القــــــــــــاتـل معلــــــــــــــــوم !
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / عبدالله الحضرمي رئيس تحرير اليمن اليوم
اُغتيل البرلمانيُّ الحرُّ الدكتور عبدالكريم جدبان، ليلةَ أمس، كخطوةٍ أخرى في طريق إسكاتِ كلِّ الأصواتِ الصادعة في وجه مشروع التمكين السياسي.. مثَّلَ الشَّهيدُ صوتاً برلمانياً مُقلقاً لعصابةِ التمكينِ ولصوصِ الخزينةِ العامةِ وعتاولةِ القتلِ والمتَّجرينَ بمقدَّراتِ اليمن عبْرَ التخريب والغشِّ والسرقات، في الكهرباء والنفط، وسوى ذلك من الصفقاتِ المشبوهة.
اغتيالُ البرلماني عبدالكريم جدبان ليس إلَّا حلقةً في سلسلةِ جرائمَ مشهودةٍ تنفذها عصابةٌ تنتظم في شبكة من المصالح السياسية والاقتصادية، وتتمُّ بتستُّرٍ وتسهيلٍ حكومي يشيانِ عن بشاعةِ المصير لبلدٍ تحكمه عصابةُ (الإخوان المسلمين).
كلُّ حرب أهلية تبدأُ بالاغتيالات، وكلُّ فوضى طاحنة تنسحقُ تحتها الأوطانُ والشعوبُ، ويُخرجُ الأذلُّ منها الأعزَّ، تبدأ بهذا القتل الغادر.. واليمن أُدخلت في هذا السعير بفضل التواجد الجزئي لجماعة الإخوان في السلطة وتأثيرها على جزء من القوى الدينية والقبلية، ولا يوجد طريقٌ آخر للنأي ببلادنا عن المزيد من التشظِّي وتجنُّب الدخول في ما هو أخطر ممَّا نحن فيه سوى تكاتفِ جهود اليمنيين في وجه ماكينة القتل، ووضع حدٍّ للفترة الانتقالية التي تحوَّلت إلى طاحونةِ تصفياتٍ وقتلٍ، وجسرٍ تعبُر عليه الجماعةُ إلى كاملِ مفاصلِ السُّلطة.
مسلسلُ الاغتيالات، الذي بدأ قبل أكثر من عامين، يتنامى عمودياً وأفقياً حتى يصلَ الذروة، في ظلِّ حكومة تمثِّل بعض أدواته.. اغتيل العشراتُ من القادة العسكريين والأمنيين، واغتيل المئاتُ من الجنود، ومُزِّقت المؤسسة العسكرية شرَّ ممزق تحت لافتة الهيكلة، التي عبرت بالجماعة إلى قلب الجهاز المناعي للدولة، وإخضاعها تماماً لقيامة التمكين.
فُتحت حروب أهلية شتى تحت عناوين مذهبية ومناطقية وقبلية، واستُحدثت ثارات وفتن ومحن وأُسقطت رؤوس شامخة.. كلُّ ذلك لتعبيد مسالك التمكين السياسي على حساب وطن نفقده يومياً ونحن صامتون