أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى ، مهدي المشاط ، أن كل المعانات التي يعيشها الشعب اليمني اليوم ، لم تكن وليدة اللحظة وإنما كانت نتيجة لتراكمات طويلة ومزمنة ومكثفة من الاختراقات والمؤامرات الخارجية المبكرة التي استهدفت هذه الثورة (في إشارة إلى ثورة 26 سبتمبر)
وأكد الرئيس المشاط ، في كلمة له اليوم ، وجه إلى الشعب اليمني ، بمناسبة العيد الـ 56 لثورة الـ 26 من سبتمبر أن الخارج وأدواته في الداخل عمد إلى خنق مبادئ هذه الثورة وتحنيط أهدافها, والتدخل منذ اليوم الأول في شئونها عسكريا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا, تارة بمناهضتها والوقوف الصريح ضدها, وأخرى باسم مساعدتها والوقوف إلى جانبها حتى سام الخارج ـ بشقيه المساعد والمناهض على حد سواء ـ الثورة والثوار كل صنوف العناء والعذاب والسجن والظلم والمعاناة ولم تتوقف الحرب السياسية والعسكرية على ثورة وشعب السادس والعشرين من سبتمبر, إلا بعد أن ضمن انتقال الزمام إلى أيدي أدواته من الخونة والفاسدين كما أسلفنا.
وتابع ، لعل الأدهى والأمر أن أولئك الأدوات ـ وفي غش وزيف وخداع لم تتعرض له أي ثورة في التاريخ ــ مضوا يقتلون الثورة باسم الثورة, والجمهورية باسم الجمهورية, ويعزلونها على نحو ممنهج عن الواقع, حتى تحولت الثورة إلى مجرد أغنية يستدعونها من الأرشيف كلما أطلت ذكراها السنوية, بينما يقضون بقية العام في فسادهم ومراكمة أرصدتهم الشخصية والعائلية, وفي العكوف على تنفيذ ما يريده الخارج لا ما يريده الشعب أو تريده الثورة, وهكذا استمر الحال على مدى نصف قرن.
وقال “عندما سقطت أدوات الارتهان والتبعية للخارج, ثارت ثائرتهم وعادت تلك الدول المعادية للسادس والعشرين من سبتمبر للتدخل العسكري من جديد, في محاولة بائسة لإعادة أدواتها واستعادة هيمنتها, كي تبقى اليمن محكومة بالضعف والفقر والتخلف إلى الأبد, في دلالة واضحة وقاطعة تمنح احتفالاتها اليوم بأعياد سبتمبر وأكتوبر معناها الحقيقي, وتذهب عنها كل ذلك الزيف المزمن الذي ما تزال أدوات الخارج تعيشه وتمارسه حتى اليوم ومن دون مواربة أو خجل.
وجدد الرئيس المشاط التأكيد على ما يلي:
أولاً: نجدد في هذه المناسبة اعتزازنا بصمود شعبنا وبطولات جيشنا ولجاننا الشعبية وقبائلنا الوفية وبيدنا الضاربة والممتدة في قوتنا الصاروخية وطيراننا المسير والقوات البحرية والبرية, كما ونجدد شكرنا لكل الأحرار والشرفاء في الداخل والخارج ولكل المواقف المتضامنة مع شبعنا, ونحث الجميع على المواصلة ومضاعفة الجهود حتى الانتصار الكامل للحرية والسيادة والاستقلال.
ثانياً: نؤكد على كل ما تضمنه خطابنا السابق في الذكرى الرابعة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ونشكر لكل الأخوة المعنيين خطواتهم العملية التي بدأوها لوضع ما تضمنه موضع التنفيذ كلاً فيما يخصه ويعنيه.
ثالثاً: نؤكد لدول العدوان وكل من لف لفها بأن إرادة السادس والعشرين من سبتمبر لن تكون بعد اليوم قابلة للاختراق مجددا أو الكسر, فهي اليوم لم تعد كما كانت حبيسة الفاسدين وأدوات الارتهان والتبعية.
رابعاً: وفي السياق نفسه نقدر عاليا ما ورد على لسان الأخ عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني من استعداد باكستان الشقيقة للعب دور في إحياء ودعم عملية السلام في اليمن, ونرحب بأي جهود مستقبلية في هذا الاتجاه كما نؤكد على دعمنا المستمر لجهود المبعوث الأممي ونرحب بكل الجهود والمبادرات الداعمة لهذا المسار.
خامسا : ندعو إلى تحييد الاقتصاد ووقف العبث به وتتحمل قوى العدوان السعودي الأمريكي تبعات كل الإجراءات العبثية التي تقوم بها حكومة الارتزاق التي لا تأبه بحياة المواطن، بل تتعمد أن تقتات جوعه وتستثمر معاناته وإننا في هذا الصدد نبذل كل ما يمكن من الجهود التي تعمل على الحد قدر الإمكان من مؤامرات قوى العدوان التي تستهدف كل مواطن دون تمييز، وفي حال استمرت قوى العدوان والارتزاق في سياستها التجويعية المتجردة من كل القيم والأخلاق – كما هو حالها- فإن المسؤولية الأخلاقية تحتم علينا اتخاذ تدابير ولو كانت مزعجة، وتتحمل تبعاتها قوى العدوان ومرتزقتها حتى نعمل على سحب هذه الورقة من أيديهم العابثة باعتبارها آخر الأوراق التي تعمل قوى العدوان على تركيع الشعب من خلالها بعد فشله الذريع وسقوطها المدوي في كل المجالات السياسية والعسكرية والإنسانية .
سادسا: نؤكد لجميع شعوب ودول العالم بأننا في اليمن نستند إلى قضية عادلة ونمارس حقنا الطبيعي في الدفاع عن النفس وعن الوطن, ونناضل من أجل حقنا وحق شعبنا في الحرية والاستقلال, وأن هذا النضال مشروع بشرعية حقنا في الحياة ومطالبنا المحقة, وبشرعية أرضنا التي نقف عليها وندافع عنها, وجماهير شعبنا التي تخرج معنا, وثورة الشعب التي تقف إلى جانبنا, والبرلمان اليمني الذي يشاطر شعبه الألم والأمل, ومشروع أيضاً بشرعية الأمن الذي توفره وتصونه مؤسسات الدولة التي حافظنا عليها.