أكد أمير سعودي أن ولي العهد محمد بن سلمان لن يكون حاضراً في المشهد السياسي السعودي في الأيام القادمة، كاشفاً عن وجود معلومات تفيد بتنصيب الأمير المعارض أحمد بن عبد العزيز والمتشرد في الغرب وزير الداخلية الأسبق والشقيق الأصغر للعاهل السعودي، ملكاً خلال الفترة القادمة.
ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، اليوم الجمعة، عن مصادر مقربة من العائلة المالكة في السعودية، أن الأمير أحمد الذي عاد الثلاثاء الماضي إلى السعودية بضمانات أمريكية وأوروبية، بعد غياب طويل، اجتمع مع إخوته أبناء الملك المؤسس، الأمير طلال والأمير مقرن في منزل العائلة، لمناقشة ما تمر به المملكة في ظل حكم بن سلمان.
وقال أمير وصفته الصحيفة بأنه من سلالة منافسة في العائلة المالكة: “من المقرر في الأيام المقبلة أن يعقدوا اجتماعات ملكية لمناقشة الموقف السياسي الحالي ومستقبل السعودية، بن سلمان لن يكون حاضراً” وبيّن الأمير أن هيئة البيعة التي تشكلت قبل أكثر من 10 سنوات، ستجتمع بهدف إعلان الخلافة على العرش.
وأكد معارض سعودي قريب من العائلة المالكة صحة ما أورده الأمير السعودي للصحيفة، مع تأكيدات بأن قادة أوروبا يدعمونه.
وقال المعارض السعودي، الذي لم تذكره الصحيفة: “أعلم أن (الأمير أحمد) قد عاد، وأعلم أنه حصل على نوع من الحماية من الأوروبيين، ولا أعلم كيف قدموا إليه هذه الحماية، لكني أعلم أن عدداً من أفراد العائلة المالكة تقرَّبوا منه لاتخاذ إجراء من أجل بدء مبادرة لمواجهة بن سلمان، و هذه حقائق مؤكَّدة”.
وأضاف: “لسنا على يقين بشأن نواياه، ولكن هناك شائعات قوية (بوجود محادثات) تتجه نحو تعيين الأمير أحمد ليكون ملكاً أو ولياً للعهد، وتشير إلى أنه سيعمل بقوة مع أخيه الأمير مقرن، نظراً إلى أنهما آخر أبناء الملك عبدالعزيز الأصحاء”.
وعاد الأمير السعودي المعارض أحمد إلى العاصمة الرياض بعد عام من الغياب، وسط حفاوة في الاستقبال من قبل ولي العهد بن سلمان، وتعهدات دولية بعدم التعرض له.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن الأمير أحمد عاد إلى السعودية فجر الثلاثاء (30 أكتوبر)، واستقبله ولي العهد السعودي بحرارة في المطار، وفق ما صرح ثلاثة سعوديين مقربين من العائلة الحاكمة.
ومكث الأمير “أحمد”، الشقيق الأصغر للملك سلمان، في العاصمة لندن، عقب تصريح له انتقد فيه ولي العهد والعاهل بسبب حرب اليمن، كما أنه عارض بن سلمان ورفض، عام 2017 عندما كان أحد أعضاء مجلس البيعة، تعيينه ولياً للعهد، ولم يبايعه.
وجاءت عودة الأمير المعارض، بعد أزمة كبيرة تعيشها السعودية، بعد قتلها للصحفي جمال خاشقجي داخل قنصليته في إسطنبول التركية بطريقة مروعة، وتقطيع جثته، وهو ما أحدث حالة من الضغط الدولي الكبير على السعودية، ومطالبات بالكشف ومحاسبة المتورطين في قتله.