ليس فشلا .. بل صور فوضوية من السيناريوهات ..
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم / عبدالرحمن الأهنومي
في وقت سابق من اليوم ، الحكومة استهجنت الحملات الإعلامية ضدها ، واتهمت الجهات التي تقف خلف تشويهها بإعاقتها عن القيام بدورها ، وقالت أن ذلك لن يزيدها إلا إصرارا في خدمة تطلعات اليمنيين..
واخيرا.. هي أكدت بأنها لن تتهاون في أداء دورها لتعزيز الأمن والاستقرار!
تأتي تصريحات الحكومة بعد يومين فقط من تعرض “مقر” صحيفتي الأولى والشارع لمحاولة إحراق متعمدة من قبل جهة لم تعلق عليها “الحكومة” في معرض تصريحاتها ضد وسائل “الإعلام” التي قالت بأنها تشوهها ، وقبل ساعات من تعرض الصحفي محمد العماد ومقر صحيفته لاستهداف جبان بسيارة مفخخة كادت أن تودي به وبمن كانوا بجواره..
ليست الأولى والشارع والهوية ومحمد العماد ووو ، إلا هامش قائمة لسيناريو ليست بداية فصوله وتفاصيله هنا ، بل هو ممتد منذ أن تعرض الدكتور محمد المتوكل لمحاولة تصفية جسدية ، قبل ذلك تصفيات طويلة لشباب في ساحات التغيير- كان يُذهب بهم حينها إلى مقبرة سواد حنش كشهداء سقطوا في مسيرة ما تارة ، ومجهولين شُيعوا في الستين تارة أخرى- ومرورا باغتيال عباس شرف الدين في سائلة صنعاء-(وبنفس “الموتر” الذي قتل به الضابط علي الديلمي أمام وزارة الدفاع ومئات أخرون ، وهو ذات المتر الذي حاول تصفية المتوكل في شارع القصر ، وهو ذاته الذي كانا يستقلاه مجهولان لإحراق مقر “الأولى” ، وهو ذاته الذي حاول قتل “كريم خيواني” في فلذة كبده ألاء ، وهو ذاته الذي كان يتحرك في ساحة التغيير ذهابا وإيابا من وإلى الفرقة في زخم الاحتجاجات الجماهيرية)- ، وتماما يمر ذلك السيناريو باغتيال المحامي الكبير حسن أحمد الدولة!
بمقاربة هذه الحيثيات وبطرحها وجمعها مع بعضها لم يعد ثمة مجال لتوصيف ما نشهده أنه انفلات أو فشل أمني ، إنما نكون أمام صورة فوضوية من السيناريوهات ، باتت تفسرها لنا حالة التسلط والإقصاء الممنهج ومحاولات التفرد بالسلطة، وما يصاحبها تزايد في نشاط الجريمة المنظمة لاستهداف كل الاصوات المناهضة، كذلك التغول الطائفي على مؤسسات الدولة بكل سلطاتها (التشريعية- التنفيذية- القضائية) ، وما يصاحب ذلك من تفسخ منظومة القيم على المستويين الفردي والمجتمعي، وسيادة الثقافة التقطع والنهب والاختطاف والإرهاب المنظم ، وما يصاحب النموذج كله حالة من النكوص والأرتداد عن مبادئ الثورة وشعاراتها وأهدافها واختزالها في حامي الثورة وشيخها ودواشينها ودراويشها المحليين والدوليين!!
فلم تكن ساحات الثورة إلا صورة مصغرة لما هي عليه هذه الجماعة وقد شهدنا بأم أعيينا وفي وقت مبكر من الاحتجاجات الاعتداءات الهمجية ضد الناشطين والناشطات من شباب الثورة ، تلك الاعتداءات لم تكن موجهة ضد جهة بعينها بل كانت موجهة ضدا على كل ثائر حقيقي حتى ولو كان يتكلم بلكنة عدنية ، أو تعزية أو أبية فضلا عما إذا كان منتميا لصعدة أو حجة أو منطقة شمالية محسوبة!!
ولأنا في ظل حكومة “المسئول الأمني الأول فيها” ينتمي لذات الجماعة التي تتبنى الإرهاب في أبين ، ولذات الجماعة التي تحشد العالم لتفخيخ الشمال ، ولذات الجماعة التي تقف خلف اغتيال مئات الضباط والجنود ، ولذات الجماعة المتهمة بحوادث مشابهة في عموم محافظات الجمهورية ، ولذات الجماعة التي شاهدناها عيانا تنتهك وتعتدي وتمارس أبشع الممارسات بحق الشباب في الساحات ، لم يعد ثمة مجال للتعامل مع ما يحدث من منظور “الفشل” بل من منظور “أسلوب حكم” انتقامي ، يرى في قتل “المعارض” أو تفخيخه أو إحراقه او سحقه أو سحله ، وسيلة ملائمة للتخلص منه وإسكاته وإلى الأبد!