كشفت معلومات خطيرة وهامّة عن قيام النظام السعودي الذي يقود تحالف العدوان على اليمن، بإنشاء شركات سرية يعمل فيها المئات من الموظّفين الذين تم اختيارهم بعناية للقيام بتنظيم حملات مختلفة تعمل على استهداف الشعب اليمني وقواته من الجيش واللجان الشعبية، وإضعافه على المستوى المادّي والمعنوي والإعلامي والديني والبشري ونشر الشائعات بين أوساط اليمنيين، بما يخدم ويساعد العمليات العسكرية التي تشنّها السعودية وحلفائها ضد اليمن.
وأفادت المعلومات التي أدلت بها مصادر مُطّلعة، لـ “يمني برس”، بأن إحدى الشركات السرّية التابعة للمخابرات السعودية قامت بتأسيس حملة أسمتها بـ “حملة رياح السلام”، يرأسها النقيب “محمود منصور علي سيف”، ومن أهدافها “كسر” التأييد المجتمعي للجيش اليمني وأنصارالله عبر تنفيذ فعاليات وتعبئة مجتمعية بأفكار يتبنّاها النظام السعودي، ومحاولة تجفيف منابع الامداد المادي والمعنوي والبشري للجيش اليمني وأنصارالله.
وعلى ما يبدو، فإن التفاعل المجتمعي الكبير الذي ينشط ويتزايد يوما بعد آخر عبر الدعم المالي والمعنوي والبشري الذي يقدّمه للجيش اليمني واللجان الشعبية، قد أزعج النظام السعودي بشكل كبير، إذ جعل من استهدافه وإضعافه من أولى الأولويات وأهم الأهداف.
ووضعت الشركة السرية حسب المعلومات المُسرّبة، من أول أهداف ما تُسمّى “حملة رياح السلام”، هو نشر أفكار وقناعات تعمل على تحييد المجتمع اليمني وامتناعه عن أي شكل من أشكال الدعم والتعاون مع من وصفتهم بـ “طرف الانقلابين” وتجميل صورة ما أسمتها بـ “الشرعية وجيشها وأهدافها” الذي وصفتها بـ “السامية”.
وتجدر الإشارة هنا إلى ارتباط أهداف هذه الحملة بحملات التشويه التي يقوم بها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ضد قوات الجيش واللجان الشعبية، وتبنّيها بث إشاعات كاذبة تتهم الأخيرين بتجنيد الأطفال وإرغام المواطنين على الانخراط في جبهات القتال،
وتفضح المعلومات المسربة الدور الذي قام به النشطاء المرتبطين بالتحالف السعودي في حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائل الإعلامية سعت لجر المجتمع الى تحميل أنصارالله مسئولية الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تسبب به تحالف العدوان، وتأليب الموظفين ضدهم عبر تحميلهم مسؤولية انقطاع الرواتب الذي تسبب به قرار حكومة المرتزقة بنقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، وهو القرار الذي اعتبره مراقبون إحدى أهم أوراق الضغط الاقتصادية التي استخدمها تحالف العدوان لاستهداف الشعب اليمني ومحالة إخضاعه.
كما تكشف المعلومات المُسرّبة أن من أهداف الحملة هو مضاعفة الحصار الاقتصادي الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني، وتضييق الخناق على الشعب اليمني اقتصاديا بشكل أكبر، كإجراء عقابي على وقوفه ومساندته للجيش واللجان، وأيضاً بذريعة أن ذلك سيعمل على تجفيف منابع الإمدادات لقوات الجيش واللجان البشرية والمادية والمعنوية وخلخلة صفوفهم بالجبهات ونطاقها الجغرافي.
وأوضحت الحملة أن استهداف المجتمع اليمني عبر هذه الوسائل سيعمل على إزالة تخوف المجتمع الدولي من عملية الحسم العسكري، الناتج من ما يراه من تأييد مجتمعي للجيش واللجان الشعبية الذي يدفع المجتمع الدولي للضغط بشدة نحو عملية سلام.
ولأن التأييد الشعبي ودعم الجيش واللجان بالمال والمقاتلين يُمثّل إحدى أهم وأبرز عوامل الصمود الأسطوري بوجه التحالف السعودي الأمريكي المُستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، جعل تحالف العدوان والمنظمات التابعة له تُقر بفشله عسكريا، معتبرة أن التأييد المجتمعي هو المعضلة الأساسية الحائلة دون الحسم، وان استمرار توافد المقاتلين وكل اشكال الدعم المادي والمعنوي للجيش واللجان جعل لهم أفضلية بالقوة البشرية والدعم المادي، مؤكدة ضمن أهداف حملتها العدائية ضد الشعب اليمني، أن خطوتها “الأفضل” هي التركيز على استهداف المجتمع القاطن في سيطرة الجيش واللجان وتحييده “بأسواء الحالات إذا لم تقم باستمالته.
وأوضحت المعلومات المُسرّبة أن الهدف العام من الحملة هو تمهيد الطريق لفرض سيطرة تحالف العدوان واحتلاله لكامل الأراضي اليمنية وفرض مشروع السيطرة على اليمن سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وبما أن الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي أبرز م يقف وراء العدوان على اليمن فإن من بين أهم أهداف الحملة هو القضاء على مشروع العداء ضد أمريكا وإسرائيل في اليمن.
أما الأهداف الفرعية فمنها استقطاب المواطنين وخاصة الشباب لصالح التحالف ومنع التحاقهم بجبهات القتال، واستهداف وعي المقاتل ضمن صفوف الجيش واللجان من خلال بعض الأنشطة والأفكار البديلة.
ويؤكد مراقبون أن مصير هذه الحملة التي تستهدف المجتمع اليمني، هو الفشل كما انتهى الحال بالعديد من الحملات المماثلة التي فضحها وقضى عليها الوعي الكبير لدى الشعب اليمني، الرافض للوصاية الخارجية ومحاولة الهيمنة عليه من قبل دول الاستكبار ومشروعها الاحتلالي في اليمن الساعي لنهب ثرواته والتحكم به.
وتجدر الإشارة إلى أن التأييد الشعبي الكبير لقيادة الثورة والجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية قد ساعد بشكل كبير في إفشال وكشف وإنهاء العديد من المخططات الخطيرة التي ينفّذها تحالف العدوان السعودي الأمريكي بشكل مباشر أو عبر أدواته لاستهداف الشعب اليمني وزعزعة أمنه واستقراره، وبات الشعب في مناطق سيطرة الجيش واللجان رغم الحرب والحصار ينعم بأمن وأمان غير مسبوق، على العكس تماما مما كانت عليه في عهد الأنظمة السابقة المرتهنة للنظام السعودي والأمريكي.