رياح التطبيع تهبّ على الناطقين بلسان الضاد
يمني برس
يُحسب لكيان العدو أنه سبّاق في استخدام التكنولوجيا الحديثة واستغلالها والاستفادة منها على أحسن نحو ممكن، وهذا الكلام بكل تأكيد ليس بالجديد خاصة إذا ما أردنا الحديث عن اكتشاف الصهاينة لأهمية الإعلام لتسويق أفكارهم ونشرها في جميع أنحاء العالم وإيصال فكرة مفادها أن الإسرائيليين يريدون العيش بسلام إلى جوار الشعب الفلسطيني ونجحوا في إقناع الغرب بتقبّل فكرتهم ونشرها وتعويمها وإلباسها بقناع مزيف سقط تدريجياً عبر السنوات السبعين لقدوم هؤلاء إلى منطقتنا.
“تيودور هرتزل” كان من أوائل الذي اعتمدوا أسلوب “البروباغندا” الإعلامية واكتشفوا أهميتها، وكان ذلك حينها عبر تشكيله لجريدة “العالم” لكسب عواطف شعوب العالم تجاه اليهود، أما ومع دخول العالم الحياة الرقمية وتغير الأسلوب دون تغيير المحتوى، اندفعت “إسرائيل” بكل كيانها وقادتها للسباق من أجل استغلال التكنولوجيا الحديثة وكان ذلك هذه المرة عبر “وسائل التواصل الاجتماعي” التي من شأنها أن تسهّل اختراق أي مجتمع عربي مهما كان محافظاً عبر هذه الوسائل، وبهذا يمكنها أن تتفاعل مع الشباب العربي من دون أي “فلاتر” عبر “فيسبوك” و”تويتر” وغيرها من البرامج التي يستخدمها ملايين العرب.
أهمية هذا الموضوع بالنسبة للكيان الإسرائيلي تحدث عنها يوناتان غونين، رئيس قسم الدبلوماسيّة الرقميّة، الذي قال لموقع (المصدر) الإسرائيليّ، شبه الرسميّ إنّه في منطقة الشرق الأوسط يعيش نحو 400 مليون عربي، من بينهم 145 مليوناً يستخدمون الإنترنت و80 مليونا منهم يستخدمون الفيسبوك، وتابع: لقد أدركنا منذ أن أسسنا القسم في عام 2011 أنّ أفضل وسيلة للتواصل مع الشباب العربي هي الفيسبوك، الذي أصبح الوسيلة الأقوى تأثيراً على الرأي العام، ووفقاً للإحصاءات الرسميّة للوزارة يبلغ عدد متابعي صفحة الفيسبوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من 910 آلاف متابع، أكثرهم في سن 18 حتى 24 عاماً، ويعيش معظم المتابعين في مصر، لكن هناك آخرين في العراق والمغرب والأردن وفلسطين ويشاركون في التعليقات على صفحاتهم.
العراق