كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تعليقا على إفشال العدوان السعودي مشاورات جنيف كشفت عن جوانب لم نكن نعلمها عن استهتار تحالف العدوان بالقانون الدولي وإخلاله بالاتفاقات التي تجريها الأمم المتحدة مع الوفد الوطني المفاوض سابقا ولاحقا بما في ذلك الدفع بالأمم المتحدة إلى التنصل من مسؤوليتها عن حماية الوفد الوطني وتأمين سبل آمنة في ذهابهم وإيابهم من وإلى صنعاء، والأخطر في ما كشف عنه السيد حفظه الله الطلب من الوفد الوطني التعهد بعدم مسؤولية الأمم المتحدة عن سلامتهم الشخصية إذا ما تعرضوا للخطر!!
وبالطبع فإن الخطر والاستهداف للوفد الوطني لن يكون إلاً من قبل ذلك التحالف السعودي الأمريكي المجرم الذي يحاصر اليمن برا وبحرا وجوا.
إلى ذلك كشف السيد رفض تحالف العدوان ذهاب أو عودة اي جريح أو مريض يمني حتى وإن كان إلى أوروبا.
لاحظوا إصرار تحالف العدوان على إظهار وجهه البشع بمنع الجرحى من تلقي العلاج حتى في أوروبا وليس سلطنة عمان التي تتهمها أوساط التحالف بعدم الحياد.
وهنا كان القرار الصائب برفض شروط العدوان السعودي الأمريكي المهينة للوفد الوطني ضروريا لتعرية وفضح موقف تحالف العدوان الرافض للسلام، وإظهار حقيقة الحصار الظالم على اليمن ومنعه سفر الجرحى والمرضى اليمنيين الذي يعد امتدادا لجرائم الحرب التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي التحالفي المجرم منذ بداية العدوان على اليمن وحتى اللحظة.
وإن جانبا من الدور الأمريكي المهيمن على مسار العدوان السعودي الإماراتي التحالفي بكل أبعاده على اليمن كشف عنه السيد عبد الملك في كلمته الليلة الماضية حينما أشار إلى ان عودة الوفد الوطني المفاوض في مشاورات الكويت – والذي ظل في سلطنة عمان قرابة 90 يوما ممنوعا من العودة إلى اليمن- قد تمت بمقابل إفراج السلطات في صنعاء عن جواسيس أمريكيين تم القبض عليهم من قبل الأمن القومي.
إن هذا الابتزاز الأمريكي الذي عبرت عنه تلك الواقعة يكذب كل المزاعم الأمريكية بأن الحل السياسي للأزمة اليمنية يعبر عن الموقف الأمريكي وما يسمى المجتمع الدولي.
كشف السيد كذلك أن رفض تحالف العدوان توفير طائرة للوفد الوطني من بلد غير مشارك في العدوان كروسيا أو الصين لضمان أمن وسلامة الوفد الوطني يدل على أن ثمة نوايا عدوانية واستفزازية مبيتة لدى العدوان السعودي الأمريكي ضد الوفد الوطني المفاوض.
وتلك المؤشرات مجتمعة تؤكد صوابية الموقف الذي اتخذه الوفد الوطني من عدم قبول شروط العدوان واملاءاته المتعلقة بإجراءات مغادرة الوفد وعودته.
السيد حفظه الله تطرق إلى الجوانب الاقتصادية والمعيشية في ظل العدوان والحصار وما يمارسه العدوان من تأزيم للأوضاع المعيشية كهدف استراتيجي للعدوان وأشار إلى تهديدات السفير الأمريكي لوفدنا المفاوض في الكويت بضرب الريال اليمن وجعله لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به.
ومن موقع المسؤولية الدينية والوطنية أطلق السيد مبادرة تحييد الجانب الاقتصادي عن الصراع الدائر لضمان صرف المرتبات لكل موظفي الدولة والتخفيف عن كاهل المواطنين، وألقى بالكرة في مرمى التحالف وما يسمى بالشرعية وليكون الشعب اليمني بكل شرائحه وقواه شاهدا على كيفية التعاطي مع هذه المبادرة التي تأتي من واقع إدراك ما يعانيه الشعب في ظل العدوان والحصار.
هذه المبادرة يفترض وبدون حسابات سياسية أو مزايدات أن يتم تبنيها من قبل القوى السياسية والاجتماعية ودعاة السلام والناشطين والمطالبين بصرف المرتبات لأنها عملية وقابلة للتنفيذ بوجود الحد الأدنى من حسن النوايا لدى الطرف المهيمن على جل الموارد النفطية والغازية والمنافذ الجمركية إلخ.
كلمة السيد تطرقت إلى تصعيد العدوان السعودي الأمريكي التحالفي لعملياته العسكرية في الساحل والحدود ودعا إلى ضرورة التحرك والحشد والتعبئة في مواجهته، وهو بالفعل ما أثبت جدواه وفاعليته في مواجهة عدوان بات غارقا في المستنقع وسيحصد الهزيمة والعار بإذن الله.