ألوية العمالقة وقوات طارق .. رياحُ الساحل تنفُثُ الرماد الذي يغطي جمرَ الصراع بين الكوكتيل الإماراتي
922
يمني برس – تقارير
التحرُّكاتُ العسكريةُ الأخيرةُ للقوات التابعة للغازي المحتل الإماراتي في جبهة الساحل الغربي بكافة تشكيلاتها، أزاحت الستارَ عن وجودِ حالةٍ من الاشتباك بين رُفَقَاء السلاح والتمويل الواحد، أكبرَ من كونها تُعـزَى إلى عدم الوفاق وإثبات الوجود الأقوى أمام الآخر، بل وصلت حدَّ الصراع المسلح والتصفيات المتبادلة بين قوات طارق صالح التي أطلق عليها تسمية “حراس الجمهورية” أو “المقاومة الوطنية” وقوات ألوية العمالقة الجنوبية التي ينتمي معظم قادتها إلى منطقة الصبّيحة ويافع بلحج.
ولم تكن تصريحاتُ منير اليافعي قائد اللواء الأول دعم وإسناد في الحزام الأمني لعدن، المكنى بأبي اليمامة هي من أشعلت الفتيل، فالخلافات بين قوات طارق صالح وألوية العمالقة ظهرت للعلن مطلعَ شهر مايو الفائت مع إصدار البيانات النارية المتبادلة التي نفثت الرمادَ الإماراتي الذي يغطي الجمر المتوهج بين كوكتيل الارتزاق، ومع تزايُد الخسائر البشرية التي لحقت بقوات ألوية العمالقة الجنوبية في جبهات الساحل، وترك مجاميع من القوات المحسوبة على طارق، الجبهةَ والعودة إلى ديارهم مع سلاحهم المصروف لهم من قبل الإماراتي، ما اعتبرته قياداتٌ جنوبيةٌ خيانةً وتنسيقاً مع الجيش اليمني واللجان الشعبية.
وَكانت قياداتٌ بارزةٌ في ما يسمى بـ “العمالقة” وجّهت الاتهامَ مباشرةً لقوات طارق أنها السببُ فيما لحق بالقوات المحاصَرة في المناطق الممتدة بين الدريهمي وحتى حيس، وأن ما يحدُث لألوية العمالقة في الساحل الغربي هي عملية تدمير للقوة، في حين أفادت المعلومات الواردة أن قيادة القوات الجنوبية خصوصاً التابعة للقيادي اليافعي واللحجي فقد وجهت اتهامات مباشرة لطارق عفاش بخيانة العمالقة وطعنها من الظهر بسبب فشلها في تأمين الخطوط الخلفية لألوية العمالقة وفشلها في مواصلة الهجوم والتقدم.
قياداتُ “العمالقة” اعتبرت أن “اختراقَ الجيش واللجان لقوات التحالف في الساحل لم يكن ليحدث لولا تواطؤ بعض القيادات من الداخل بالتعاون معهم عبر تسريب المعلومات العسكرية، وأيضاً تصاعد الخلافات بين ألوية العمالقة وقوات طارق صالح التي بلغت تبادل الاتهامات بتصفية كل طرف للآخر”.
ومما يُظهِر ُحجمَ الشرخ الذي يزداد اتساعاً يوماً إثر يوم، مع تعاظم الخسائر لقوات الغزو في الساحل، الوعيد الذي أطلقه “أبو اليمامة” خلال كلمة ألقاها خلال تدشين المرحلة الثانية من العام التدريبي 2018 في معسكر “إياد اليافعي” الجلاء سابقاً، بتطهير الجنوب من قوات “طارق عفاش” الذي وصفه بأنه جاء إلى معسكرات عدن بـ ”خِمار النساء” وأنه سيعيد الخمار إليه ليغادرَ به إلى حيث أتى، متعهداً بأن القوات الجنوبية ستكون بالمرصاد لكل القوات الشمالية، في الإشارة إلى ما يُسمَّى بحراس الجمهورية بقيادة “طارق عفاش”.
وعلى خلفية الهجوم اليمامي.. طالبت قواتُ طارق حينها بإقالة “منير اليافعي” من منصبه، معتبرين تصريحَه تجاوزاً لما وصفوه بالخطوط الحمراء، واصفةً تصريحاته بالسافرة من خلال الإساءة بالشتائم والتهديدات.
حالةُ الضعف لطارق وقواته أمام عمالقة “الجنوب” يُجليها استجداؤهم للاعتذار الفوري وإنزال العقوبة المناسبة بالمدعو أبو اليمامة اليافعي، وإيقافه عند حده وردعه وأمثاله الذي وصفهم بيان ما يسمى “حراس الجمهورية” بالمسوخ والمرضى وكبح جماحهم بإقالته من منصبه كإثبات حُسْنِ النوايا، “فمن غير اللائق بقاء مثل هذه العاهات المسيئة في هرم السلطة وعلى رأس المؤسسة العسكرية”.
ورداً على هذا التصعيد، أعلن قائد محور عزان فيما يسمى بنخبة شبوة المقدم محمد سالم البوحر تضامنَه مع قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعي أبو اليمامة.
البوحر أبدى رفضَه لأية قوات عسكرية شمالية، مشيرا الى ان النخبة الشبوانية الجنوبية سوف تتصدى جنبا الى جنب مع قوات الحزام الامني وقوات المقاومة الجنوبية لأي تواجد عسكري شمالي.
وتأتي هذه الخلافاتُ ضمن مسلسل طويل من الصراع المستمر بين الجنوبيين وطارق وفي الوقت الذي تتصاعد فيه أصوات الجنوبيين وعلى رأسهم رئيس الحراك الجنوبي، حسن باعوم، المطالبين بانسحاب المقاتلين الجنوبيين من معركة الساحل التي اعتبروها معركةَ استنزاف للجنوب ومعركةً لا تعنيهم.