، فقد تجردوا من كل معاني الإنسانية وخرجوا من دين الله وكفروا وألحدوا، أجرموا وأفسدوا، وصاروا أشد كفرا من اليهود أنفسهم …
وهذه الأفعال والأعمال الدنيئة ليست بغريبة على من تثقف بثقافة الوهابية اللعينة، ثقافة التنكيل بالأسرى، وغير الأسرى وما وصلت إليه أنفسهم من خبث وقبح شيطاني يهودي ..
أعمالهم هي أعمال الجبناء والعاجزين والفاشلين، في ميادين النزال والمواجهة، وهي أعمال ذلك الفكر الوهابي البغيض، الذي أصبح مرسوما في عقولهم، ومزروعا في صدورهم .. فما أقدموا عليه من جرم، بحق أسير كان جريحاً بين أياديهم الملطخة بدم العار والفحش الكبير، قد فعلوه بحق أسرى كثر كانوا في قبضتهم، فقد أقدموا على ذبح الأسرى المؤمنين وسحلهم وإحراقهم، وحتى دفنهم أحياء، بكل كفر ونذالة ووحشية لعينة، ولم يراعوا حق الأسير حتى ولو كان جريحاً بين أيديهم ..
وهاهم وفي كل مرة، نراهم يرتكبون جرما آخر أفظع وأشنع من سابقه، بحق الأسرى، حيث ينكلون بجريح أعزل، سقط في أيديهم ويطلقون وابلاً من الرصاص على جسده المنهك، بعد تعذيبه ويرمونه بكل وحشية وقسوة، من أعلى شاهق لجبل، فعليهم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين …
انظروا كيف هي ثقافتهم الداعشية وكيف يتعاملون مع أسرانا المؤمنين بلا ضمير وبلا إنسانية، بعكس ما يتعامل به المؤمنون أنصار الله مع أسراهم
لأن ثقافتنا تختلف عن ثقافتهم فثقافتنا قرآنية، ومعاملات أسراهم لدى رجالنا من الجيش واللجان الشعبية معاملات دينية تعبر عن مدى تمسكهم بأخلاق الحروب والتي هي امتداد لما كان يفعله رسول البشرية محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، في المعاملة الطيبة مع الأسير …
انظروا كيف يتعامل رجالنا وبثقافة القرآن المحمدية مع الأسرى، وكيف أنهم يكرمونهم ويعطونهم الأمان، يؤكلونهم ويشربونهم ويعطونهم كامل الحرية في التعايش معهم، وكأنهم ضيوف مكرمون عند أنصار الله ..
فالفرق واضح بين أنصار الله وبين أولئك الأوباش الدواعش، فرق بين من يتولى الله ورسوله، ويحمل القرآن فكرا ونهجا وبين من يتولى اليهود والنصارى ويحمل الفكر الوهابي التكفيري الداعشي .وهذا كله ظهر من خلال أعمالهم وفداحة جرمهم ..
فعندما نشاهد ذلك الإجرام بحق الأسرى المجاهدين، المؤمنين يعتصر قلوبنا الألم، ليس على الأسرى الشهداء، فهم قد فازوا ونالوا مرادهم بالشهادة، ولكن ألما على أن من يرتكب اليوم هذه الجرائم هم من أبناء جلدتنا، ومن كانوا بالأمس يتغنون بالوطنية ويتشدقون بالثقافة في تعز اليمنية ..
لكن بقدر ماهو مؤلم، أرى عزة وشموخاً إيمانياً لدى المجاهدين، ويقتلون وهم بثباتهم على الحق، لم يتنازلوا عن عزتهم وكرامتهم .
فوالله إن ثباتهم وقوة إيمانهم درس لكل رجال العالم في كيف تكون الرجولة وكيف تصنع العزة والكرامة وكيف يكون البيع الصادق من الله ..
ومثل هذه الأعمال لا تزيد المؤمنين، إلا إصرارا وعزيمة، في اقتلاع واجتثاث هذا الفكر الداعشي الدخيل علينا وعلى بلادنا اليمن ..
ولا تولد في قلوبهم، إلا روح الانتقام لذلك الأسير وأمثاله من الأسرى الصابرين، والثأر لهم من أولئك البغاة وأشر خلق الله المجرمين ..
سلام الله على كل الأسرى من جيشنا ولجاننا الشعبية، وعلى كل المجاهدين الأحرار، فأمثال هؤلاء الأبطال، هم عنوان الرجولة، ففعلا جسدوا الإيمان والثبات والإرادة، سلام الله على كل الأسرى على صبرهم وإيمانهم.
أسرانا هم عنوان صبرنا وثباتنا، وهم من يعلمونا روح الولاء والوفاء، ولا يزيدنا وحشية المجرمين، وعدوانيتهم إلا عزما ومضيا وإقداماً على تحقيق النصر بإذن الله، وإنا من المجرمين لمنتقمون، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” .