من يعشقون السلطة هم من يضحوا بالدين والأمة
يمني برس _ بقلم / محمد فايع:
على مقربة من مناسبة فاجعة يوم العاشر من محرم , الذي وقعت فيه فاجعة عظيمة ومأساة كبرى في تاريخ هذه الأمة، الأمة التي دينها الإسلام, وسماها الله ونبيها: المسلمين. تلك الفاجعة ، وعلى يدي من يسمون, أو يحسبون على الإسلام،
ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا ارجل عظيم؟. هو من؟ واحد من سادة شباب أهل الجنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب, على بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة.
واذا كنا سنعيش هذه الذكرى المؤلمة والكارثية في تاريخ الامة ونعود الى احداثها فيجب أن لا ننظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها .. إذا لم ننظر دائماً إلى البدايات، ننظر إلى بدايات الانحراف، ننظر إلى الأسباب الأولى, النظرة التي تجعلنا نرى كل تلك الأحداث المؤسفة، نرى كل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة إنما هو نتاج طبيعي لذلك الانحراف، إنما هي تداعيات لتلك الآثار السيئة التي كانت نتاج ذلك الانحراف، وإلا فسنعيش في ظل الأسباب نفسها، وسنكون نحن جزءاً من الأسباب التي جعلت الحسين صريعاً في كربلاء، وجعلت علياً قبله, والحسن قبله يسقطون شهداء.
(أحلب حلباً لك شطره, شدّها له اليوم يردها عليك غداً). حركة واحدة كانت على هذا النحو ممن يعشقون السلطة, ممن يعشقون المنصب، ممن يعشقون الوجاهة. انه نفس المسار ونفس الاحداث ونفس النوعية يتحركون بنفس الحركة
فاثمر وهيئ الساحة لتلك النوعية من امثال معاوية ويزيد وابن زياد وعمر بن سعد وبنفس اساليب التضليل والدعاية والترغيب والترهيب ذاته اساليب ومسارات يلتجأ اليها في كل عصر الانتهازيون والمستبدون والمظلون من يعشقون المناصب من يعشقون السلطة من يعشقون الوجاهة
اليوم تطورت الاليات والوسائل كما تطورت الاساليب واصبحت بقواها وتياراتها مسارا يستخدم من قبل من وصفهم الله بانهم الاشد عداوة للإسلام والمسلمين دون استثناء اليهود بكياناتهم اليهود الامريكان والصهاينة العدو التاريخي للإسلام المسلمين من يحملون شعار دمروا الاسلام أبيدوا أهله من يحملون مشروع الحرب على الاسلام رسولا وقرآنا وامة وشعوب وعلى كافة مجالات الحياة حيث يستخدمون تلك قوى النفاق والعمالة ومنابر ومراكز الظلال والتظليل انظمة واحزاب وحركات
تلك المجاميع التكفيرية انما وجدت نتيجة للعقائد والأفكار نفسها التي استخدمت في ايام معاوية ويزيد وما تبقى من عهد بني امية وايام العباسيين وغيرهم التي وظفت واستخدمت ضد مسار الحق واعلامه وعلى رأسهم ال بيت المصطفى صلوات الله عليه واله قرناء القرآن وانصارهم وضد المحقين من ابناء الامة الذين واجهوا تحت راية اعلام الهدى الاطهار ومازالوا يواجهون الظلال والظلم والبغي والانحراف
ها هم اليوم يجيشون تلك المجاميع التكفيرية ضمن مخطط تتبناه قوى حزبية وقبلية واقليمية ودولية في اليمن وفي غيرها من بلدان المنطقة والعالم الاسلامي لإشعال الفتن ولإضعاف الامة وضربها من الداخل خدمة لمشروع يهودي امريكي يسعى لاحتلال بلدان امتنا وبأقل خسائر وكما فعلوا في الآونة الاخيرة في مواجهة انتفاضة الشعوب الثورية ولتشويهها في نفس الوقت من خلال ما صنعوه بتلك المجاميع التكفيرية وقواها العميلة في سوريا والعراق ومصر ها هم اليوم قد اتجهوا ببوصلة مؤامراتهم وفتنتهم الى اليمن وشعبه وثورته وضد قواها الحرة وعلى راسها انصار الله وكما كانوا اولئك من ابناء الامة المغرر بهم في الماضي مطية لأولئك المستبدين والمظلين ها هم اليوم بمن يتبناهم من قوى النفاق والعمالة مطية للمستعمر الاجنبي الامريكي اليهودي فيقدمون اموالهم وارواحهم وكل ما يملكون بل ان اعداء الامة وعملائهم لم يكتفوا بتحريك تلك القوى والمراكز الوهابية التي زرعوها في اليمن بالتزامن مع صناعة منظومة نظام العاملة بل عمدوا بالتنسيق مع تلك القوى العميلة في الداخل والجوار الى استقدام عناصر ومجاميع من دول اجنبية كثيرة منها أوروبية وادخالهم الى اليمن بطريقة غير شرعية تحت غطاء طلب العالم بينما كشفت الاحداث والوقائع بانهم طلاب من نوع اخر طلاب فتنة يتلقون التدريبات العسكرية على مختلف انواع الاسلحة ويتلقون الافكار والفتاوى التكفيرية بل وكشفت الاحداث انهم مجندون من قبل الاستخبارات الامريكية والإسرائيلية وقد تزامن تحريكهم والدفع بهم في اليمن بالتزامن مع التواجد الامريكي العسكري والمخابراتي في اليمن على يد تلك القوى العميلة التي مثلت بنظامها وحكومتها القديمة الجديدة الغطاء السياسي للتواجد الامريكي العسكري والمخابراتي في اليمن والتي استخدمت كورقة لمواجهة المسار الثوري الحر من جهة ومن جهة اخرى لصرف انظار الشعب اليمني عن التدخلات والجرائم الامريكية
أمام كل تلك المؤامرات وأمام كل ذلك التظليل والتزييف والشائعات يبقى للشعب اليمني الاصيل حضوره الواعي المتعاظم في ميادين الثورة وفي عقد المؤتمرات والوقفات الاحتجاجية للقبائل اليمنية التي تخرج بمشائخها وعقالها وكبارها وصغارها لتؤكد ان للشعب اليمني موقفه المبدئ الناتج عن وعي ويقضه ضمير واحساس بالمسؤولية والناتج عن استشعار للخطر الامريكي اليهودي على اليمن وشعبه بشكل خاص وعلى ابناء الامة بشكل عام وليس ادل على ذلك من الحشود الشعبية المتعاظمة في مختلف الساحات والتي يعلن ابناء الشعب عبرها عن تنديدهم بما يقوم به التكفيريون وعصابات ال الاحمر كما يعبرون عن رفضهم القاطع للنزاعات الطائفية والاعتداءات على ابناء صعده وانصار الله وعلى ابناء اليمن بشكل عام في تأكيد على ان التكفيرين امتداد للمشروع الامريكي اليهودي لإشعال فتنة تصرف انظار الشعب اليمني عن التدخل الامريكي وجرائمه في اليمن ومحاولة لأفشال مخرجات الحوار الوطني وصولا الى تمزيق النسيج الاجتماعي والزج بالشعب في اتون حرب طائفية تسهل لأمريكا احتلال اليمن كما ان الشعب اليمني يدرك ايضا ان هدفهم من وراء تلك الحملة الاعلامية عبر قنوات التظليل ومواقع الكذب والشائعات هو التشويه للقوى الحرة وعلى راسها انصار الله الى محاولة كسب تعاطف شعبي اقليمي ودولي مع التكفيريين عبر الترويج لمظلوميتهم المصطنعة الا ان الشعب اليمني يدرك ويعي ايضا انما ذلك ليس الا من اجل الحصول على مكاسب شعبية الامر الذي يكشف ان تلك القوى الاستبدادية العميلة والمتعفنة لم تكن ولم تعد اليوم تمتلك أي مشروع الا مشروع الفتنة والاستقواء بالخارج الاستقواء بأعداء الامة الامريكان اليهود قوى تعشق السلطة ومن يعشقون السلطة من يعشقون المناصب هم من يمكن أن يضحون بالدين، ويضحون بالأمة، ويضحون بكل شيء.