كنت إلي وقت قريب أؤمن بأنه لا سلطان على القضاء الأمر الذي كان يجعلني أعيد التفكير في عملي ودراستي للإعلام. وبدأت أعض أنامل الندم أنني لم أخض غمار دراسة الشريعة والقانون بدلا عن الإعلام والعمل في السلك القضائي بدلا عن الصحافة ووجع الرأس, وفي لحظات شعور بنشوة المركز والحصانة والسلطة التي خسرتها لمجرد دراستي للاعلام والعمل في السلطة الرابعة.
ولكن كل عبارات الحسرة ذهبت أدراج الرياح ولم أعد اشعر بالحزن على المستقبل الذي تمنيته والحصانة الحديدية والسلطة التي لا سلطان عليها والفضل في كل ذلك لأميننا الملهم (عباد) حين أدركت انه سلطة أعلى من سلطة القضاء نفسها التي طالما سمموا أفكارنا بها وان القاضي يقدر يستدعي رئيس جمهورية للمثول أمامه مثله مثل أي مواطن لكني أدركت اليوم انه مجرد حبر على ورق..!
فظهر يوم أمس السبت قامت لجنة قضائية بالنزول إلي بوابات مدينة العاب حديقة السبعين والمغلقة منذ فترة طويلة بتكليف من رئاسة المحكمة التجارية وذلك لتنفيذ حكمها الصادر والمتضمن فتح البوابة الشرقية الرئيسية, ولكن للأسف ذهبت هيبة القضاء أدراج الرياح, عندما قام أفراد الشرطة الراجلة بمنعهم مستخدماً قوة السلاح,متجاهلين مكانتهم وصفتهم وحصانتهم القضائية, مستندين بذلك إلي توجيهات الأمين عباد, والذي أثبت وبمال ايدع مجالا للشك انه لاسلطان يعلوعليه وأنه فوق القانون.
ولولا تعقل وحكمة المتواجدين لكان حدث مالا يحمد عقباه,ولاكن قدر ولطف ودفع الله ما كان أعظم, فيما أكتفت اللجنة القضائية بتحرير محضر بالواقعة, وكتابة المسببات التي جعلت الشرطة الراجلة تمتنع عن تنفيذ حكم قضائي.