خبير إستراتيجي روسي: الفشل العسكري السعودي في اليمن لا مثيل له في التاريخ
يمني برس .. /
علق محلل استراتيجي عسكري روسي على ما كشفته وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية عن قيام تحالف العدوان بقيادة السعودية بتقديم مبالغ مالية لعناصر من تنظيم القاعدة مقابل القتال إلى جانبهم ضد الجيش واللجان الشعبية.
وقال نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري، ألكسندر خراماتشيخين، لصحيفة”غازيتا رو”، إنه على الرغم من المشاركة الكبيرة في هذا التحالف، لم تتحقق أي نجاحات أو انتصارات كبيرة في ساحة المعركة في مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية أومن أسماهم بـ”الحوثيين”.
وأضاف أن الصراع في اليمن يشهد تفوقا مطلقا في القوى والوسائط من جانب الرياض. فالمملكة العربية السعودية تتفوق بأضعاف كثيرة على “الحوثيين”، من حيث القوة القتالية والعددية، والأسلحة والمعدات العسكرية، ومع ذلك، فالحرب مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونهايتها غير مرئية.
في الوقت نفسه، لفت “خراماتشيخين” الانتباه إلى حقيقة أن اليمن لا يشهد حربا ضد عصابات، إنما حربا على الطراز الكلاسيكي، يقاتل فيها جيش ضد جيش، قائلا: “أنا لا أعرف حتى إن كان هناك في تاريخ الحروب من أظهر مثل هذا الفشل العسكري وهل هناك نظير لمثل هذه العمليات عديمة الفعالية”.
وذكّر ضيف الصحيفة بأن المملكة العربية السعودية لديها كمية هائلة من الأسلحة الجديدة، بينما على الجانب الآخر، أسلحة سوفيتية قديمة جداً، وبكميات قليلة. فقال: “وحين لا يتحقق أي نجاح في ساحات المعارك، فلا يبقى سوى أمر واحد: اللجوء إلى الرشوة، ومن ثم تقديم هذه العمليات المالية كانتصارات عسكرية، بصخب كبير”.
وكانت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية، قد كشفت عن صفقات سرية أبرمت بين تحالف العدوان ومقاتلي تنظيم القاعدة هناك، مشيرة إلى أن تراجع التنظيم وانسحابه جاء بتنسيق مع الإمارات مقابل أموال طائلة دفعها “ابن زايد”.
وأفاد التحقيق الاستقصائي للوكالة أن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن، وتم الاتفاق على انضمام 250 من مقاتليه لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا في محافظة أبين جنوبي البلاد.
وذكرت الوكالة أن هذه الاتفاقات تمت بعلم أميركي وأمّنت انسحاب بعض مسلحي القاعدة مع العتاد الذي نهبوه من بعض المدن، من بينها المكلا جنوبي اليمن وسبع مناطق في محافظة أبين ومدينة الصعيد بمحافظة شبوة .
واستند تحقيق أسوشيتد برس على تقارير ميدانية ومقابلات مع أكثر من عشرين مسؤولا، بينهم قياديون أمنيون يمنيون وزعماء قبائل ووسطاء وأعضاء سابقون في تنظيم القاعدة.
وخلص التحقيق إلى أن انسحاب مقاتلي التنظيم تم في العديد من المرات دون قتال، بل مقابل أموال، وهو ما يخالف ادعاء التحالف في العامين الماضيين أنه ألحق هزائم حاسمة بتنظيم القاعدة في اليمن أفقدته معاقل أساسية له.
ووفقا للتحقيق، فقد كشف خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين وأربعة وسطاء قبليين بمحافظة أبين، أن اتفاقا أبرم في أوائل عام 2016 قضى بإدماج عشرة آلاف مسلح قبلي -منهم 250 من تنظيم القاعدة- في قوات الحزام الأمني في أبين، وهي قوات تدعمها الإمارات.
وأبرم اتفاق آخر في فبراير2016 يقضي بانسحاب القاعدة من مدينة الصعيد بمحافظة شبوة مقابل أموال لمقاتلي التنظيم، بحسب ما ذكره مدير أمن شبوة عوض الدهبول ووسيط ومسؤولون حكوميون يمنيون.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن هذه الاتفاقات وهذه الأموال المدفوعة تساعد تنظيم القاعدة على الاستمرار في القتال، وقالت أطراف رئيسية في الاتفاقات السرية المبرمة إن أميركا على علم بهذه الصفقات.
وذكر تحقيق الوكالة أن المجموعات المسلحة التي يدعمها التحالف باليمن جندت العديد من مقاتلي القاعدة ليصبحوا في صفوفها بالنظر إلى القدرات التي يمتلكونها في ساحة الحرب، فقد حصل قيادي يمني مؤخرا على 12 مليون دولارمن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مقابل المحاربة معه، وهذا القيادي ينتمي إلى تنظيم القاعدة وفق ما ذكره أقرب مساعديه لأسوشيتد برس.