جُرم لا تغفره صحف التاريخ فكيف بصحف اللّه حين تنشر في يوم النّشور، يتشتت الذهن في مناظر لاتخلو من دماء و مجاعة و فاقة و ظلم و نزوح و ظلم تكابده اليمن ما يقرب من أربعة أعوام.
في فوضى العالم العارمة ظلم ما رأيناه في قصص الوحش و لا قصص الزمان التي انشقّت بندرة وانسلاخ عن كلّ حكايات الكون الموثقة و الماضية أدراج الرّياح.
ينفطر القمر لو نطقت جوارحه بما يشهد من عدوان على اليمن ، و تودّعنا الشمس سرمدا لو ملكت ذلك ، و تخر الجبال نحيبا لو أمكنها ذلك و تختنق البحار و تطفح فوق هذه الأرض و نرى دمعها المالح على خدّ الشّواطئ.
حتى الملائكة التي لم تخلق لتحزن ، لكن لو كان بيدها لعافت عالم الظّالمين ، و لطفق كلّ ذي عقل ( أيّد و برّر للعدوان ، و نافق ) يخصف عليه من ورق ليست من الجنّة بل من ورق شجر الزّقوم التي تغلي حميما وغسّاقا في بطون المرتزقة الذين تذهب بهم مخاوفهم من أن يكون المنشار الكهربي هو الأداة الوحيدة لتخليصهم من عذابات روح الارتزاق التي اتضح لها أنّها ليست أغلى من خاشقجيهم ، بل إنّها الأرخص و الأذلّ ، ولكن هذا خيارهم الذي اختاروه فليأذنوا بمناشير تلتقفهم و عمالتهم ، فكم أخبرناهم بأنّ : ” عزّ القبيلي بلاده و لو تجرّع وباها ” ، وكم خاطبناهم ب: ” أنا عدو ابن عمي و عدو من عاداه ” ، و قلنا لهم : لا تقتربوا من أفعى الاحتلال الكبرى ( الكوبرا )” فآخرة المحنّش للحنش ” لكنّهم جعلوا أحذية السيّد القائد في أفواههم من حقدهم عليه و ما أشرفها من أن تتلطّخ بوسخهم !
وجعلوا أحذية رجال اللّه فوق رؤوسهم و ما أغلاها من أن تتلوّث بدياثتهم !
وقبل ذلك جعلوا أصابعهم في آذانهم حتّى لا يسمعونا !
وأمّا نحن فقد جعلنا نقبّل ترابا تمشي عليه أقدام قائدنا الشّجاع و رجاله الأبطال و نعتزّ بها ، فثباتها عزّة و كبرياء ، و قد كفونا من أن ننام ونصحو جبناء يلاحقنا إرهاب محتلّ أمريكيّ و شركات أمريكيّة تهتم بقطف يانع رؤوسنا كما تهتمّ برؤوسهم في عدن و غيرها من المناطق التي ركع أهلها لأمريكا ..
فلتمضوا – أيّها المرتزقة و المنافقون – و ما لكم من خيار سوى مجاراة محتل أرعن قد يختار الواحد منكم كما يلتقط ذبّاح الدّجاج دجاجته من بين أخواتها و لن ينفعها بقبقتها و ستسلم عنقها للجزّار رضت أم أبت، واذكروا فقط كم قال لكم قائدنا السّيّد / عبدالملك الحوثي ، و الذي تحقدون عليه :
عودوا فسنعفُ عنكم، و اليمن لكلّ أبنائها ؛ فأخذتكم عزّة أبي لهب والوليد بن المغيرة و أبي سفيان و معاوية و يزيد و هم جهلة ماقبل أربعة عشر قرنا : وقلتم أمريكا أحنّ من ابن رسول اللّه عليكم ، و هو الذي قال لكم أيضا :
نحن مع سلام الرّجال فاخترتم استسلام الدّجاج ، و إن كان خاشقجيهم عجلا سمينا فأنتم أقلّ منه ، و كما هي فراسة السّيّد القائد فيكم فأنتم دجاج وستذبحون وفق الطريقة الدّاعشيّة على غير قبلة و هويّة محمّديّة ، و كلّ يضع نفسه حيث يشاء ، و ” من قد هو تحت الميزابي ما يقول : يح “.