بتاريخ 12 من ربيع الأول من كل عام يشهد العالم احتفالات كبيرة في مختلف الجهات وفي كل المدن الكبيرة والصغيرة وبحضور مكثف ومتميز بذكرى مولد سيد الكائنات محمد بن عبد الله عليه وآله الصلاة والسلام ذكرى مولد منقذ البشرية والرحمة الشاملة للناس أجمعين (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)
ان الاحتفال بهذا اليوم العظيم هو تعبير عن الفرحة والسرور بمن أخرج به الله عباده من الضيق الى السعة، ومن الجور الى العدل، ومن الضلال الى الايمان، ومن يفرح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا شك ان رسول الله يفرح به، ومن فرح به رسول الله هو يقينا من الناجين وحتى وان لم يعد كثير صلاة او صيام، وقد بشر عليه الصلاة والسلام من سأله عن الساعة فقال له: وما أعددت لها؟ قال السائل: لم أعد كثير صلاة ولا صيام ولكن أعددت لها حب الله ورسوله قال له رسول الله ولكل محب: أبشر فأنت مع من أحببت.
تكفي هذه البشرى العظيمة لكي يجعل المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من يوم مولده موسما للتعبير بكل الأساليب والوسائل المشروعة عن الفرحة والسرور بمولد النور الذي ليس بعده ظلام.لقد أقر عليه الصلاة والسلام صاحبه الذي استأذنه في صيام يوم الاثنين (والصيام شكر على النعمة) بقوله (ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه) ان يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم من أيام الله والله تعالى يقول (وذكرهم بأيام الله) ولولا المولد لما كانت بعثة ولا إسراء ولا هجرة ولا بدر ولا فتح ولا ليلة قدر وقد أجمع العلماء العارفون على أن ليلة المولد أفضل من ليلة القدر التي هي (خير من ألف شهر)
والذين ينكرون علينا الفرحة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويعتبرونها من المحدثات!! ويصلون بها الى البدعة، والبدعة ضلالة والضلالة في النار! ينسون أو يتناسون قاعدة أصولية معروفة: أن الترك لا يفيد المنع وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع القرآن في المصحف وترك جمع الناس لصلاة القيام في رمضان، وهو وغيره مما فعله أصحابه رضي الله عنهم من بعده مستندين الى قوله عليه الصلاة والسلام (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة)
المنكرون علينا الفرحة برسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهم ان محبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هي إتباعه مستدلين بقوله جل من قائل (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله) وكأننا بالفرحة به عليه الصلاة والسلام نخالف نهجه القويم والهداية الى الصراط المستقيم الذي لا تنفك في كل ركعة تردده ألسنتنا (اهدنا الى الصراط المستقيم)
ان من ينكرون علينا تعلقنا بحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، والفرحة به وإبداء السرور المادي بصلة أرحامنا وإكرام أجوارنا وأصدقائنا وهو الشكر العملي لله على هذه النعمة العظمى والمنة الكبرى وأن جعلنا من أمة هذا النبي الكريم وهذا الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام،
ينكرون علينا احتفالنا بمولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بدعوى الخوف علينا من الشرك بالله !! ونحن الذين لا ننفك تنطق ألسنتنا بالشهادتين.وينكرون علينا السيادة لرسول الله مستدلين بأثر لا يمكن أن يكون صحيحا ينسبونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم (السيد الله !!) متجاهلين ان في القرآن تنصيص على سيادة غيره من رسل الله عليهم الصلاة والسلام وقوله عليه الصلاة والسلام للانصار (قوموا لسيدكم) وقوله عن ابنه الحسن (ان ابني هذا لسيد) وقوله (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) واذا لم يكن سيدنا محمد سيدا فمن السيد يا ترى؟ ! انه سيد السادات الا من أبى ويعلم الجميع مآل ومصير من يأبى.
المنكرون علينا فرحتنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ينكرون علينا مدحه نثرا وشعرا متناسين ان مشروعية مدحه جاء بها الكتاب العزيز بمختلف الصيغ أصرحها قوله جل من قائل (وانك لعلى خلق عظيم). ان المنكرون علينا فرحتنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ينكرون كل صيغ الصلاة عليه غير الصلاة الامية والابراهيمية مقيدين ما أطلقه الله في قوله تعالى (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
نقول لهؤلاء المنكرين علينا احتفالاتنا بذكرى المولد النبوي لا تعكروا علينا بنعيقكم صفونا، لكم جفوتكم ولنا محبتنا، لكم اكتفاؤكم بالشكل والمظهر، ولنا نفاذنا الى اللب والجوهر الذي يجتمع فيه التعلق الكامل: ظاهرا وباطنا وقولا وفعلا وممارسة صادقة خالصة برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو قدوتنا وأسوتنا وهو حبيب قلوبنا وهو قرة أعيننا وهو شفيعنا غدا يوم الوقوف بين يدي ربنا.
وفي الأخير رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله هو أحق يا أبناء الأمة العربية والإسلامية بالإحتفال والإبتهاج والإحتفاء من الرئيس الأمريكي ترامب..ولاجه للمقارنة بين رسول الله الرحمة المهداة وبين السفاحين وقتلة الأطفال والنساء وطواغيت وأشرار العالم وأزملامهم من عباد البلاد وعلماء البلاط على رأسهم منظري الفكر الوهابي التكفيري الذين يمتعظون من إحتفالنا بأحب خلق الله إلى الله ويدلعون ألسنتهم أمام هذه المناسبة العظيمة كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث, بينما في المقابل يبلعون لساسينهم إلى الداخل في حال زيارة مجرمي العالم إلى بلدانهم ويصفقون لها ويباركونها بوجه قبيح سقط عنه القناع في زمن كشف الحقائق.