أحدثت عمليه تصفيه الصحفي السعودي خاشقجي مفاعيل متعدده في العالم بعضها مرتب ومعد له مسبقا وبعضها لاحق للحادثه إما في جهة الباحث عن نصيب من حليب البقرة المهترئة او من جانب الباحث عن تلميع وجه القبح الدولي بالادانات الفارغة لقضية أثارتها الاستخبارات المنفذة للتصفيه حتى لا تظهر قباحة تلك الأنظمة أمام شعوبها في قضيه رأي عام أريد له أن يكون عالميا ..
المهم في هذه القضيه أنها اظهرت مجددا حجم النفاق الدولي وأن اللازم على الامم الحرة أن تعيد بوصلة تفكيرها الى ناحية التأثير لا التأثر ..
لقد إنساق العالم في هذه الحادثة الى المربع الذي ارادته وهدفت اليه الجهه المنفذة للجريمه والتي دائما تسعى من خلال افتعال قضايا هامشية وتضخيمها الى نيل مكاسب وتحقيق اهداف كبيره وذات ابعاد استراتيجية تخدم مصالح تلك الدول ..
اليوم لن نتحدث عن ما حصل وكيف قتل ومن هو ومتى واين فكلها قد تم تناولها من جميع الزوايا ولكن من خلال بوصلة المخطط والمستفيد من تبعات هذه الجريمه البشعة وكذلك لن نتحدث عنها من زاويه التشفي كون أطراف الفعل من قاتل ومقتول ينتمون لطرف إستعدا في محيطه المحلي والإقليمي والدولي دول برمتها كأداة طيعة بيد الصهيونية العالميه لا زالت ماثلة أمامنا بشكل جلي في عدوان آثم وجبان على اليمن بدعاوى لا تمت للعقل والمنطق والإنسانية بصلة مطلقا لذلك فهما ليسا ذا بال عندنا بتاتا بمعنى آخر لا القاتل يستحق اللعن كونه ملعون ذاتا ولا المقتول يستحق الترحم كونه شريك القاتل في جرائمه وما حرب الخليج الثانيه عنا ببعيدة ..
وعودا لما نريد توضيحه من موضوعنا هذا نقول وببساطة جدا اننا لو تسائلنا لماذا تم تصفية خاشقجي لوجدنا جوابا واحدا ولكن متعدد الزوايا فبالنظر الى تفاعلات الجريمه فإنها هدفت كما في جرائم مماثلة الى اولا توريط النظام السعودي وابتزازه واعتبار الجريمه مقدمة لتغيير وجوه الحكم لديهم حسب معطيات ونتائج تولي محمد بن سلمان للإدارة التي فشل فيها في تحقيق ما رسمته له الصهيونية العالميه وإن القادم يجب أن يواصل مشروعها في المنطقه لترتيب أمن إسرائيل عبر عده مشاريع اهمها دمجها في المحيط عبر التطبيع وما الى ذلك هذا في البعد الداخلي للمملكة وهناك ابعاد اخرى وأهداف مصاحبة للهدف الام وهو الحد من تمدد النفوذ الصيني الروسي على حساب أمريكا والدول الغربيه وهذا واضح من خلال مجريات الاحداث في المنطقه وأجزم كذلك ان إخفاقات بن سلمان في حربه على اليمن واحدة من الاهداف للتصفيه وأن اردنا التوسع فهذه الجريمه كون مفاعيلها قد أحدثت هذه الصحه فلا بد أن تكون ملفات الاخوان وتركيا وتداعيات الربيع العربي وتطورات الاحداث في سوريا ستدخل ظمن الاهداف الثانويه لتحريك ملفا هنا او قضيه هناك ..
ومن الواجب علينا قبل كل ذلك ان تعيد التاكيد بعد ان تم صرف تفكيرنا في الاتجاه الذي ارادته الدول المنفذة للجريمه أن تعيد بوصلة تفكيرنا الى الاتجاه الغايب عن الواقع والذي يتمثل في اننا لازلنا نتعاطى مع الاحداث من زاويه ما يراد لنا لا من زاويه ما يجب ان يكون عليه الحال فمثلا ومن خلال متابعه ردات الفعل الداخليه وجدناها لا تخرج عن اتجاهين الاول استهجان حالة النفاق العالمي الذي قامت حميته لجريمة قتل شخص ولم يتحرك ضميره لجريمة الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب اليمني منذ اكثر من ثلاث سنوات والثانيه التعاطي مع أن ما حدث ما هو الا مرحله جديده من مراحل انهيار المملكه نتيجه حربها الظالمة على اليمن وهنا يجب ان تعيد تلك الاتجاهات فالعالم منافق ومغمور بالنفاق تبعا لمصالحه وما قضية فلسطين عنا ببعيدة لذا لا يجدر بنا الاستهجان او البحث عن صحيان للظمير العالمي فذلك لن يجدي نفعا والثاني أن الاستبشار بزوال المملكه وان كان فيه مصلحه للعالم برمته الا ان زوالها لا يعني زوال محركها فالسعوديه مثل إسرائيل ماهي الا ذراع من اذرعه الصهيونية العالميه للافساد والبطش بالعالم خدمه لمصالحها الشيطانية لذلك كله فإن المعول عليه والمجدي نفعا هو التفكير بالعمق الإستراتيجي والذي مفاده وغايته أن نحدث نهضة استراتيجية لنا في العالم العربي تؤثر في صنع القرار العالمي لا أن نكون بيدقا من بيادق اللعبه التي تحركها دول الثمان في حلبة صراع المصالح التي يراد بها العالم ونكون فيها مستهلكين وضحايا تلك المخططات …
وحتى يكون ذلك يجب ان تكون رسالتنا الانسانيه للعالم ذات مدلول واقعي ومدعوم بالحضور المادي القوي لتصل الرسالة وتتغير الحاله النفاقيه بتغير إدارة المصالح والثانيه ان نواصل مشروع التحرر من التبعية عبر استهداف مصالح الدول الاستعمارية في العالم بدلا من الاستبشار بزوال ذيل هنا او تابع هناك هذا في الخط الأعمق للمواجهه مع عدو حرك العالم وأقام الدنيا ولم يقعدها على شخص كان ذيلا لذيل لذيل وجرنا في متاهة قضيه خاشقجي والأربعين قضية وجميعها لا تخدم وجودنا وانتصاراتنا
