لا تُعلقوا فشلكم على “جمال بن عمر ” .. بقلم : علي البخيتي.
يمني برس – أقلام حرة:
تزايدت الحملة على المبعوث الأممي جمال بن عمر, تجاوز فيها البعض حدود النقد السياسي الى التهجم الشخصي, واستخدم البعض عبارات ومفردات أقل ما توصف به أنها غير محترمة وغير مُهذبة خصوصاً عندما توجه لضيف يحل بيننا, استدعيناه والمجتمع الدولي لحل مشاكلنا بعد أن فشلت نُخبتنا السياسية في الخروج من الأزمة التي عصفت باليمن خلال الثلاث السنوات الأخيرة.
أتفهم نقد بعض الكتاب المُستقلين لجمال بن عمر – على اعتبار أنه أداه التدخل الدولي في اليمن – خصوصاً من يلتزم منهم في نقده بالحدود المتعارف عليها, لكني لا أتقبل نقد بعض الأطراف السياسية المُتباكية على سيادة اليمن والمُطالبة برحيل بن عمر.
تلك الأطراف حكمت اليمن لأكثر من ثلاثة عقود وأوصلتها الى حافة الانهيار الكامل, أدارة البلد بالأزمات والحروب الداخلية و لعبت بالورقة المذهبية والطائفية والمناطقية, ونقلت الخلاف والصراع السياسي الى مربعات اجتماعية خطرة لم يصلها اليمن سابقاً على مدى قرون, وأدت الى انقسام مجتمعي بين الشمال والجنوب عندما نقلت براميل التشطير من النقاط الحدودية الى قلوب المواطنين بسبب انقلابها على اتفاقية الوحدة وشنها حرب 94م ضد أبناء الجنوب, وحاولت أيضاً زرع فتنة مذهبية في الشمال عبر حروب صعدة.
اذكر تلك الأطراف أن بن عمر لم يكن موجوداً خلال تلك الفترة من حكمكم, وأن فشلكم الذريع في أدارة البلد هو ما استدعى التدخل الدولي بناءً على رغبتكم وتوسلكم واستجدائكم و تطبيلكم ليلاً ونهاراً للمبادرة الخليجية, وتوجيهكم الشكر والثناء ليل مساء لصاحب الجلالة والسعادة والسمو.
اذكر تلك الأطراف المتباكية على السيادة أنها من أباحت اليمن للطائرات الأمريكية, لقصف وقتل مواطنينا خارج القانون, هي من ربطتنا باتفاقات سرية وعلنية مع الأمريكيين ومررتها عبر مجلس الدفاع الوطني بحسب اعتراف الرئيس هادي مؤخراً.
بن عمر يا سادتي لا يحمل مدفعاً, ولا تقصف طائراته أبين ورداع ومأرب, ولا توجد لديه قوات في قاعدة العند أو في فندق الشيراتون, ولا توجد له أساطيل في مياهنا الإقليمية, ولا توجد لديه ” لجنة خاصة ” يصرف منها مرتبات لنافذين وقُطاع طرق.
بن عمر لم يتعجرف كما فعل السفير الأمريكي ” جيرالد فايرستاين” ولم يُحرج الرئيس هادي كما أحرجه جيرالد بتصريحاته التي تستبق أي قرارات رئاسية, ليظهر الرئيس بعدها كمن يُنفذ ما قاله “العم سام” في مؤتمراته الصحفية شبه الأسبوعية.
بن عمر مواطن عربي قومي لذلك تتجرؤون عليه, لا تزال عقدة النقص تلاحقكم “عقدة الأجنبي” وعقدة ” العقال “,
فلو كان مبعوثاً أمريكياً أو بريطانياً أو يلبس ” عقالاً” لفكرتم الف مرة قبل أن تُطلقوا العنان لأقلامكم المسمومة لتتلفظ عليه بتلك العبارات, أو تطالب بطرده من اليمن, بن عمر لا يحمل أجندات خاصة لبلده في اليمن بحكم انتمائه للمغرب العربي, ليس لديه مصلحة أو أطماع في ثروات اليمن أو في موقعه الاستراتيجي, بل على العكس من ذلك فخلفيته العربية والقومية والنضالية في سجون بلده تجعله معنياً بإخراج اليمن من أزمته كجزء من المشروع العربي الذي نحلم به جميعاً.
لا تعلقوا فشلكم في استيعاب المتغيرات التي عصفت بالوطن العربي – واليمن جزء منه – خلال السنوات القليلة الماضية على بن عُمر, لا تحولوه الى شماعة تُحملوها مسؤولية فشل أعضائكم داخل بعض فرق العمل في مؤتمر الحوار, لا تحملوه مسؤولية أخطاء مطابخكم الإعلامية والسياسية, وانقسامات حزبكم وأزمته الداخلية وازدواجية القيادة فيه بعد أن تحول من حزب يملك السلطة والثروة الى حزب يملك بعض السلطة “المُتهالكة” و ثروة “ثابتة” بعد أن اُغلقت عليها حنفية المال العام…