اليمن دولة مستقلة وذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة نرفض ان تكون حديقة خلفية او ساحة نفوذ تابعة لاي جهة إقليمية او دولية سواء السعودية او ايران او غيرهما وهذا اعتقد مطلب لا يجوز معاقبة اليمن عليه ولا القوى السياسية التي تتمسك به ,واصرارها على هذا الحق لا يعني الغاء خصوصية العلاقة بين البلدين الجاريين او ان اليمن صار تابعا لإيران .
اليمن دولة جارة للسعودية كما هي السعودية أيضا دولة جارة لليمن والجوار لا يمنح حق الوصاية وكما علي اليمن ان تراعي حقائق الجوار الأمنية والجيوسياسية السعودية عليها نفس الحق , صحيح ان السعودية دولة غنية لكن الغنى يوجب الفضل لا الوصاية .لا احد ينكر ان الرياض انفقت أموالا ضخمة في اليمن لكنها كان رشوة سياسية مقابل الولاء السياسي واضعاف الدولة ولذلك ينظر الشعب اليمني للدور السعودي في اليمن بغير قليل من المقت والمخزون السلبي الذي تكتنزه الذاكرة الشعبية عن السعودية يفوق بأضعاف مضاعفة المخزون الإيجابي .
اليمن كذلك دولة عربية وإسلامية وهي جزء لا يتجزأ من القضايا العربية والإسلامية التي نصت عليها مواثيق الجامعة العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية وفي قلبها الصراع العربي الإسرائيلي , باعتبارها عمود الخيمة للنظام العربي وانتمائنا لهذه القضايا ليس انتماء لإيران بل انتماء لذاتنا وهويتنا العربية والإسلامية و اختيار ايران الثورة الانحياز لهذه القضايا لا يغير من حقيقتها ولا يجعلها قضايا منسوخة والصحيح ان ايران أصبحت تابعة لنا وليس العكس ,ويفترض ان تشكر على اختيارها الانحياز لقضايانا العربية ,في الحد الأدنى لا يعاقب من اختار التمسك بهذه القضايا ولا يتهم بالعمالة لإيران .من يجب ان يلام ويعاقب هو من ينقلب على مواثيق الجامعة العربية وعلى ثوابت النظام العربي ويدخل في صفقات مشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية ويحرف بوصلة الصراع من صراع عربي إسرائيلي الى صراعات طائفية او بينية عربية- عربية او إسلامية لأنه بهذا الصنيع ينسف النظام العربي من أساسه ويدوس على انقاض الجامعة العربية ويجهز على اخر عرق ينبض في العروبة ان كان بقي عرق .
وإذا كنتم تعتقدون ان ايران تزاحمكم في المنطقة من بوابة القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الإسرائيلي فعندي لكم الحل الذي تسحبون به البساط على ايران وهو ان تحملوا قضايا النظام العربي في اطار مشروع قومي تحرري وعندها ستعود ايران الى حدودها وستجدون العرب يتحلقون من حولكم وسنكون اول من يرفع القبعة لكم وسنقاتل تحت لواء مشروعكم العربي المستقل.
الاشقاء الالداء :
إذا كان بإمكانكم ان تهزموا ايران فاهزموها ،او تريدون ان تدخلوا في حرب معها فاعلنوها اليوم (وان كنت شخصيا أرى ان التعاون افضل لكما وان الوقيعة بينكم صنيعة غربية لحلبكم فقط) ان شئتم لن نمنعكم من ذلك لكن اذهبوا بعيدا عن اليمن.
اليمن دولة ذات موارد محدودة يجب تحييدها عن صراعات الدولتين وإذا كان عندكم مشكلة مع إيران فلا تكون على حسابنا وتصوير معركتكم مع اليمن على أنها مواجهة مع إيران والتركيز على الانقسامات الطائفية للتمويه على الدوافع الجيوسياسية للقتال والاستنهاض الغرائزي للشعوب السنية لحشد الدعم الإقليمي على درجة عالية من الخطورة، يدخل المنطقة في حروب من شأنها أنْ تغيِّر وجهها على نحوٍ مدمر, وبالتأكيد لن يكون لصالحكم ولا لصالح اليمن ولا لصالح العرب وستضيع (الصيدة )عليكم في اليمن كما ضاعت في سوريا ونحن نعرف والعالم يعرف وانتم تعرفون انكم تخضون معاركة بالوكالة .
باختصار نريد اليمن حديقة لنا وليس ساحة لا لكم ولا لإيران ولكم علينا ولنا عليكم ما تفرضه حقائق الجوار سياسيا واقتصاديا وامنيا… فهل الى عقل من سبيل ؟