رايتس ووتش: ضحايا الغارات السعودية في اليمن تستحق الأهتمال بمثل حادثة “خاشقجي”
رايتس ووتش: ضحايا الغارات السعودية في اليمن تستحق الأهتمال بمثل حادثة “خاشقجي”
791
يمني برس – متابعات
دعت منظمة هيومن رايتس، يوم أمس الثلاثاء، المهتمين بقضية خاشقجي إلى استخلاص العِبَر، من جرائم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
جاء ذلك في مقال للباحثة كريستين بيكرلي الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمختصّة في شؤون اليمن والإمارات العربية المتحدة، والذي جاء تحت عنوان قواعد اللعبة السعودية “تحقيقات ذاتية في وفاة المدنيين في اليمن وقضية خاشقجي”
ولفتت “بيكرلي” إلى أن المشهد مع إعلان السعودية إنشاء آليات رسمية لتقصي وفيات المدنيين على أيدي ضباطها، يتكرر لكن من دون إجراء أي تحقيقات موثوقة في تلك الوفيات.
وأفادت يمكن لمراقبي التحقيق في قضية جمال خاشقجي استخلاص دروس مهمة من سجل السعودية المريع في هذا المجال، في حين يمكن للمهتمين بجرائم الحرب في اليمن استخدام قضية خاشقجي لاستخلاص العِبَر. وبينت أن كل ضحية لغارات التحالف السعودي غير القانوني في اليمن تستحق الاهتمام نفسه ككاتب في صحيفة “واشنطن بوست”.
وأفادت: تكثر أعداد الضحايا، ممن قُتلوا أو جُرحوا في تفجيرات التحالف بقيادة السعودية: عريس وحفل زفافه، وطفل مسجون، وقرويون يحفرون بئرا، وحشود تتبضّع في السوق. وقالت: لم تثر أي من جرائم الحرب الظاهرية في اليمن الغضب الدولي نفسه الذي تسبب به مقتل خاشقجي في الأسابيع القليلة الماضية. اعترف المسؤولون السعوديون أخيرا، في 20 أكتوبر/تشرين الأول، تحت ضغوط خارجية شديدة، بوفاة خاشقجي في قنصليتهم في إسطنبول، بعد أسابيع من الكذب والتشويش المتكرر تجاه مصيره.
بسبب الرد المذهل على مقتله، قد يُخيّل للمرء بأن المسؤولين السعوديين المتورطين في انتهاكات حقوق فاضحة سيدفعون أخيرا ثمن الجرائم التي ارتكبوها داخليا وخارجيا، وأن الغضب نتيجة قضية خاشقجي سيحفز حلفاء المملكة الغربيين على المطالبة بالمساءلة بطريقة لم تكُن كفيلة 4 سنوات من الفظائع في اليمن أن تضمنها.
لكن قال الرئيس دونالد ترامب، المشيد بحكام مستبدين كثيرين حول العالم، بعد أيام من دعوته السعودية للتحقيق، إنه وجد تفسيرها لوفاة خاشقجي مقنعا. أضاف أمام صحفيين: “أعتقد أننا نقترب من حل مشكلة كبيرة”. لا يتبع السعوديون وحدهم قواعد اللعبة هذه، بل الأمريكيون أيضاً.
وأوضحت رايتس ووتش في المقال، أن التحالف بقيادة السعودية (المسلّح والمدعوم من الولايات المتحدة) سلح لسنوات عديدة آلاف المدنيين في اليمن، مخلفا وراءه الدمار والموت والخراب.
وتابعت لدى سؤال الأمريكيين عن انتهاكات قوات التحالف المزعومة لقوانين الحرب، من قصف لقاعة جنازة مزدحمة إلى تدمير حافلة ومقتل 26 شخصا، يميل المسؤولون هناك لاتباع خطة مماثلة: الإعراب عن القلق، ودعوة التحالف للتحقيق، والإشادة بالتحالف عندما يقوم بالتحقيق مهما كان ضعف النتائج، والتنويه بأي وعد بتحقيقات إضافية أو دفع تعويضات، والسماح بأن تختفي هذه الوعود بهدوء بمجرد أن يتراجع الضغط الدولي وأي ضغط سياسي محلي.
وكان التحالف بقيادة السعودية قد بدء عملياته العسكرية باليمن، في مارس/آذار 2015. ودمرت الغارات الجوية للتحالف البنية التحتية المدنية الحيوية في بلد فقير بالأساس. أصابت المستشفيات والأسواق والمصانع في بلد تداعى فيه النظام الصحي والاقتصادي وغدا السكان على حافة المجاعة. تسببت الهجمات بمقتل مدنيين يحاولون البقاء أحياء مع ارتفاع أسعار الوقود، والنقص الحاد في الغذاء، وانتشار الكوليرا والأمراض الفتاكة الأخرى.