الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تجسيد لطاعتنا وانقيادنا بمنهجية الدين المحمدي
د/هشام محمد الجنيد
إن أعظم الاحتفالات والمناسبات والأعياد على الإطلاق هو الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الإمام وهو القائد المثالي، وهو القدوة والرحمة وإيماننا برسول الله هو تجسيد لطاعتنا وإيماننا بالله وجميع الرسل والأنبياء، وهو تجسيد لانقيادنا واقتدائنا بمنهجية رسول الله محمد ابن عبدالله عليه وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين أفضل الصلاة والسلام، انقيادنا بمنهجية رسول الله، تعني طاعتنا والتزامنا بالسير على منهج الصراط المستقيم (القرآن الكريم) والأحاديث النبوية الشريفة.
إذن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هو تجسيد عن إيماننا بوجوب الحفاظ على الدين الإسلامي ونصرته، وهو تجسيد وتعبير عن وحدتنا وقوتنا وعزتنا وإباءنا وكرامتنا.
كيف نحتفل بعيد ميلادنا وميلاد أولادنا ولا نحتفل بالمولد النبوي؟! . ومنزلة ومكانة النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المنتجبين أفضل من نفوسنا. وأساس هذا الإخلاص والحب هو نتاج عن الإيمان بسيد الأنبياء والمرسلين … ومن لا يملأ قلوبهم هذا الإيمان ويدركون أهمية ومكانه النبي, وفي نظرهم الاحتفال بمولده بدعة, فهم حتماً منافقون وظالمون ومارقون.
إن مكانة وعظمة النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام لم تدرس وفقاً لمضمون القرآن الكريم، لا بل وأضيفت قصص ومواقف افتراءً وكذباً على نبي الله تتنافى قطعياً مع أخلاقه وعظمته ومكانته. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تساهل وتغاضي النظام السياسي السابق عن السير بمنهجية القرآن الكريم. وبالتالي إخفاء الأهمية والدرجة العظيمة العالية لمكانة الرسول صلى الله عليه وعلى أصحابه الطيبين الطاهرين لأغراض نسيان وعدم اتباع منهجيته وسيرته. وهذا يعني عصيان تنفيذ أوامر الله. قال الله تعالى في سورة محمد (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) الآية (33). وعاقبة عصيان الله ورسوله هي الضلالة.قال تعالى في سورة الأحزاب (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الآية (36).. والأوضاع السياسية الاقتصادية والمالية والاجتماعية الناتجة عن مخلفات النظام السياسي السابق هي دليل قاطع على الضلالة التي تحيط بنا منذُ أكثر من (50) عاماً التي أبعدت عامة الناس عن السير على خطى ومنهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو المنهج القرآني والأحاديث النبوية الصحيحة المتوافقة مع القرآن الكريم.
ولذلك علينا أن نعرف أن السبب الرئيسي من العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه على بلادنا بتاريخ 26/3/2015م، كان على إثر الاستقلال في القرار السياسي بتاريخ 21/9/2014م. لأنهم يعرفون أن هدف الاستقلال هو بناء مشروع الدولة العادلة القوية في إطار الدولة الإسلامية وفي إطار الأمة الإسلامية. ومفهوم القوة هنا تعني القوة الشاملة، أي السير في مختلف الميادين في سبيل الله السياسية – أساس تركيبة النظام السياسي هي ولاية الأمر – والجهادية – لنصرة الدين محليا وإقليميا ودوليا – والأخلاقية والإنسانية والعلمية – بمختلف مجالات العلوم – والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية وغيرها للوصول إلى الخير وفي ظل تطبيق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أساس الإيمان بالله ورسوله والالتزام بمنهجية ومبادئ القرآن الكريم في مختلف العلوم، والإقتداء برسول الله ووصيه أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ورايات الهدى الرموز الإسلامية التاريخية والمعاصرة. هذا هو المفهوم الحقيقي للدين الإسلامي، هذا هو طريقنا ومنهجنا منهج الدين المحمدي. أما الخروج عن منهج الدين المحمدي، بموالاة أعداء الإسلام والمسلمين نتيجة غياب تطبيق مضمون ولاية الأمر في النظام السياسي، فإن هذا الخروج يؤدي إلى اتباع منهج الضلال، يؤدي إلى موالاة أئمة الكفر والظلم والطغيان, وبالتالي يؤدي حتماً إلى الضعف والذل والحروب المستمرة فيما بيننا. وهذا ما كان واقعا إلى قبل الثورة السبتمبرية العظمى وإعلان الاستقلال في القرار السياسي بتاريخ 21/09/2014م – وما زالت تبعات الفكر التضليلي في المحافظات الواقعة تحت سيطرة العدوان السعودي الأمريكي وحلفائه – والتي هي ثمرة رجال الله المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم – في زمن الصمت والخنوع الاستبداد – لأجل عزة وكرامة الشعب اليمني في إطار الأمة الإسلامية، ولأجل إعلاء كلمة الحق والسير على خطى المنهج المحمدي لنصرة الدين في أرجاء المعمورة بإذن الله.
اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك ووصيه أمير المؤمنين وأعلام الهدى. نسأل الله أن ينصر إخواننا المجاهدين الجيش واللجان الشعبية على أعداء الدين والحق، إنك سميع الدعاء