……
احتلال الحديدة وسلخها عن السيادة اليمنية بالنسبة للعدو مسألة وجود أو لا وجود وطريقه إلى المشاورات تمر عبر هذا الهدف ، فهو يريد أن يفاوض حول استسلام ناجز لا سلام بمنطق الند ويتوقع أن احتلال الحديدة سيجعل مفاوضينا يسلمون له بما يشاء. ، بينما نخوض نحن معركة دفاع مصيرية عن وجودنا المستهدف بالاحتلال والمحو كيمن ويمنيين وخوض المعركة مهما طالت هو خيارنا ومسار خلاصنا الرئيس والاستراتيجي الذي يحاول العدو استدراجنا خارجه باسم دعوات سلام هي شيفرة حرب وتصعيد بالأصل كما أوجز سيد الثورة أبوجبريل فأصاب تكتيكات العدو في مقتل.
لو أرادت واشنطن سلاماً لما كانت منذ البدء منصةً لتدشين العدوان على اليمن وعليه فإن دعواتها الحمائمية للسلام تبقى خديعةً ومكراً لم يعد من السهل تمريره على شعبنا ومجاهدينا بعد أربعة أعوام من مجريات اشتباك بات معها حتى أطفالنا على درجة من الوعي بأحابيل العدو وكبروا أجيالاً على عالم والت ديزني الوردي الملغوم بقبح النوايا.
يريد العدو قلماً سياسياً يوقع صك الاستسلام لكن خيارنا الذي لا نطمئن إلى سواه يبقى البندقية اليقظة المذخرة بالدم الغيور الزاكي سرمدي الدفق فالحرية حمراء وبابها لا ينفسح للحالمين بخلاص وردي يبذله الجلاد لضحاياه بوازع الشفقة عليهم والرأفة بهم واستجابة لأنينهم بل لمن يحملون أرواحهم على أكفهم بغية حياة تسر الصديق أو موت يغيظ العدا…
فلا تهنوا في ابتغاء القوم بدافع الألم فهم يألمون ولا مولى لرجائهم ونحن نألم ونرجو مولى الموالي كرامة غير مثلومة وتمكيناً على الأرض ومثاباً كريماً وخلوداً مطلقاً في ملكوته ، أحياءً وشهداءً على صراط نواميسه و وعوده.